أكثر ما يزيد المشكلة بين السودان وجنوب السودان تعقيداً قضية دعم حكومة الجنوب للمتمردين سواء الحركة الشعبية قطاع الشمال واسمها يوحي بالعلاقة بينها والحركة الشعبية التي يمكن ان نسميها قطاع الجنوب وكأن الاسم أريد به هذا المعني ولن تنمحي من الذاكرة الوعود التي قدمها رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت في كلمته يوم الاحتفال بإعلان الانفصال الذي شهده رئيس جمهورية السودان فقد وعد سلفاكير رفاقه من المتمردين بجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق عندما قال (لن ننسي أخوتنا في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق) وهي العبارة التي وضع تحتها المراقبون خطاً أحمر وظل سلفاكير وفياً لهذا الوعد الذي يكلفه نقض وعوده مع حكومة السودان وخرق الاتفاقيات التي يوقعها مع رئيس حكومة السودان وهو بذلك يقول ان عهده مع قطاع الشمال مهم أكثر من أي عهد موثق مع حكومة السودان ويقول لأهل الجنوب ان أرضاء قطاع الشمال أهم من معالجة مشكلات أهل الجنوب الاقتصادية والاجتماعية أو يقول قائل ان ذلك يتم بغير قناعات الحكومة وربما يفرض ذلك جنرالات الجيش الشعبي وربما تكون فكرة تحرير السودان مازالت قائمة في أذهان بعض القيادات الجنوبية سواء في الحكومة أو الجيش ويريدون أن يقود هذا التحرير قادة قطاع الشمال رغم قناعة الجميع بسذاجة الفكرة من الأساس.
التضحيات الكبيرة التي تقدمها حكومة الجنوب تثير الدهشة والاستغراب وحديث رئيس حكومة الجنوب لسفراء بريطانيا والاتحاد الأوربي أكثر أثارة فنفي ان حكومة الجنوب تدعم الحركات المتمردة في دارفور وجنوب كردفان بالتأكيد لا تفوت علي هؤلاء السفراء فهم يعلمون قبل غيرهم بهذا الدعم وكل تفاصيله وتمويله إلا أن يكون رئيس حكومة الجنوب يريد به خدعة أهل السودان.
ان قضية دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة لا تحتاج لأدلة وبراهين ولا تقبل المغالطات واقل برهان ودليل من أين لهذه الحركات بالسلاح والتشوين؟ خاصة أنها تخسر في كل معركة كميات كبيرة من العتاد والأسلحة الثقيلة والخفيفة إضافة الي أنها نطلق ن أراضي دولة الجنوب.
لو أرادت حكومة الجنوب ان تضع حداً للخلافات مع السودان وخلق مناح للعلاقات الطيبة وتبادل المنافع فما عليها إلا ان ترفع يدها عن دعم قطاع الشمال والحركات المتمردة في دارفور ان غلبت مصلحة شعبها وأرادت ان تستقر الحدود بين الدولتين وخلق مناخ معافي للتعاون ويبقي الحديث عن تصدير البترول لي فخر أولويات حكومة السودان.
صحيفة أخبار اليوم
محمد مبروك محمد احمد