الترابي في افادات حول معاني ودلالات الصلاة والحج وانعكاسات الشعائر في حياة المؤمن والأمة

[ALIGN=JUSTIFY]الحياة كلها عبادة لله، ولكن هذه الشعائر بشكلها المرسوم وبأقوالها المسنونة تشعرك بأنها عبادة لله سبحانه وتعالى تتخلل كل حياة الإنسان
نقدم إماما نختاره ولا يوضع علينا ونراقبه لأننا نحن وإياه جماعة واحدة فقد ينسى قد يخطئ، حتى لو كان نبيا نجادله
كاد الناس أن يتفقوا على توحيد الأهلة ولكن خرج بعضهم على بعض لهذه الاسباب..
الذكر ليس محسوبات تعدها بالسبحة، هو ذكر الله عبر الحياة كلها ولكن بعضهم جعلوا الصلاة بكاء وتصدية حتى يستنفدوا طاقتهم ويسقطوا تماما ويظنوا أنهم أفنوا انفسهم في سبيل الله

أجرت قناة الجزيرة الفضائية عبر برنامج الشريعة والحياة حواراً مع الدكتور حسن عبد الله الترابي وادلى فيه بالكثير من الافادات حول معاني ودلالات الصلاة والحج وانعكاسات الشعائر في حياة المؤمن والأمة والكثير من القضايا تنشره« الوطن »للفائدة العامة
الجزيرة:يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز *ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب الحج:32]، منذ مدة خرجنا من شعيرة من أهم شعائر الإسلام وأجلاها وهي شعيرة الصيام وتبعها شعيرة عيد الفطر ومن بعدها تأتي شعيرة عظيمة أخرى هي شعيرة الحج، وفي كل يوم من أيام العمر نمارس شعيرة وقتية عظيمة هي عمود الدين وهي الصلاة وهكذا فالمسلم يعيش حياة حافلة بالمشاعر المتنوعة والغنية لكن البعض أحيانا يقلل من أهمية هذه الشعائر ويكاد يقصرها على وظيفة شكلية أو رمزية حتى إن إدارة هذه الشعائر يكتنفها الكثير من المشكلات والخلل بل إن الشعائر الإسلامية شعائر الله تحولت من تكاليف إلى تمنيات وأماني في كثير من الأحيان.فلماذا تحولت الشعائر إلى أشكال وصور ومظاهر؟ وما العلاقة بين الشعائر بعضها وبعض؟ وما الآثار التي يجب أن تتركها الشعائر في الحياة والأفراد والمجتمعات؟ شعائر الله معناها وأثرها نناقشها في حلقة هذا الأسبوع من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور حسن الترابي المفكر الإسلامي المعروف،

مرحبا بكم دكتور.
حسن الترابي: مرحبا، عليكم السلام.
الجزيرة: بداية بماذا يجب أن يخرج المسلم في شهر رمضان المبارك، ما هو الأثر الذي يجب أن يتركه الصيام على حياة المسلم وسلوكه؟
حسن الترابي: كثير من الناس يعظمون الشهر لذاته ولكن هو وقت يتوالى مع مرور مواسم السنة الشمسية كما تعلم، وإنما القصد بالشهر هو أنه متنزل القرآن قديما، فشعائر الله أو الشعائر في الدين هي الأمور التي تشعر من ظاهرها المرسوم ومن أقوالها كذلك المسنونة أنها عبادة لله، سائر الحياة كلها عبادة لله ولكن قد يطوي المرء نيته ولا تدري مما يعمل، يعمل كما يعمل سائر الناس ولكن هو يوجهها لعبادة الله سبحانه، أما الشعيرة فهي من سنتها تشعر الإنسان وتعلمه بأنها عبادة لله سبحانه وتعالى وبالطبع ينبغي أن تكون خالصة لله سبحانه وتعالى أن تكون الصور والأفعال، حركات الأفعال والأقوال أو الأشياء التي هي شعائر مثل شعائر الحج كلها في سياق عبادة الله سبحانه وتعالى، تكون النية خالصة لله تعالى وبالطبع الدين دائما هي، مبتلى دائما بين أن يحفظ السور ويحفظ الأقوال وتذهب نيات العبادة لله سبحانه وتعالى.
الجزيرة: *وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين..}[البينة:5].
حسن الترابي: الحياة كلها عبادة لله، ولكن هذه الشعائر بشكلها المرسوم وبأقوالها كذلك المسنونة تشعر أنها عبادة لله سبحانه وتعالى وتتخلل كل حياة الإنسان حتى تغشى كل سائر الحياة، هي ليست لذاتها ولكن لسائر الحياة ولذلك نحن خرجنا من رمضان ينبغي أن نكون خرجنا منه خيرا مما دخلنا عليه، لأنه كتب علينا الصيام لعلنا نتقي الله *..لعلكم تتقون}[البقرة: 183] فينبغي أن آخر الشهر لاسيما أن بالذات نحو آخر الشهر نشد الصيام وتزداد التراويح ويزداد قيام الليل في العشرة الأواخر وكل الشعائر هكذا يعني في خواتيم الحج كذلك طواف الوداع، في خواتيم الصلاة كذلك تحيات لله سبحانه وتعالى..
الجزيرة (مقاطعا): كيفي يمكن أن يؤثر كل ذلك على سلوك المسلم؟
حسن الترابي: ينبغي بعد ذلك إذا خرجنا من الصلاة مثلا إذا قضيت الصلاة ننتشر في الأرض نبتغي من فضل الله نعم ولكن نذكر الله كثيرا، ينبغي أن نخرج من رمضان أتقى مما دخلنا عليه، واتقوا.. ليست هي بعد ذلك في رمضان، هي طبعا رمضان يأتي عاما بعد عام ولكن يتخلل السنة طوعيات صومية كذلك عبر السنين ولكن ينبغي التقوى أولا من كل شهوات الحياة التي يتعلق بها الإنسان التي قد تجتاحه حتى تدفع به إلى أن يتعدى على حدود الله ولا يتقي غضب الله سبحانه وتعالى ولا يخاف، فتقوى الله هي ليست هي الطاعة، الطاعة تكون إيجابا عملا صالحا يرجو الأجر من الله لكن التقوى هي أن تتقي حدود الله وأن لا تتعدى حرمات الله سبحانه وتعالى حتى لا تقع في غضب الله سبحانه وتعالى، هي التقوى، تتقي الله سبحانه وتعالى، فالمفروض حياتنا الزوجية كذلك، ينبغي كل الآيات في الزواج كما تعلم في القرآن في كل السور كلها تسمها بالتقوى لا يضبطك القانون وحسب ولا يضبط المجتمع وعرفه وحسب ولكن يضبطك تقوى الله سبحانه وتعالى في هذا العقد، تتقي الله في العقد بينك وبين الله وفي العقد بينك وبين الأزواج حتى لا تتعدى، وكذلك المال، في رمضان طبعا نحن كذلك نجتنب الأكل في رمضان ونجتنب شهوات المزاوجة في رمضان حتى نتعلم كذلك الآيات التالية مباشرة أن لا نأكل أموالنا بيننا بالباطل وأن لا ندلي بها إلى الحكام ليأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وكذلك حب النفس بالطبع، الآيات التالي بعضها كذلك دخلت الآيات الجهاد أننا حبنا للنفس وحفظها كذلك لا نكفها عن طاعة الله والسير حتى إذا بذلنا نفوسنا، وكل أبواب التقوى وكذلك الأخوة التي تربطنا كلنا، الجوعى منا الفقراء منا الأغنياء الجوعى معا وفي الحج كذلك كلنا معا، كل هذه الوحدة كذلك إذا خرجنا لا بد أن خيرا عند الله اتقانا وليس لا نتساخر ولا نتفاخر بقبائلنا، فعلاقاتنا الاجتماعية تقوم على التقوى والقرآن كله دائما في كلماته أن لا يسخر قوم من قوم، واتقوا الله، واتقوا الله، وفي آخر الصيام اتقوا الله، والحج كله آيات تقوى والصلوات كلها تصلنا بالتقوى كلها هكذا حتى نخرج من كل عبادة خير مما خرجنا من التي سبقتها، وقبل أن يصيبنا بلاء يعني وننفتن تأتينا العبادة دورة أخرى من العبادة المتوالية أبد إن شاء الله.
الجزيرة: في موضوع الصيام يبدو أن شعيرة الصيام ارتبطت في الوعي المسلم الشعبي برمضان وببعض المناسبات كليلة النصف من شعبان، رجب، 6 شوال إلى غير ذلك كيف نفهم هذا الأمر؟
حسن الترابي: الصيام بالطبع كان دينا أصلا، كان عبادة لله سبحانه وتعالى في كل الديانات حتى التي فقدت كتبها ولكن حتى الديانات التي حفظت كتبها أو بعض كتبها ما يزال عندهم الصيام عند اليهود بالطبع وعند النصارى كذلك صوم، أما عند الإسلام فكانت الدرجة الأولى دائما تكاليف الله سبحانه وتعالى تأتي درجا حتى تتنزل على الناس ليحتملوها فكانت أيام معدودات من كل شهر، ثم جمعها الله جملة ثلاثة أيام في كل شهر، ثلاثون، شهر في العام، وجعلها في متنزل القرآن حتى الإنسان يستعد إذا القرآن أمره أن يهب نفسه أن يهب ماله أن يهب شهواته أن يهب متعلقاته في الحياة كلها يمكن أن يتبع القرآن فلذلك نحن نحتفل لا برمضان لأن رمضان يدور مع دورة الشمس ويتحرك ولكن مع متنزل القرآن لأنه نحن أشد ما نكون صلة بالقرآن في رمضان كما تعلم، نقرأه في صلاة التراويح، تتكاثر صلواتنا نفلا إن كنا نصلي الفرائص، وكثيرا ما نقرأ من آيات القرآن في تلك الصلوات ونحن أقرب ما نكون إلى هذا القرآن الذي نحتفل ولا حفل فقط ولكن نعزز إيماننا بالقرآن وحيثما أمر الله سبحانه وتعالى أن نتقي شهواتنا ومتعلقاتنا في الحياة فنتقيه إن شاء الله. أما المناسبات الأخرى فهي نفل طبعا فلك أن تصوم عبر العام، طبعا الحديث يقول و ستة من شوال، معناه إذا صمت والحسنة بعشرة أمثالها كأنك صمت عشرة من شهور السنة لأنه مرة في السنة، وإذا صمت ستة أيام كانت في عشر كأنك صمت شهرين فيه ستين، ستين يوما، سواء كانت في شعبان إذا أردت أن تعاجل أو أخرتها عبر حياتك أو ازددت من ذلك كأنك تصوم أكثر إذا ضاعف الله لك عشرا، وفي أيام أخرى أحيانا العرف فقط، منتصف شعبان، تدخل علينا الأعراف أحيانا ببعض المأثورات وبعض الأيام كذلك نصومها كذلك سنن قديمة من قبل الإسلام تصديقا للذي بين يدينا وهكذا مثلما..
الجزيرة (مقاطعا): دكتور يعني الحديث..
حسن الترابي (متابعا): مثل العمرات إذا حججت حجة الفرض مثلما تحج كذلك وتعتمر.
الجزيرة: نعم، فكرة الصيام يعني نفسها ما مغزاها يعني كيف تكون؟
حسن الترابي: طبعا، صام، *..نذرت للرحمن صوما..}[مريم:26] كما تقول مريم عليها السلام معناها أن تكف عن الكلام، وفعلا في رمضان أن تكف عن سيء الكلام، هو ليس بعطش ولا جوع وحسب، لا تكف فقط عن الطعام ولا تكف فقط عن شهوة المزاوجة ولكن تكف كذلك عن سيء الطعام. وتقول صامت الريح معناها ثبتت الريح دي كلمة عربية أصلا يعني، فهذا هو المعنى الأصلى للصيام فمعنى ذلك أن تكف وتثبت بأمر الله سبحانه وتعالى، هي كلها منة حياة من الله سبحانه وتعالى. الزواج *ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا..}[الروم:21] أنه، وجعلكم، ورزقنا في الدنيا طعاما طيبا يعني كل ذلك يعني، وأطلق لنا اللسان علمنا البيان يعني لسنا كالحيوانات ولكن حتى لا نطلق اللسان ويفلت منا يعني وحتى لا نطلق الجنس ويفلت من عقودنا لا نفي بها وحتى لا نطلق كذلك حب المال فنأكل أموال الناس بالباطل والربا وهكذا، يعلمنا الصيام كذلك في نعمة الله سبحانه وتعالى حمدا لله أن نتقي الحد منذ سيدنا آدم يعني وهبه الجنة كلها ولكن استثنى له شيئا واحدا، إلا شيئا واحد، ولكن الإنسان دائما عرضة لأن يتورط آدم يعني رحمه الله وغفر له، في الشجرة الواحدة، كل هذه، الحديقة كلها هذه ما كفته أبدا، فنحن يعلمنا الله سبحانه وتعالى أن المحظورات التي تكف عنها شهواتك حتى لا تورطك في شروى الدنيا هي محصورة جدا فلا بد أن تتعلمها، فالصلوات تعلمنا هذه التقوى يعني، ووصولا بكل الشعائر التقوى.
الجزيرة: رمضان أيضا فضيلة الدكتور ارتبط بليلة القدر وفيها كلام فقهي طويل ولعلها مرتبطة أيضا في المفهوم الإسلامي الشعبي مرتبطة بليلة السابع والعشرين من رمضان، يعني ما ليلة القدر وأي معنى لها؟
حسن الترابي: ليلة القدر هي الليلة التي قدر الله فيها ولها قدر عظيم، القدر هو الشأن العظيم يا أخي، الإنسان له قدر، التي فتح الله ليخرج عباده في الأرض من الظلمات إلى النور، هذا رسالته الختام، فذلك اليوم كان يوما عظيما يعني، وذلك الشهر، كل يعني الزمان التي نزلت فيه كان يوما عظيما ونحن لا نقدس اليوم ولا الشهر ولكن نقدس هذه المناسبة حتى تتجدد ويتعزز فينا متنزل القرآن وجاءت الأحاديث كثيرة يعني تحروها في العشر الأواخر ولكن الشهر كله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الله قال يعني ولكن الله قال *إنا أنزلناه في ليلة القدر}[القدر:1] هي ليلة خير من كل الليالي التي ترك الله عباده يضلون هكذا في غفلتهم في الحياة يعني، ده يوم عظيم له قدر عظيم يعني، فلذلك هو خير من ألف شهر، ألف يعني ليست 999 زائدا واحد يعني خير من طويل الزمان الذي ترك فيه الإنسان يسدر في ضلاله هكذا يعني..
الجزيرة (مقاطعا): البعض يقدرها بـ 83 عاما إلى ما..
حسن الترابي (مقاطعا): لا، يا أخي يعني هذه الليلة التي في سورة النجم كذلك الذي أنزل فيه الكتاب المبين، يعني فرقانا ليفرقهم بين الظلمات والنور وبين الحق والباطل وفيه النذر وفيه البشائر، هي ليست ليلة أماني، كثير من السودانيين يحسبونها تأتي نفس الليلة، والليلة العام الذي تلاه واللي هو رمضان الذي نزل فيه القرآن تأخرت 11 يوما والعام الذي تلاه تأخر فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتبين بالضبط ضبطا يعني يومها..
الجزيرة (مقاطعا): فضيلة الدكتور يعني نتابع إن شاء الله تعالى..
حسن الترابي (متابعا): حتى الشهر يتحرك، وطبعا كما تعلم يدور بعضا وثلاثين سنة طوال العام يعني.
الجزيرة فضيلة الدكتور يعني أصبح من المشكلات المرتبطة برمضان مسألة رؤية هلال رمضان التي يثار حولها في كل عام إشكالات، بلد يصوم وبلد يفطر حسب رؤية الهلال، هذه الإشكالية لا نجدها تثار في أشهر الحج، لا نجدها تثار عند طلوع الفجر وعند غروب الشمس في مسألة الإفطار والإمساك في رمضان إلى ماذا يرجع هذا التناقض والازدواجية برأيكم؟
حسن الترابي: تلت آيات الصيام أن الله يقول *يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج..} [189:البقرة] يعني هي كل الكرة الأرضية والشمس والأهلة كلها موصولة بالوقت وكلها تذكر الإنسان الحقيقة بأن الحياة كلها دورات وأن الدنيا كلها دورة تنتهي إلى آخرة، في آيات القرآن لا أستطيع أن أتلوها كلها عليك ولكن هي تذكر الآخرة مباشرة مع هذه الدورة مع الحياة، فكان في عهد الرسول الناس لا يكتبون ولا يحسبون فلذلك قال لهم صوموا لرؤيته لأنه نحن أمة أمية لا نقرأ ولا نحسب، ولكن أنت إنما تتحرى عن هذا الشهر بوسعك الآن بالطبع المسلمون نهضوا بعد ذلك وبلغوا مبلغا عاليا في الفلك وأهدوا هذا العمل الفلكي كله، أسماء النجوم إلى الغرب، أخذها الغرب وتقدم بها وتدهورنا نحن بعد ذلك ورجعنا مرة أخرى لا نكاد نرى الهلال إلا أن نتحراه بأعيننا يعني، هذا أمر يأسف له المرء. أولا هي الشعائر كلها لها أوقات، الحج له وقت، حتى لا يختلف الناس مثل النسيئة في الجاهلية، متى الحج يعني؟ ولكن في يوم واحد كلهم إلى مركز واحد والصلوات كذلك كلهم إلى حي على الصلاة إلى مسجد واحد كذلك، وكذلك ينبغي أن يكون الصيام، طبعا الناس قد يكون الليل في مكان والنهار في مكان، وليلة الغرب نفسها قد تكون، كانت في مكان والناس في الأرض في مكان آخر في نهار، فكان ينبغي أن نرجع الآن علميا الآن يمكن أن، إذا أردت مولد الهلال أن تضبطه بالثانية عبر حياتك، عبر تاريخك، ما تستقبله، وإذا أردت الرؤية أنه يبرز من الشمس حتى يخرج من أشعتها ويمكن أن يراها الإنسان إن شئت أن تضبطه، كان ينبغي أن يتفق الناس وكاد الناس أن يتفقوا على ذلك ولكن خرج بعضهم على بعض..
الجزيرة (مقاطعا): لماذا هذا الخروج؟
حسن الترابي: والله يا أخي القديم، عهدوا القديم، يعني الناس لا ينظرون وكما تقول أنت إذا قلت لهم نعم، إذاً أنتظر فتواكم حتى تقولوا لي إنكم قد رأيتم الهلال أو سمعتم من يشهد على الهلال وأثبتم ذلك ولكن هل تثبتون لي مغيب الشمس كل يوم قبل أن أفطر؟ هل تقومون على المساجد تنظرون إلى الشمس ومتى منتصف النهار؟ الآن كله بحساب، والله في آيات قرآنية لا حد لها، خمس آيات *..لتعلموا عدد السنين والحساب..}[يونس:5]، *..قدرناه منازل..} [يس:37]،و *الشمس والقمر بحسبان}[الرحمن:5]، حساب الليل والنهار يعني هذا الحساب المتوالي إلى الآخر الله قال بحساب، نحن إن كنا لا نحسب يعذرنا الله سبحانه وتعالى أن نتحرى بأعيننا ولكن الآن لا عذر لنا أصلا، ما يوحد المسلمين الآن أصبح يفرقهم كما تقول يعني. طبعا الحج يحكمه بلد واحد فيها مواقع الحج طبعا هي التي تقول، لكن رمضان الناس حتى في البلد الغربية الواحد تجد الناس يصلون على بلادهم يوما بعد يوم بعد يوم وهذه الأعياد ليست أعياد فرح يعني هي أعياد طاعات عيد الأضحية هي طاعة بإبراهيم يعني وهو في غربته مع ابنه أطاع الله في الرؤيا مستعد أمره الله أن يذبح ابنه، ونحن كل شهر ممكن أن نتخلى عن شهواتنا ويعني حينا طويلة من الفجر، كل أوقات نشاطنا في اليوم، من الفجر إلى المغيب، فالمفروض هذه الأعياد دائما يعني التكاليف وليلة القدر هي ليلة تكاليف ما ليلة القدر أمنيات، فالمفروض نحن يعني هذه الأعياد تعزز فينا التكاليف والعزائم لذلك حتى ننهض بحياتنا. هذا أمر يأسف له الإنسان.
معاني ودلالات الصلاة والحج
الجزيرة: طبعا يعني من الانتقال من رمضان ، هلال رمضان إلى الصلاة هذه الشعيرة العظيمة والتي هي عمود الدين، يسبق الصلاة الطهارة، الوضوء، يسبقها الأذان وبعد الصلاة الاستغفار، تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، أي معنى لهذه الشعائر؟
حسن الترابي: الشعائر كلها بعضها موصول ببعض كما تعلم يعني، الصيام نحن نكثر فيه الصلوات أليس كذلك، نصلي التراويح يعني إذا أردنا كل أربع ركعات ترويحة فترويحة فترويحة فترويحة منهم من يبلغ بها العشرين، يبلغ الـ 36 وأن يقتصر على ثمانية فقط يعني ترويحة واحدة، وهكذا يعني فنحن نكثر الصلاة فيها لأنها هي نفس المعاني التي يدعونا إليها، ونبدؤها بالوضوء كذلك لأننا نحن نريد أن نلقى الله سبحانه وتعالى مناجاة كأننا نسري إلى الكعبة والكعبة ليست هي، هي أول مركز وضعه الله سبحانه وتعالى وأول بيت وضع للناس للعبادة وكأننا نعرج إلى الله سبحانه وتعالى، نجوى مع الله، نصوم فيه عن الكلام مع الناس وعن الطعام تماما وعن النظر تماما يعني بين الإناث والذكور تماما يعني ففيها صيام كما تعلم مثل الصيام تماما، فهي حتى نقبل على الله نريد أن نتطهر حتى نلقى الله بثياب أطيب وبجسم، والجسم لا أقصد الجسم الخارجي خاصة، فالوضوء ليس للظاهر كما يعلمنا الناس، هو للباطن، ما استمعت إليه آذاننا من باطل القول ما تجسست إليه أعيننا إلى غير ما هو مشروع، ما طاف بأذهاننا نمسحه كذلك من رؤوسنا تماما، ما سعينا إليه بغير حق، ما فعلناه بأيدينا، كسبت علينا لا لنا، فلذلك نريد أن نتطهر مما فعلنا ومما رأينا ومما تحدثناه من كثير اللغو وهكذا حتى، وأذن في الناس بالحج، يأتينا أذان الحج ويأتينا إعلان رمضان ويأتينا أذان حي على الصلاة لأننا غير أنها تتوالى في حياتنا، تجمع حياتنا كلها دين تتخلها كلها، تجمعنا نحن معا، الحج يجمعنا والصلاة تجمعنا والصيام كلنا فقيرنا وغنينا كلنا يعني على طعام واحد تقريبا وفي نفس أوقات الموائد لا نبدلها أبدا عند الفطور كلنا معا نفطر معا ونتسحر معا، فعندها رموز هذه المعاني لكن إذا فقدت رموزها تصبح ليست إلا أفعالا ظاهرية.
الجزيرة: فضيلة الدكتور طبعا هناك أيضا إضافة للصلوات الخمس شعيرة صلاة الجماعة التي يبحث فيها المسلمون عن إمام واحد يصلي فيهم وفق الشريعة الإسلامية، هذه الإمامية صلاة الجماعة بالذات ما دلالتها الشرعية وكيف يجب أن تنعكس على حياة المسلمين؟
حسن الترابي: طبعا بعد كل، الله خلق السموات والأرض في ستة أيام، اليوم السابع هو يوم الإنسان، فنحن يوم الإنسان هذا هو يوم الطاعة لله يوم الجمعة يعني، نحن طبعا ما كنا نعطل يوم الجمعة، كنا نتاجر إذا نودي للصلاة نترك بيعنا وإذا قضيت الصلاة نذهب نبتغي فضل الله سبحانه وتعالى وننشر ذكر الله في الحياة كذلك، ولكن هي صلاة الجماعة تعلمنا أنه إذا تداعينا إلى شأن عام نتداعى كلنا معا لا يشذ واحد منا، كل واحد منا هذا لا يعنيني يعني الآخرين، أن نتكاتف وأن نتآخى وأن نتواءم وأن نتواصل، هذه واحدة وثانية أن نتساوى كذلك السابقون هم السابقون وليسوا ما عندنا بروتوكول يعني لمن هو أرقى بعضنا من بعض يعني في مجتمع ولكن الأولون هم الذين تقدموك كذلك ونقدم إماما نختاره نحن لا يوضع علينا، لا يرثها ولا يستلبها إمامته أبدا ولكننا نراقبه كذلك لأننا نحن وإياه جماعة واحدة فقد ينسى، قد يغفل، قد يخطئ، حتى لو كان نبيا نجادله، أخطأت، كل ذلك لم يحصل مع رسول الله وبعض ذلك قد حصل، قصرت أم نسيت، فلذلك وإذا انتهت، لكن من أطاع الصلاة على نهجها المرسوم نحن ننتظم معه ونطيعه وإذا ختمت الصلاة وسلم وانتهى أجله كذلك لا يمتد أجله ولا يبقى فينا أبدا يبقينا جالسين حتى يعود إلينا أصلا، يعني الجماعة عندها معاني إذا ما دخلنا على الصلاة بهذه المعاني يعني تفقد معناها، كثير من الناس يذهبون إلى المسجد وخلاص يكلون الصلاة إلى الأمام إذا سألتهم إذا خرجوا من المسجد ماذا قرأ الإمام بعد الصلاة؟ حتى السور التي يعرفونها نسوها لأنهم مع الجماعة..
الجزيرة(مقاطعا): لماذا؟ لماذا يعني عدم التركيز هذا؟
حسن الترابي:هذه فتنة أصلا بين الظاهر والباطن في الديانات كلها، كل الديانات عرضة لهذه، يعني الديانة اليهودية كلها الشريعة يعلوها شكليات وظاهريات وبدؤوا يخادعون الله في يوم السبت ويوم تأتيهم حيتانه شرحا يحتالون علىها.. ولكن جاءت المسيحية كذلك لتدخل لهم الجانب أن الله يرى ما في الصدور، لا يرى الظاهر يرى الباطن، لا بد أن توحد نفسك لعبادة الله تعالى، وحتى في الغرب الكاثوليكية جعلته ظاهرا، يعني اللصوص والمجرمون كذلك إذا أدرت لهم الصليب على وجههم خلاص يعفى عنهم تماما، ولكن قامت الهجوم عليها من البروتستانت، الهجوم عليها يعني. وكذلك عندنا نحن الفقه كان فقها عميقا، كل الظاهر والباطن يتحدان عبادة لله ولكن بعد قليل أصبح الفقهاء الفرعيات وعلى الظاهريات وعلى الإحصائيات، نواقض الصلاة والحج وأشكال وشكليات وهكذا ونسوا الباطن حتى جاءت الحركة الصوفية تحاول أن تكمل ولكن الصوفية نفسها بعد قليل أصبحت أشكالا للذكر وللدوران يعني فهذه بتجد دائما أنه صعب جدا أن تؤمن بالغيب لأن الغيب غائب منك يعني وتؤمن بباطنك كله بكل ما تطوي وكل ما تظهر معا توحدها كلها لعبادة الله سبحانه وتعالى، فدي مجاهدات يومية في الصلاة ما في إنسان من أول صلاته إلى آخرها لا يفلت يعني فيتوجه إلى الله كأنه يعني يحصر نفسه ويتوجه إلى الله ولكن الذهن أحيانا تغشاه غاشيات ويسبح في الهواء لا سيما إن كان يعني بين يديه إمام يعني يكل له عد الركعات، وهكذا ينبغي كل حياتنا، الصيام ينبغي أن لا نجعله جوعا وعطشا عرفيا كل الناس يصومون وأنت يعني رجل ينبغي أن تصوم حتى لا يقال الناس أنك يعني حتى لا خوفا من الناس رياء للناس، خوفا من الله سبحانه، والحج كذلك حتى يقال لك يا حاج، يا حاج فلان، تأتي حاملا وسما، وساما يعني، ولكن كل هذه الشعائر لا سيما الصلاة يعني عماد الدين لأن أكثر التخلي يوما.. على الأقل الصيام مرة كل سنة والحج مرة كل بتاع ومع النوافل في الحج وفي الصيام ولكن الصلاة غير النوافل تتخلل كل يومنا أول اليوم نخطط يومنا وأثناء اليوم في أعمالنا وفي خواتم اليوم كذلك حتى ننتهي إلى الصلاة نحاسب أنفسنا قبل أن يحاسبنا الله سبحانه وتعالى.
الجزيرة: في موضوع الذكر كما تفضلتم دكتور ارتبط الذكر بطقوس وأشكال ومظاهر، سواء كما يصفها البعض صوفية راقصة أو سلفية جامدة أو تعبدية غيبية، ما الأثر أيضا الذي يجب أن يتركه الذكر على سلوك وحياة المسلم؟
حسن الترابي: الذكر ليس محسوبات تعدها بالسبحة، هي ذكر الله عبر الحياة كلها، ذكرى عامة من الصلاة طبعا، كلما خطر لي خاطر أحمد الله سبحانه وتعالى إن كانت نعمة أو أستعيذ بالله أو أسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وكلما أصابتني من بلايا الدنيا الفقر العسر أسال الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى، وكلما لقيت أخا لي ألقي عليه التحية وأسأل الله أن يباركه ويسلم عليه، كل ما.. هكذا كل الحياة هكذا كلما قدمنا إلى الأكل قدمنا إلى النوم قدمنا إلى الكلام بدأنا كلاما فالذكر هو هذا الموصول لكن الناس أحالوه إلى محسوبات ومعدودات. وثانيا، صحيح طبعا كما تحرك الآن بيدي إذا كنت فعلا أقصد ذكر الله أعبر عن ذلك لا بلساني وحسب ولكن بكل جوارحي، إذا دعوت الله أعبر أنني أريد أن أتلقى عطاء من الله سبحانه بيدي يعني كذلك غير الدعاء ولكن أحيانا يعني قد يحركني ذلك قد وقع القرآن في تلاوة القرآن وأنا أتلو آية القرآن وقعها، ليس بشعر هو ولكن له وقع كذلك وله نغم، وكل الصور فيها ذلك، قد يحركني ذلك وطبعا النغم يحرك أيما إنسان، الحيوان والنبات يحركه فيتحرك لكن أخيرا جعلوا الحركة نفسها يعني صلاتهم يعلوها بكاء وتصدية، بكاء وتصدية، صدى فقط، ها.. هي، ها.. هو.. ويذكرون بعض أسماء الله، إذا سألتهم ما هو هذا الاسم؟ قيوم، ما يعني قيوم؟ لا يعلمون، قيوم، حيوم، قيوم حيوم.. حتى يستنفدوا طاقتهم ويسقطوا تماما يعني يظن أنه أفنى نفسه في سبيل الله! ولكن القصد غير ذلك يا أخي الذكر هو عبر كل مساقات الحياة وكل مناشط الحياة وكل الخواطر وكل المظاهر وكل المشاهد وكل المسموعات وكل المأكولات وكل شيء وهذا هو الذكر يعني ويتخلل كل.. طبعا الصلاة كلها ذكر وأفعال والحج كذلك أفعال وذكر كذلك هو الصيام أفعال بأن تكف عن شيء وذكر لله، يعني حتى في وسط آيات رمضان التي تركناه يعني الآن *وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع..}[البقرة:186] إذا صاموا فعلا بإخلاص لله فأنا قريب منهم، فيمكن أن أستجيب لدعائهم، *..أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون}[البقرة:186].[/ALIGN] صحيفة الوطن

Exit mobile version