هل .. تُصبح «العديلة» ضرة ؟!

[JUSTIFY]هذه القصة أعرف تفاصيلها بدقة لأنني كنت في «قلب الحدث» كما يقولون هي قصه «ت» و«م» حيث تزوجنَ في يوم واحد من إخوة أشقاء وهن لا تربط بينهن أي صلة قربى قبل الزواج، وبحكم أنهنَّ يسكن في البيت الكبير مع الأسرة فكانت حياتهنَّ معًا كالأخوات فهنَّ يخرجن معًا ويجلسن معًا ويأكلن معًا وحتى زينتهنَّ تكون معًا، وفي أحايين كثيرًا تحلُو لهنَّ النميمة و«القطيعة» في نسابتهنَّ خاصة أخوات أزواجهن غير المتزوجات فأولئك الأخيرات مادة دسمة للونسة والدردشة والضحك فيما بينهن، ولكن تدور الأيام وتنفذ مشيئة الله سبحانه وتعالى ويتوفى أحد الأشقاء زوج «ت» فيجد الشقيق الآخر زوج «م» نفسه مضطرًا للزواج من أرملة أخيه حتى يتربى الأبناء في كنفه .. وهنا انقلبت الموازين رأسًا على عقب وأصبح النسوة «ضرائر» لا تطيق إحداهما الأخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال وبقدر محبتهن التي كانت تحولت لكراهية ظاهرة للعيان.

الأستاذة نجوى محجوب عند استطلاعنا لها أجابت بقولها: هذه حقيقة قد تتحول العديلة إلى ضرة بحكم أنهن قبل أن يكن ضراير تعرف كل منهما أسرار وخفايا الأخرى ولكن غالبية المشكلات التي تحدث بينهن تكون بسبب الأطفال فالزوج يكون ميالاً لأبنائه بحكم الفطرة ويكون متعاطفًا مع أبناء أخيه بحكم صلة الدم وأنهم أيتام يجب الإحسان إليهم ومن جهة أخرى تكون لكل زوجة متطلباتها الخاصة جدًا وهنا تبرز الغيرة واضحة للعيان.

ضحك الأستاذ عز الدين عبد القادر عند سؤالنا له وأجاب بقوله: في النهاية الضحية هو الزوج المغلوب على أمره فهو يكون متنازعًا ما بين زوجتيه، خاصة القادمة الجديدة وبين أطفاله وأبناء أخيه.

الحاجة البتول سيد أحمد روت لنا تجربتها مع العديلة التي أصبحت ضرة مابين ليلة وضحاها حيث قالت: كنا نعيش في الولاية الشمالية في أمن وأمان وسط الجروف وخيرات بلدنا وكانت عديلتي «زوجة شقيق زوجي» تأتي إلينا في الإجازات والأعياد وكنا نعم الأخوات وكنت حتى أقوم «بالحوامة» معها وتفقد أهل أزواجنا وأداء الواجبات الاجتماعية خاصة وأنها لا تحضر كثيرًا للبلد بحكم عملها وكنت أحضر لها «الحنانة» بالمنزل وكل أشيائنا كانت مشتركة في الفترة التي تقضيها معنا بالبلد وكنت أولي أبناءها عناية خاصة بحكم أنني لم أُنجب وكنت كثيرة النصح والإرشاد لها فيما يتعلق بحياتها الزوجية وذلك لأنني أكبرها سنا، ولكن شاءت إرادة الله عز وجل أن يتوفى شقيق زوجي هنا بالعاصمة وبعد انقضاء فترة العدة قرر أهل زوجي أن يزوجوه من أرملة أخيه وقد تمّ ذلك بالفعل، وكنت أنا الضحية من هذا الزواج حيث أهملني زوجي تمامًا حيث اضطر للإقامة معها هنا بحكم عملها وقد ساعدته هي في شراء عربة «روزا» ليعمل عليها فأهمل الزراعة والجروف، والغريب في الأمر أن ضرتي لم تذكر لي «حسنة» واحدة من الشيء الذي كنت أقدمه لها ولم أجد منها أي اهتمام وتقدير عندما تقدَّم بي العمر وأصابني الكبر وأصبحت عرضة لكثير من الأمراض وحتى زوجي كان يكتفي بإرسال مبلغ مالي لا يكاد يسد الرمق. ولكن الفضل كان من بعد الله سبحانه وتعالى لأبناء ضرتي الذين ساهموا في علاجي خاصة أن أحدهم يعمل استشاريًا كبيرًا بأحد المستشفيات .

الزينة عبود اكتفت بالتعليق في هذا الموضوع قائلة: الغريب في الأمر أن المرأة التي يتوفى عنها زوجها وتتزوج من أخ زوجها تكون هي التي تفتعل المشكلات! وتثور لأتفه الأسباب مع أن الزوجة الأولى هي المنوط بها فعل كل ذلك ولكن «تقولي شنو؟» فالموازين انقلبت وانعكست الآية.

صحيفة الإنتباهة

[/JUSTIFY]
Exit mobile version