الدكتور السيسي قدم نفسه ومن خلال الوسائط الاعلامية بصورة طيبة واقنع معظم الناس بانه لو كانت مشكلة دارفور متوقفة على قائد فقد ظهر القائد من بين ثناياها وتبقت الان بقية العوامل الاخرى . ومن خلال تتبعنا لانشطة التيجاني الاعلامية بدا لنا ان استراتيجيته تقوم على العمل التنموي الجاد والخدمي المستعجل وانه ليس في نيته الدخول في حرب مع الحركات المسلحة انما سيسعى للتفاوض معها فرادى وليس في منبر جديد فبالنسبة له الدوحة آخر المنابر وفي حالة عدم نجاح تفاوضه معهم سوف يسعى لسحب البساط منهم عن طريق التنمية والخدمات العاجلة وهنا يطرح السؤال نفسه هل سيقف العالم معه في هذا الخط ؟ بعبارة اخرى ان الخدمات والتنمية تحتاج الي راسمال ضخم فمن اين للتيجاني بهذا المال؟
العالم ممثلا في الامم المتحدة و الدول النافذة فيها تدفع الان قرابة الاثنين مليار دولار لليوناميد سنويا فهل يمكن ان تحول هذا المبلغ للتنمية ؟منظمات المجتمع المدني في الغرب والتي تتولى اثارة مسالة دارفور عالميا لديها المليارات التي جمعت باسم ضحايا دارفور هل يمكن ان تنفقها في الخدمات في دارفور ؟ حكومة السودان التي تنفق على الامن في دارفور المليارات هل يمكن ان تحولها للتنمية ؟ فيما يتعلق بالسودان ياتي دور الحركات المسلحة هل يمكن ان توفر طاقة منسوبيها واموال الحكومة للتنمية في دار فور ؟كنا سوف نسال ليبيا لو كان القذافي موجودا لكي يعيد ترتيب اجندته في دارفور . مشكورة قطر التي (دقت صدرها وبذلت المليارين)
مانود ان نخلص اليه ان الاموال المبذولة الان في دارفور لدواعٍ امنية وحربية لو صرف نصفها على سلطة التيجاني الاقليمية فسوف تتحول دارفور الى جنة من جنان الله في الارض . ولكن للاسف مثل هذا العشم لامكان له اليوم من الاعراب لان الذين يديرون دارفور ومن وراء الكواليس مصالحهم تقتضي صرف القنابل وليس المساعدة في انبات سنابل الذرة انه عالم محكوم ولكن رغم ذلك يجب ان نتفاءل بان الخير سوف ينتصر في النهاية.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]