«1» دولة سيناء وشرق الدلتا وتكون تحت النفوذ اليهودي ليتحقق بذلك حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات. «2» دولة قبطية مسيحية تكون عاصمتها الإسكندرية تمتد من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غرباً لتضم الفيوم ثم تمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون الذي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية وتتسع مرة أخرى لتضم أجزاء من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسي مطروح.
«3» دولة النوبة وعاصمتها أسوان تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان تحت اسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى كما رسم حدودها المشروع الصهيوني.
«4» دولة مصر الإسلامية وعاصمتها القاهرة تضم الجزء المتبقي من مصر ويراد لها أن تكون أيضًا ضمن نطاق إسرائيل الكبرى
اعتماد الولايات المتحدة مشروع «برنارد لويس» لتقسيم الدول العربية والإسلامية لسياستها المستقبلية:
في مقابلة أجرتها وكالة الإعلام مع برنارد لويس في 20/5/2005م قال الآتي بالنص: إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات؛ ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإنَّ عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان..
إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إمَّا أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية ــ دون مجاملة ولا لين ولا هوادة ــ ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة؛ ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوربا لتدمر الحضارة فيها.
انتقد لويس محاولات الحل السلمي، وانتقد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان، واصفًا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له؛ فالكيان الصهيوني يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية، وهي تقف أمام الحقد الإسلامي الزائف نحو الغرب الأوربي والأمريكي. ولذلك فإن على الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكُّؤ أو قصور، ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي. وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر أنابوليس للسلام، كتب لويس في صحيفة «وول ستريت» يقول: يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل.
يقول بريجنسكي.. مستشار الأمن القومي الأمريكي في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة: إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن «1980م» هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس- بيكو[1].
l عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك برنارد لويس بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلٍّ على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. وغيرها، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح بريجنسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي «[3]».
في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور برنارد لويس، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة.
كيف يمكن تحقيق هذه المشروعات؟
لكن كيف يمكن تحقيق هذه المشروعات التي ظلت لسنوات عديدة في طور البحوث والدراسات والتدريب والتهيئة؟ هل يمكن أن يتم ذلك من خلال عمل عسكري كما حدث في العراق لبقية دول العالم العربي؟ لا يمكن ذلك لأن الموقف الدولي غير مهيأ الآن ولا يسمح خصوصًا مع تنامي القوة الإقليمية الصاعدة وارتفاع أصواتها ضد القطبية الواحدة والهيمنة الأمريكية على العالم، أي أن إسرائيل وأمريكا لا بد أن تذهبا إلى خيار آخر لذلك ابتعدت عن القوة الخشنة Hard Power لما ستكلفه من مبالغ باهظة في ظل اقتصادها المتعثر وحجم المديونية فاتجهت إلى القوة الناعمة Soft Power التي ستمكنها من تنفيذ المخططات بالكامل دون أي خسائر بالأرواح والأموال من جانبها، لذلك فقد عمدت إلى تغيير الأنظمة عبر تحريك الشارع العربي من خلال وكلائها والمتدربين على التنظيم السياسي والجماهيري لديها وكيفية التأثير بالرأي العام وإعداد الدورات والتدريبات خارج بلدانهم للشباب المتطوع من خلال منظمات المجتمع المدني وإضافة إلى ما ذكرناه من منظمات ومؤسسات قامت بهذا الدور مؤسسة مهمة جدًا وهي معهد انشتاين لمؤسسه جين شارب Gene Sharp حيث قام بإعداد مجموعة القيادات حول أساليب التأثير غير العنيف «كفاح اللاعنف كما يُطلق عليه».
إضافة إلى التدريب على الوسائل التقنية الحديثة في وسائل الاتصال الجماهيري من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ونشير هنا إلى إعلان الجنرال فلاديمير افتشينكيVladimir Avchenki رئيس فرع الإنتربول في روسيا في لقائه مع صحيفة كومسومو لسكايا برافدا Komsomolskaya- Pravda إلى موضوع العشاء السري، حيث ذكر أن أوباما دعا بعد تنحي الرئيس المصري، مديري فيسبوك وغوغل وتويتر وياهو وغيرها من شركات تقنية المعلومات الأمريكية، إلى عشاء في البيت الأبيض. ويربط الجنرال فرافدا بين هذا الأمر وبين تسريبات موقع ويكيليكس.
كما أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى هذا الدور عندما أوضحت أن الولايات المتحدة لديها إستراتيجية للشرق الأوسط تؤيد إبقاء الحلفاء العرب المستعدين لإجراء إصلاحات في السلطة.
وقال يوجين دوغنEugeneDugan ، المتخصص في الدراسات الشرقية بجامعة أكسفورد، إن هذه الثورات سوف تستمر طوال عام «2011م».
لكن الأهم هو ما جاء في مقال المخرج رواريد أرو المنشور بإحدى الصحف العربية والذي تحدث فيه عن دور الخبير الأمريكي في الثورات السلمية جين شاربGene Sharpالذي لقيت كتاباته وأفكاره وبخاصة كتابه من الديكتاتورية إلى الديمقراطية دوراً مؤثراً وخطيراً في تفجير الثورات في العالم، من صربيا مروراً بأوكرانيا وتايلاند وصولاً إلى إندونيسيا، والذي يعتبر واجهة لجهاز الاستخبارات الأميركية.
ويقول: رواريد شارحاً تأثير جين شارب في الثورة المصرية: عند وصولي إلى ميدان التحرير يوم «2» فبراير «2011م» كان بعض من تدربوا على أعمال جين شارب رهن الاعتقال، البعض الآخر كان تحت ملاحظة الاستخبارات، كما تم التحفظ على بعض الصحافيين الذين زاروا الميدان لعدة ساعات، وعندما قابلت أحد المنظمين رفض الحديث عن جين شارب أمام الكاميرا، إذ كان يخشى أن يسبب انتشار المعرفة بتأثير الولايات المتحدة هزة للحركة، وأكد لي أن كتابات جين قد وُزِّعت بالعربية.
وأضاف أن إحدى أهم الأدوات التي استخدمناها كانت فكرة جين الخاصة بتحديد أعمدة النظام، والتي تقترح بناء علاقة مع الجيش لتحييده.
تساند هذه التحركات الإعلام المسخَّر والمستأجَر لهذا الغرض لتغطية الأحداث وتقديم الدعم الإعلامي الكامل لهذه التحركات من خلال الفبركات الإعلامية وشهود العيان المدفوعي الثمن أن المخطط محبوك بالكامل، فهناك مروجو العبارات الفكرية المضادة والتي يحاولون بها إبعاد أذهان الناس إلى الحقيقة التي تقول إن وراء هذه الثورات مخططات خارجية وهؤلاء أصحاب نظرية الصدفة أو المصادفة في حدوث هذه الثورات ويليهم أصحاب نظرية المؤامرة حيث يتم وقف كل الحقائق والمؤشرات التي تكتشف بأنها خرافة ومن باب نظرية المؤامرة التي سئمناها كما علمتهم الدوائر الغربية والمخابرات العالمية هذه الأساليب لكي يتم إسكات الأصوات التي تكشف الحقائق ومن ثم يأتي رجال الدين الذين راحوا يصدرون الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان ضد العباد وهم يرتدون جلباب الدين مخادعين أنفسهم وليسوا مخادعين الله «[5]»
إن بلدنا ينهار، صناعته، مدارسه وبناه التحتية، كل ذلك يتلاشى، خط الفقر في ارتفاع صاروخي بمعدّل بات يفوق «25» بالمائة بين «2000» إلى «2009»، بالضواحي والمدن الكبرى، واحد من أصل ثمانية قروض سكن يفضي إلى المصادرة والحجر على صاحبه، أكثر من «120» ألف عائلة أعلنت إفلاسها، المستوى التعليمي تدنّى بشكل مريع بحيث تفضح دراسة تقويمية أننا صرنا بالمرتبة «25» في الرياضيات و«21» بالعلوم من بين «30» دولة متقدمة… «8.4» مليون وظيفة تم فقدانها منذ العام «2007»، واحد من خمسة مواطنين بدون عمل أو يعمل بغير مكانه الطبيعي، والأفظع من كل ذلك أن ما كان مخصَّصا لإعادة تنشيط الدورة الاقتصادية ظلّ وعدًا زائفًا بحيث لم يفرز من «787» مليار دولار سوى مبلغ زهيد لا يتعدّى «72» مليار صُرفت لمشروعات إعادة تأهيل البنية التحتية!([6])
إن لم نستفق فسوف نكرّس تعاليم إستراتيجية إسرائيلية للثمانينيات، الوثيقة الأخطر التي نحن بصددها.
٭ المشرط الأمريكي يواصل عملية السلخ المنظّم لا يعنيه أنين الجريح بقدر ما تهمّه الموارد ومخزونات الطاقة.
٭ انتبهوا فمخالب الكيان الصهيوني تتوالد كالفطر ممتدة على مساحة هذا الوطن المتحلّل المستباح: العراق، أفغانستان، كردستان، جنوب السودان، فالصومال، فلبنان، فاليمن… وفي كل قطر قابل للتفجير بدواعٍ مختلفة، بل حتى رياضية في هذا الزمن العربي الرث.
٭ إلى متى سنظلّ نمارس هذا الهروب إلى الأمام نخسر القطر تلو القطر وننظم معلّقات المراثي؟
٭ إلى متى سيظلّ هذا الدين السمح رهينة بأيدي من جُنِّد لحروب وقودها أشلاء النسوة والأطفال المتفحمة أجسادهم؟
٭ لقد آن لهذا الشعب العربي المسلم أن يهبّ من غفوته ليواجه استحقاقات مصيره بنفسه، لا أن يدفع ثمن خيارات نظم أفلست ونخب خانت وحركات سياسية تصمّ الآذان ولا تقول شيئًا.
٭ هل من متّعظ قبل أن يسبق السيف العذل؟
وتبدو أهمية إعادة نشر هذه الوثيقة فيما يلي:
٭ إن تقسيم العراق كأحد أهداف الحرب الحالية على العراق «مارس 2003» هو أحد الأفكار الرئيسية الواردة في الوثيقة المذكورة.
٭ إن خطة فصل جنوب السودان وتقسيمه، هي أيضًا ضمن الأفكار الواردة في الوثيقة.
٭ إن الاعتراف الرسمي بالأمازيغية كلغة ثانية، بجوار اللغة العربية في الجزائر هي خطوة لا تبتعد عن التصور الصهيوني عن المغرب العربي
٭ إن مخطط تقسيم لبنان إلى عدد من الدويلات الطائفية، الذي حاولت الدولة الصهيونية تنفيذه في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وفشلت في تحقيقه، هو تطبيق عملي لما جاء بهذه الوثيقة بخصوص لبنان.
٭ إن الحديث الدائر الآن في الأوساط الصهيونية حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، والتخوفات العربية من استغلال أجواء العدوان على العراق لتنفيذ ذلك، هو من أساسيات الأفكار المطروحة في الوثيقة.
٭ وأخيرًا وليس آخرًا، إن الأخطار التي تتعرض لها مصر، واردة بالتفصيل في الوثيقة الصهيونية.
والحديث عن وثيقة من هذا النوع، ليس حديثًا ثانويًا يمكن تجاهله، فهم ينصّون فيها صراحة على رغبتهم في مزيد من التفتيت لامتنا العربية. كما أن تاريخنا الحديث هو نتاج لمشروعات استعمارية مماثلة. بدأت أفكاراً، وتحولت إلى اتفاقات ووثائق، تلزمنا وتحكمنا حتى الآن:
فمعاهدة لندن «1840» سلخت مصر منذئذٍ وحتى تاريخه عن الأمة العربية. فسمحت لمحمد علي وأسرته بحكم مصر فقط، وحرمت عليه أي نشاط خارجها. ولذلك نسمي هذه الاتفاقية اتفاقية كامب ديفيد الأولى.
واتفاقية سايكس بيكو «1916» قسمت الوطن العربي، هذا التقسيم البائس الذي نعيش فيه حتى الآن، والذي جعلنا مجموعة من العاجزين المحبوسين داخل حدود مصطنعة، محرومين من الدفاع عن باقي شعبنا وباقي أرضنا في فلسطين أو في العراق أو في السودان.
فلما قوى شأن العصابات الصهيونية في فلسطين، أصدرت لهم الأمم المتحدة، قرارًا بتقسيم فلسطين في «29» نوفمبر «1947»، وهو القرار الذي أعطى مشروعية للاغتصاب الصهيوني. وأنشئت بموجبه دولة إسرائيل.
وهو القرار الذي رفضته الدول العربية في البداية. وظلت ترفضه عشرين عامًا لتعود وتعترف به بموجب القرار رقم «242» الصادر عن الأمم المتحدة في «1967»، الذي ينص على حق إسرائيل في الوجود، وحقها أن تعيش في أمان على أرض فلسطين المغتصبة.
وعلى أساس هذا القرار أبرمت معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة في 26/3/ 1979.
والتي بموجبها خرجت مصر من الصراع العربي ضد المشروع الصهيوني، لتنفرد إسرائيل بالأقطار العربية الأخرى، كل ذلك وغيره الكثير، بدأ أفكارًا، وأهدافًا استعمارية، وتحول فيما بعد إلى حقائق.
وبالتالي ليس من المستبعد أبدًا أن تتحول الأفكار التي وردت في الوثيقة الصهيونية المذكورة، إلى أمر واقع ولو بعد حين مع إصرار العدوان الأمريكي على تفتيت الوطن العربي ومخاطر التقسيم التي تخدم ذات التصور الصهيوني عن المنطقة.
وأخيرًا فإن الهدف من نشر هذه الوثيقة، هو أن ننظر إلى العدوان علينا في مساره التاريخي. وأن نراه على حقيقته كمخطط، موحد، منتظم، متسلسل، ممتد. وأن نحرر أنفسنا من منطق التناول المجزأ لتاريخنا، الذي يقسمه إلى حوادث منفصلة بعضها عن بعض.
آملاً في النهاية ألا تقتصر حياتنا على مجموعة من الانفعالات وردود الفعل اللحظية المؤقتة، التي تعلو وقت الشدة، وتخبو في الأوقات الأخرى. فتاريخنا كله ومنذ زمن بعيد، ولزمن طويل آت، هو وقت شدة.
نظرة عامة على العالم العربى والإسلامي من خلال الوثيقة الصهيونية:
٭ إن العالم العربي الإسلامي هو بمثابة برج من الورق أقامه الأجانب «فرنسا وبريطانيا في العشرينيات»، دون أن توضع في الحسبان رغبات وتطلعات سكان هذا العالم.
٭ لقد قسم هذا العالم إلى «19» دولة كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة، والتي تعادي كل منهما الأخرى وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقي والاجتماعي في الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال في بعض هذه الدول.
٭ وإذا ما أضفنا إلى ذلك الوضع الاقتصادي يتبين لنا كيف أن المنطقة كلها، في الواقع، بناء مصطنع كبرج الورق، لا يمكنه التصدي للمشكلات الخطيرة التي تواجهه.
٭ في هذا العالم الضخم والمشتت، توجد جماعات قليلة من واسعي الثراء وجماهير غفيرة من الفقراء. إن معظم العرب متوسط دخلهم السنوي حوالى 300 دولار في العام.
٭ إن هذه الصورة قائمة وعاصفة جدًا للوضع من حول إسرائيل، وتشكل بالنسبة لإسرائيل تحديات ومشكلات وأخطارًا، ولكنها تشكل أيضًا فرصًا عظيمة.
1- مصر «4 دويلات»:
في مصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون الأغلبية في مصر العليا، حوالى 8 ملايين نسمة.
٭ وكان السادات قد أعرب في خطابه في مايو من عام «1980» عن خشيته من أن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أي دولة لبنانية مسيحية جديدة في مصر.. والملايين من السكان على حافة الجوع نصفهم يعانون من البطالة وقلة السكن في ظروف تعد أعلى نسبة تكدس سكاني في العالم.
٭ وبخلاف الجيش فليس هناك أي قطاع يتمتع بقدر من الانضباط والفعالية، والدولة في حالة دائمة من الإفلاس بدون المساعدات الخارجية الأمريكية التي خُصِّصت لها بعد اتفاقية السلام.
صحيفة الإنتباهة
برنارد لويس