الهندي عزالدين: صناع (نيفاشا) ومهندسو الاتفاق الملغوم الذين (ورّطوا) قيادة الدولة في تلك الورط

[JUSTIFY]{ قبل انفصال جنوب السودان، كان رئيس (منبر السلام العادل) الباشمهندس “الطيب مصطفى”، يبشرنا بأن الانفصال سيكون بمثابة استقلال السودان (الحقيقي)، وأن بلادنا ستتحرر من (عبء) الجنوب الثقيل، وستنعم بالاستقرار و(السلام العادل) والرفاهية والتنمية والتطور الاقتصادي!!
{ وكان مشايعو (المنبر) من داخل الحكومة و(المؤتمر الوطني) يؤكدون لكافة جماهير الشعب السوداني أن الانفصال سيكون ناعماً و(سلساً)..!! هل تذكرون عبارة (سلساً) هذي التي رددها قبيل الانفصال كل من هبّ ودبّ من مسؤولي حكومة (الإنقاذ)؟!
{ صناع (نيفاشا) ومهندسو الاتفاق الملغوم الذين (ورّطوا) قيادة الدولة في تلك الورطة – أقول قيادة الدولة كلها وليس النائب الأول وحده لأن جميع القيادات بصموا بالعشرة ووافقوا على (نيفاشا) بنداً بنداً، بل ووصفوا “شيخ علي” في تلك الأيام بـ (بطل السلام)!! – صناع (نيفاشا) من (فريق المفاوضات) الدائم، اتفقوا – لأول وآخر مرة – مع (منبر السلام) ومشايعيه، وداعميه سراً وعلانية داخل الحكومة وأجهزتها، بأن (انفصال الجنوب) سيكون سهلاً و(سلساً)!!
{ غير أننا كنا نغرَّد خارج السرب، فيصفنا (المنبريون) و(النيفاشيون) بـ (المتشائمين)! كنا نصرخ في آذانهم (ضد) الانفصال، لأن الحرب ستكون أسوأ، والخسائر أكبر، والقتال سيكون على حدود (الشمال) في كردفان والنيل الأبيض والأزرق، لا في أطراف “توريت” و”كبويتا” والطريق إلى “نمولي”!!
{ كانوا يسفهون تحليلاتنا، ويدّعون – وحدهم – احتكار المعرفة، أو أنهم كانوا يعلمون ويحتفظون لأنفسهم بخيوط وأسرار (المؤامرة)!!
{ كتبُ في (شهادتي لله) مقالات ومقالات خلال العامين 2010 و2011، توقعتُ فيها اندلاع الحرب على حدود الدولتين واستمرار الحريق، لتكون النتيجة النهائية خسارة (ربع) مساحة جمهورية السودان، و(ربع) سكانها (سكان الجنوب عند الانفصال حوالي عشرة ملايين نسمة من مجموعة نحو أربعين مليون نسمة، ومساحة الجنوب أكثر من ستمائة ألف كيلو متر مربع من مجموع مليونين وخمسمائة ألف كيلو متر مربع).. خسارة ربع الأرض وربع السكان، مع استمرار الحرب في (الأعماق) هذه المرة، وليس في (الميل أربعين) جنوب “جوبا”!!
{ الآن.. وبعد كل تلك (الحماقات) والخسائر (المادية) و(البشرية) و(المعنوية)، والخسائر في الجغرافيا والتاريخ جراء انقسام الدولة، يريد رئيس (منبر السلام العادل) ومساندوه أن يدفعوا بلادنا إلى نفق آخر مظلم بدعوى أن (الجنوب) (يحتقرنا) ويعتدي علينا!!
{ وهل الجنوب (دولة عظمى) لتحتقرنا؟! ولماذا نحن ضعفاء لتعتدي علينا؟! الجنوب دولة فقيرة وبائسة و(فاشلة)، طبقاً لمعايير الدولة الحديثة، فإلى متى يريد “الطيب مصطفى” أن يحبس بلادنا في زنزانة الهواجس المكرورة والقديمة؟!
{ نعم.. نحن قلنا إن هبوط الجنيه السودان مقابل (الدولار) يؤدي إلى خسائر فادحة بمئات المليارات من الجنيهات لأي مواطن سوداني.. كل مواطن في هذا البلد سيتحمل نسبة من الخسارة، بما في ذلك “الطيب مصطفى”، فصحيفة (الانتباهة) ستخسر إذا ارتفعت أسعار الورق وفاتورة الطباعة، كما أن ميزانيته الشخصية للغذاء والدواء والكساء ستتضاعف و… و…!! لا تقل لنا كم سيهبط (جنيه الجنوب)، لا، الجنوب ليس دولة عليها التزامات تجاه التنمية والخدمات من طرق وجسور وتعليم وصحة وقمح وجازولين و… و..!!
{ اتقوا الله في هذا الشعب.
[/JUSTIFY]

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version