ومع محاولاتنا الفاشلة لدرء آثار تسلل طيور الجنة من نوافذ شاشاتنا فوجئنا أنها تدخل إلينا من بابٍ مفتوح على مصرعية، وعند الإعلان عن أول حفل للفرقة قامت حربُ ضروس فى البيوت السودانية فكل الأطفال يطالبون أسرهم بشراء تذاكر الحفل الذي كان حينها بأسعار أقرب إلى المبالغه! وقد مارس المتعهدون إبتزازاً عاطفياً على الأسر من خلال أطفالهم الذين يتوقون لرؤية من داعبو آذانهم ومشاعرهم بالأناشيد طيلة النهار والمساء.
ليست المشكلة التى صاحبت الحفل السابق فى ثمن التذاكر الباهظ فقط ،إذ بلغت التذاكر حسب التصنيفات كالآتي:
· طاولة VIP لخمسة أشخاص: ألف جنيه.
· كراسي أمامية: مائة جنيه للفرد (لا تُفرق بين كبير وصغير).
· كراسي وسط: خمسون جنيه (للكبير والصغير).
· مدرجات خلفية: ثلاثون جنيه (للكبير والصغير).
إذ لم تنحصر مشكلة الحفل فى سعر التذاكر التى (قدت الجيوب) فحسب، بل فى سوء التنظيم الذي صاحب الفعالية في حد ذاتها، ففي وجود كمية كبيرة جداً من الحضور معظمهم أطفال فى إستاد يسع الآلاف مع منصة صغيرة للعرض، والتصرف الأقبح من الذنب أن الأناشيد كانت مسجلة وليست (Live) فصوت المسجل يصدح بالأناشيد ولا يقوم عضو الفرقة سوى بتحريك شفتيه فى مُحاكاة للصوت المُسجل مُسبقاً وقد يصل الصوت عبر مكبراته الى الحضور وقد لا يصل إلى الأغلبيه! هذا بالإضافة إلى زحمة السير وأزمة المواصلات في تلك الليلة التي تسبب فيها الحفل غير المدروس، زد على ذلك أن الكثيرون قاموا بشراء التذاكر (الباهظة) ولم يتمكنوا من حضور الحفل الذى حوّل بعض البيوت إلى مسرحيات باكية إثر إحتجاج الأطفال على عدم التمكُّن الحضور.
عودة فرقة طيور الجنة لإقامة حفل فى السودان مرةً أُخرى مرفوضة تماماً، حتى وإن حاول المنظمون تلافي الأخطاء التنظيمية السابقة، بل حتى و إن ذهبوا إلى الأطفال فى رياضهم ومدراسهم مجاناً! يكفينا ما حدث من تسلل الطيور ويكفيهم التحليق من خلف الشاشات.
همسة:
إذا كُنا بشبرِ الماءِ نغرقُ رُغم خِبرتنا
وأصغرُ ما يمُرُ بِنا يُعكِرُ بحرِ رِحلتنا
لنطوي خلفنا الأوراقَ نوقفُ سردُ قِصتنا
(الشاعر الإماراتي كريم معتوق)
همسات – عبير زين