عندما يتعاون الجن والإنس : العمل السفلي هواجس وحقائق

[JUSTIFY] اربع سنوات متتاليات تستعد فيهن أمل للجلوس لامتحانات الشهادة السودانية، ولكنها في آخر ايام الدراسة تصاب بذلك الصداع الحاد الذي يفقدها تركيزها، فتضطر الى تأجيل الامتحانات للعام المقبل، ويستمر عامها على احسن ما يكون الى قبيل موعد الامتحانات.. فساور الشك امها التي اخذتها وذهبت بها الى احدى شيخات «الزار» بعدما لم تجد في الطب علاجاً، فقطعت لهم الشيخة الشك قائلة: بتكم دي عاملين ليها عمل في طبلة تتقفل مع الامتحانات عشان ما تقدر تمتحن، وان الشخص الذي قصدها بذلك يعمل على تجديد السحر بطريقة مستمرة، وان كانت المرأة لم تنطق باسم أحد، ولكن من حيثيات الموضوع علمت امها من له مصلحة في ايقاع الضرر بابنتها، وءخذت بعدها في الدخول في رحلة طويلة في كيفية استخراج العمل ودفع فواتير وطلبات الخدام.
وفي حالات «العمل» يستخدم الانسان الجان في تنفيذ رغباته الشريرة تجاه بعض الاشخاص وبطريقة يحددها البعض، ويستخدم فيها اساليب مختلفة، وتحكي لي مها الشيخ انها ظلت تعاني على مدى سبعة شهور من الصداع، وكانت لا تجدي معه أية مسكنات، وفي أحد الايام اثناء ترميم البيت لتجهيزات العيد وجدوا قارورة صغيرة مربوط بها شعر وحبتين بندول وورقة صغيرة مطوية، علموا بعدها انه عمل دفنه لهم احد الاشخاص، وقالت: لم اذق العافية الا بعد استخراج هذا العمل بالصدفة، وبعدها ذهبت الى احدهم وحجبني.
وهي قضايا لا تستحق وخلافات بسيطة، ولكن اصحاب النفوس الضعيفة دائما يجدون من يستغلهم وينفذون رغباتهم الدنيئة من خلالهم. وتحكي لي خالة التومة موسى انه أثناء لعب الاطفال في ظل وأفرع شجرة النيمة داخل بيتهم تنبه احدهم الي وجود خصلة طويلة من الشعر حاول قطعها ولكنها كانت متينة، واخذوا يتناوبون في المحاوله قبل ان تمر هي فسألتهم عما يقومون به، فوجدت ان الشعرة مربوطة منذ مدة طويلة ويدل على ذلك التفاف الساق حولها ونموه الذي اخذ يتجاوز عقدة الربط، وتقول ناديت زوجي الذي أكد أن الشعرة هي شعر حصان، وبعدها اخذت والدتي وذهبت لاحد الشيوخ الذي قال بأن هذه خصلة من ذنب حصان وان احدا لم يسمه باسمه قد قام بكتابتهم فيها «بعمل سفلي»، واضافت لي التومة قائلة: «كنت اعلم ان جارنا الذي دخلنا معة في خلافات امتدت للمحاكم في قطعة أرض، لم يترك الامر يمر بسلام خاصة ان جلسة النطق بالحكم قد تأخرت بسبب عوارض كثيرة، وايقنت بعدها انه اتجه الي اساليب أخرى ولكن هيهات».
وتقول الموظفة سناء عثمان في حديثها لـ «الصحافة»: استغرب ما يتجه اليه الناس في ايذاء بعضهم بهذه الاساليب الغريبة، وحتى اذا كان هناك خلاف او اختلاف فإن الاتجاه الى الاستعانة بالجن لا يمثل الا ضعف ايمان» وتضيف قائلة: ما لا يعلمه الكثيرون أن احداث الضرر لشخص بواسطة الجن يحتاج الى قدر كبير من المال، وحتى يستمر ذلك الضرر يجب ان تدفع في كل مرة مبلغاً كبيراً»، ويقول ابراهيم محمود ان احد الموظفين معه في الشركة وحتي يوقع بينه وبين صاحب العمل فقد اتجه الى هذا الاسلوب، وبالفعل نجح في ذلك وقتها ولكن ما عاد اليه من ضرر كان اكبر مما يتوقعه احد واصيب بمرض واخذ يستسمحني حتى اعفو له ما فعله بي، ولم يكن وقتها في حالة يستوجب غير السماح.
[/JUSTIFY]

صحيفة الصحافة – تهاني عثمان

Exit mobile version