د. عبد الماجد عبد القادر: أهَا نبدأ العَدْ واللاَّ لِسَّهْ ؟
[JUSTIFY]قال زعيم الجبهة الثورية متوعداً أنهم قد توافقوا على «تسخين الخرطوم» ونووا «بعد الاستخارة» على إسقاط النظام خلال مائة يوم بعد أن فشلوا خلال تسعة آلاف ومائة وخمسة وعشرين يوماً مضت وقلنا لهم «كضابين».. تاني، ولكنهم ألحّوا والحقيقة هم لم يلحُّوا ولكنهم أصرُّوا إلحاحاً.. وحلفوا بالطلاق إن نهاية المائة يوم والموافق الحادي عشر من سبتمبر باعتبار البداية أول يونيو سوف تشهد انهيار السودان وتمزيقه وتوزيعه إلى دويلات، و«تسخين» الخرطوم طبعاً بنفس طريقة تسخين أبو كرشولا وأم روابة والله كريم وأم برمبيطة. ولا يخفى عليكم لماذا اختاروا الحادي عشر من سبتمبر.. تماهياً في حبهم للأمريكان وطبعاً إذا كان ذلك كذلك فعلى السادة سكان الخرطوم أن يجهزوا أنفسهم لأحداث طبق الأصل لأبوكرشولة. يعني على كل من يحفظ سورة الفاتحة أو آية واحدة من آياتها السبع أو يقول ولو بالغلط «الله أكبر» أو حتى يقول «الله أكبر ولله الحمد» أو يفتح «خشمو» بأي كلمة من الذكر الحكيم فعليه أن «يشيل شيلتو» لأن ناس الجبهة الثورية سوف يفعلون فيه ما فعلوا في بعض ناس أبوكرشولة الذين أحضروهم واحد واحد.. وربطوا أيديهم من الخلف.. وأجلسوهم على كرسي وهم لا يلبسون غير العراقي.. ثم توسطوا بهم الدائرة المليئة بالمتفرجين من عساكر الجبهة الثورية من جنوبيين ويوغنديين وكينيين وبعض المرتزقة الإثيوبيين وبعض من ممثلي الأحزاب الماوطنية وممثلي حركة العدل والمساواة وعرمان وعقار والحلو.. و«هلمَّ جرَّا».. وصاروا يعلنون التهم الموجهة إلى كل منهم والتي تلخصت في أنه ما دام أن اسمك أحمد أو محمد أو اسحاق أو عثمان أو حسين أو علي أو طارق أو نافع أوموسى أو أبو بكر أو هيثم إذن فأنت تستحق الذبح.. وكان هناك شخصان يحملان سكينين طويلتين أقرب إلى السيوف مثل «البلطات والسواطير» التي يستعملها ناس عصابات النيقرز في الحاج يوسف والجريف وأم درمان والعزبة بحري.. وبإشارة من رئيسهم يقومون بإسقاط الرجل «الموثق» على الأرض وهو «يرفس».. ويذبحونه من الأذن إلى الأذن ويستأصلون رأسه بعد أن يتدفق الدم ويملأ المكان ويجروه إلى مسافة مترين بعيداً ولا يزال جسمه ينتفض ويطير من الأرض ويقع عليها والدم يتطاير غزيراً. وبهذه المناسبة هناك فيلم مصور بجهاز موبايل يمكن أن يطّلع عليه من يريد ومن يحتمل رؤية «الذبح المباشر» ويتم تبادله بالبلوتوث ويقومون بوضع الرأس على منتصف البطن بعد أن يهدأ الجسم من الانتفاض… ثم يبدأون في تقطيع الأطراف.. مثل الخروف تماماً.. اليد اليمنى من الكتف أولاً ثم اليسرى ثم الأرجل من الجهة السفلى ثم الإليتين يكومونهما لحماً في شكل «فخدة». ثم تكسير الأضلاع اليمنى والشمال واستخراج «الفشفاش» بدون نفخ وإخراج اللسان من الفك بعد فتح الفم عن طريق «شرط الجضوم» وإخراج الكبد ووضعه داخل الفم.. وقد يضعون الأعضاء التناسلية داخل الفم. هذا أيها القراء هو تماماً السيناريو الذي سيفعله فيكم «ناس الجبهة الثورية» دون زيادة ولا نقصان ولا تهويل وبالطبع معهم مؤيدوهم من ناس الأحزاب «الماوطنية» والموقعين على ميثاق الفجر الجديد في كمبالا والمتمردين بأنواعهم.. وهذا هو الفجر الجديد الذي وعدوكم به. أما عن الاغتصاب والسلب والنهب فحدثوا ولا حرج وسنفرد لذلك عموداً خاصاً في وقت آخر نوضح فيه كيف نتصور أن يقوم ناس الجبهة «بتسخين الخرطوم» عن طريق اغتصاب النسوان والفتيات والأطفال.. وعلى النساء في الخرطوم والحقيقة في كل السودان أن يجهزن أنفسهن للغرق في النيل والآبار مثلما فعلت «حبوباتهن» في ظروف مشابهة بنفس طريقة ناس الجبهة الثورية. وبالمقابل طبعاً لن يتركهم الوطنيون «وأهل الدار» وحراس الثغور.. ولهذا فلا بد من مراقبة الأمر ليل نهار وتوخي الحذر واليقظة والانتباه لكل حركة وإيماءة يمكن أن يقوم بها أي «زول» يتوقع أن يكون «خلية صاحية» أو «خلية نايمة».. وإذا كانوا قد قالوا إن مشروع تسخين الخرطوم سوف يستمر لمدة مائة يوم فيجب مراقبتهم لمدة ألف يوم «Day and night» والتبليغ عن كل ما يخطر ببالكم وما لا يخطر ببالكم من «حركة أي واحد» كبيراً كان أو صغيراً نظيفاً كان أو متسخاً، مديراً كان أو خفيراً سميناً كان أو ضعيفاً، واقفاً كان أو جالساً، راكب ركشة أو سايق أمجاد أو حتى راكب على فرس أطهم مسوم أو حتى راكب لاندكروزر أو ليكزس، جالساً في قهوة أو في طيارة أو يسير على ر جليه أو قاعداً أمام ست شاي.. شارباً أو في حالة صحو. والآن بعد مرور ستة عشر يوماً على إعلان مشروع تسخين الخرطوم وإسقاط النظام فقد بقي لكم يا ناس الجبهة الثورية والفجر الجديد فقط أربعة وثمانين يوماً.. ولم نشاهد لكم عملاً يمكن أن يكتب في ميزان حسناتكم خلال الأسبوعين الماضيين. وإذا قلنا إننا سنبدأ العد التنازلي للأيام المتبقية ونعد لكم المنجزات التي قمتم بها فقد لاحظنا أنكم فجرتم أنبوب النفط القريب من منطقة أبياي بمهنية عالية ــ دربكم عليها أسيادكم الأمريكان والإسرائيليون بشركة بلاك ووتر الأمريكية ــ وهذه واحدة من منجزاتكم التدميرية نعترف لكم بها ونقول واحد.. ولكن ناس د. عوض الجاز «صلحوها» خلال أربع وعشرين ساعة.. وعليه فقد «شطبوا» ما قيدناه لصالحكم من إنجاز.. الشيء الثاني أنكم أطلقتم قذيفتين على القوات الأممية في كادقلي لتخريب الحدث الرياضي المتوقع ومات فيه جنود إثيوبيون يعني نقول اثنين وهذا سينعكس سلباً عليكم وليس لصالحكم.. وعلى كل حال سنظل نسجل يومياً انجازاتكم وعدد قتلاكم إلى أن تنتهي المائة يوم المضروبة لإسقاط النظام وتسخين الخرطوم.. ونتساءل ببراءة يعني ما حتقيفوا في رمضان؟!