جوبا والرغبة في الركض والطيران معاً

[JUSTIFY]الأمر المؤكد الذي لا يختلف عليه اثنان هو موقف دولة الجنوب الداعم للحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات المسلحة بمسمياتها المختلفة والباعثة علي إحساس قوي أن البلاد صارت في مهب الريح المسلح فما بين حركات التحرير وأجنحتها تبرز مسميات أخري فهذا يسمي نفسه تحرير السودان وآخرون العدل والمساواة ومسميات آخري ما انزل الله بها من سلطان تدعو إلي التشرذم والاثنية البغيضة وتكرس للفرقة والاحتراب والمستقبل الكالح الدامي كل تلك الأشياء غير المحببة تدعو لها تلك الحركات المتناقضة والبعيدة عن واقع أهل السودان ولا تطلعاتهم إنها فقط تجارة يروج لها أصحاب الغرض ولعل الأمر الأكثر إزعاجاً هو ارتهان كل تلك الأشباح المتمردة السرطانية التي ابتلي الله بها البلاد والعباد ارتهانها إلي قوى الامبريالية العالمية تلك التي تستخدم اسلوباً قديماً للقضاء علي خصومها الفرقاء بدعم البعض ضد الآخرين وهذا ما يحدث تماماً الآن فالدعم لن يتوقف والمتمردون سيواصلون نشاطهم ولكن السؤال الذي يدعو للتوقف برهة هو من أين سيحصل المتمردون علي أفراد يقاتلون ففي الصيف المنصرم فقدت الحركة من ألف ستمائة مقاتل كصرعي مجندلين ومفقودين وتحتفظ بضعفهم جرحي ويائسين ومرضي نفسانيين خارج إطار المعركة .

دولة الجنوب تريد أن ترضي طموحاتها في الاحتفاظ بمال النفط وشراء المنتجات الزراعية والصناعية السودانية وبناء الدولة الوليدة الخديج بينما تقوم في الوقت ذاته بدعم أصدقاء الأمس إحقاقاً لوعد سلفا كير للحلو وعقار وللحركة الشعبية قائلاً لن ننساكم فهل يصدق(سلفا) وعده لإصدقاء الأمس علي حساب امن السودان والحركات المسلحة تتوغل حتى العمق السوداني ويريدون لبترولهم أن يمر؟؟ هذا غير معقول وهو في الوقت نفسه غير مقبول ناهيك عن شكل الدعم والإيواء الذي سيكون لأموال عبرت السودان نفطاً لتعود سلاحاً وعتاداً يصيب خاصرة الوطن في مقتل.

لقد أصاب الرهق الشعب السوداني وبات ينظر للأمر برمته في موقف المنتظر في صمت رهيب كئيب بينما تضعضعت ثقته في حكومة جوبا رويداً رويداً وهي في الوقت ذاته تماطل وتدعم وتشتكي بينما قواتها لم تنسحب بعد من كل الحدود السودانية لأنها باختصار لم تتأدب بما يكفي لتشعر بذل الحاجة والجوع ويتمرغ انفها في تراب العوز والانتظار الممل في أرصفة التصدير لتعرف جيداً قيمة الإخاء والجوار الحق ولتعرف قبل كل هذا وذاك ماالذي منحه السودان طائعا مختاراً لجوبا لقد منحها وطناً لم تكن لتحلم به ولكن جوبا لا تعرف الوفاء وتتطلع بعد ذلك للركض والطيران معاً.

صحيفة أخبار اليوم
محمد جاد الله بخيت

[/JUSTIFY]
Exit mobile version