و«العين الحارة» مقصود بها النظرة التي تصيب ما تقع عليه بالضرر، وفي حديث العين تستحضرني قصة ذلك الرجل في ضواحي ود مدني الذي دخل على بناته التوأم يوم ختانهن، وهي حكاية حكتها ليك حاجة زينب وقالت: «البنات كانن راقدات في عنقريب الجرتك ومغطيات بي توب القرمصيص.. عاين ليهن ابوهن وقال: مالن عاملات متل بنات الكوتشينة، وما هي الا ايام والبت الكبرى اصيبت بشلل في احدي قدميها بينما الاخرى سقطت اثناء لعبها وكسرت ساقها «كسر مركب» لم تتم معالجته الا ببتر ساقها».
وتحكي الخالة ست البنات الهادي قائلة: «إن احد الرجال في قريتهم معروف عينو حارة، مرة جاء بي حدا بيتنا.. بتي قامت تجري منو عشان مشهور بي عينو الحارة، وأول ما جانا قال: البنية دي مالا جاريه متل الورتابة، البت وقعت لمن سنها اتكسرت»، وتقول نادية حسنين: «بقولوا الزول العينو حارة ملاحظتو قوية وبنتبه لي أي حاجة ومرات بوصف الشيء البشوفو، وان كان غير قاصد فهو يضرك، وحتى في ناس ما بكونوا عارفين روحم». وقالت نادية: «جارتي في الحلة سحرت ود اختا، ولمن الود مرض وما لقوا ليهو علاج اختا جاتها في البيت وقالت ليها ولدك دا بكون سحرتوا ليك انا واتوضت ورشت ود اختا بي مويه وضوها». ويقول الحاج عبد الرحيم ان العين اكثر ما تصيب النساء والاطفال، وفي لخمة وانشغال الناس نسو امر التحصين وضرورة ان يحصنوا انفسهم واولادهم»، ويقول فيصل عمر: «اشتهر فريق في قريتنا بأن كل اهله «عينم حارة» وقالوا العين الحارة ورثة، وانو الامو وابوهو اولاد عمومة عينم ما بتقع واطة يعني بتأذاك بتأذاك، وفي ناس بقولا الزول العيونو مدورة عينه حارة، وان شكل العيون ليها دورها».
وتكون العين اكثر خطراً من السهم المسموم خاصة عند من لا يذكرون الله، لذا تعودنا ان نسمع من حبوباتنا عند رؤيتهم لكل ما يسر ويعجب قول: «صلاتي علي النبي، صلاتي علي النبي» وتكررها احداهن اكثر من مرة، وليس المقصود منها الجزم بأن الواحدة عينها حارة ولكن تحسباً للآخر من أن يصيبه ضرر مما اعجب عين الرأي، والمشيئة تحجب ضرر العين حتى أن الكثيرين يستصحبون سلامهم بقول ما شاء الله. [/JUSTIFY]
الصحافة