فهناك من يقوم بوضع الفشار والحلويات على مائدة صممت خصيصا للجبنة وما تبعها وهذه المائدة يتم تصميمها في بلاد الحبشة التي كثيرا ما ينسب اليها طقوس القهوة المميزة ولكن بحسب ما اورده البروفسير عبد الله الطيب أنها كانت جزءا من الحضارة السودانية وكانت تعرف بذرة البن بالكافا نسبة لمملكة كافا ثم انتقلت ثقافة القهوة إلى الحضارة العربية ثم التركية و منها إلى أوروبا و أخذت اسمها المعروف في اللغة اللاتينية «كوفي» إذن فإن تاريخ القهوة في السودان تاريخ ممعن في القدم و التأصيل .
وهنالك من يرى ان القهوة منتدى ثقافي إجتماعي وفي بعض الاحايين سياسي فقعدة الجبنة نكهة خاصة بعد تحميص البن هكذا تبدأ «قعدة الجبنة» كما وصفتها ليلى احمد بقلي البن على نار الفحم الموقدة على كانون الصفيح او الفخار بعد تحضير المكان بما يلزم من رش و بخور ويزدان المكان تعطرا برائحة البن المحمص فلرائحة البن وقليه مزاج يوازي مزاج شرب القهوة .
وبعد ذلك تأتي مرحلة «الفندك»حيث يحول البن لبودرة يمكن وضعها على الماء الساخن ودق البن او هرسه على الفندك تصاحبه ايقاعات بحسب قدرة من تقوم بالعملية على الابداع وبعد ذلك تصب القهوة على الجبنة بعد مرورها بمراحل الغلي وتوضع الجبنة على مقعد خاص يسمي «الوقاية».
وتقول اماني عمر ان القهوة في السودان تشرب على طريقة أهلنا الحنان على ثلاث مراحل الفنجان الاول يسمى البكري والفنجان الثاني يسمى «التني» وما يزيد عن الثاني يعرف بالبركة.
وعلى الرغم من هذه الاجواء هناك من له رأي بانها اصبحت مكانا لانتشار «قعدات» القهوة فى الاحياء خاصة الشعبية بين النساء وانها اثرت سلبا على كثير من البيوت حسبما يقول ابراهيم احمد وقال انه يتمنى ان تنحصر جلسات القهوة بين الاسرة الواحدة والاهل فى اوقات صفاء ليكون السمر والود هو الغالب وليس «الشمارات والقطيعة».
ولكن يبقى ان للقهوة ـ اختلف الناس حولها او اتفقوا ـ وقعدتها طعما خاصا وهي واحدة من الملاذات التي تلجأ اليها النساء للخروج من ضغوط الحياة اليومية وقد يشاركهن فيها الرجال في بعض الاحيان.
[/JUSTIFY]
صحيفة الصحافة