ميدان سباق الخيل .. (268) فدان وسط العاصمة

تعتبر رياضة سباق الخيل الرياضة الشعبية الثانية بعد كرة القدم فهي رياضة الآباء والأجداد، ويُذكر أن أول نادٍ للفروسية بالبلاد أنشئ بود مدني على يد الإنجليز بعد أن وجدوا الأجواء ملائمة لتربيتها بمشروع الجزيرة ثم انتقل إلى الخرطوم بمنطقة بري مطار الخرطوم حالياً ومن ثم إلى مقره الحالي بالسوق الشعبي بالخرطوم في عام (1908) وبقرار من وزير الرياضة الأسبق محمد يوسف تم تقسيمه إلى ثلاثة اتحادات هي (الفروسية ــ سباق خيل ــ البولو) وقد تكونت الاتحادات المذكورة وتحتها أندية أسوة بالوضع الذي عليه الاتحادات الرياضية في السودان حيث أصبح لكل اتحاد أندية تحت لوائه… (الإنتباهة) سلطت الضوء على ذلك المنشط الرياضي الشعبي الهام حيث التقت كلاً من الأستاذ أحمد علي بدوي المدير التنفيذي وسكرتير الاتحاد تبن إسحق آدم وأمين المال الأستاذ أحمد عمر عبد العاطي.

تايخ الرياضة بالبلاد
وفي فذلكة تاريخية حول بداية رياضة سباق الخيل بالبلاد قال أحمد عمر عبد العاطي إن الاتحاد السوداني لسباق الخيل تأسس عام (2009) بقرار من السيد وزير الشباب والرياضة برئاسة الأستاذ محمد إسماعيل محمد ويضم تحت عضويته ستة أندية بالعاصمة والولايات هي نادي العاصمة والذي تم تسجيله بالمفوضية في عام (2007) ونادي الخرطوم والذي تأسس في (2008) ونادي البحير ونيالا ونادي الفاشر ونادي الفرسان بولاية الجزيرة. مضيفًا أن اتحاد الفروسية معني بتعليم النشي رياضة ركوب الخيل بدفع اشتراكات تصل إلى (150 ــ 350) شهريًا واتحاد البولو وهو معني بممارسة رياضة البولو باستخدام المضرب على صهوة الخيول وشرطها امتلاك ثلاثة خيول. أما اتحاد سباق الخيل فهذا معني برياضة سباق الخيل كما به تهجين للخيول فقد يكون الأب مستوردًا والأم محلية مؤضحًا أن أسعارها تختلف عن بقية الخيول لأنها خيول فحول نتيجة سلالات قد تصل إلى ست سلالات ويفوق سعرها (80 ــ 100) مليون بينما تصل أسعار الخيول البلدية من (10 ــ 15) مليونًا كحد أقصى. وبه تتم سباقات الخيول المستوردة موضحًا أن الخيول تصنف إلى درجات فهناك الخيول توليد ومحلية وخيول نتاج يتم توزيعها على الأشواط الخمسة في السباق إضافة إلى أن الاتحاد يمتلك خيولاً مستوردة يتم استجلابها بواسطة جوازات خاصة يسمح لها بالمشاركة في ديربي الخيول المستوردة.
الارتقاء بالسلالات
وبين الأستاذ أحمد علي بدوي المدير التنفيذي أن الاتحاد يقوم باستيراد الخيول حيث يتم إرسالها إلى ولاية دارفور بغرض تحسين النسل ولعراقتها في تاريخ سباق الخيل موضحًا أن دارفور بها ثروة من الخيول تفوق الـ(700) رأس مما يعني أن رياضة الخيل رياضة محلية ولم تستورد من الخارج فهي رياضة الآباء والأجداد، فدعم الاتحاد يتلخص في دعم النسل للارتقاء بالسلالات وزيادة قيمتها كما تنفي عنا مقولة أنها رياضة خاصة بطبقة الأغنياء والواقع يعكس أنها رياضة جماهيرية شعبية والدليل على ذلك الحضور الكثيف للديربي الذي درج الاتحاد على تنظيمه وهو كرنفال رياضي فني كبير يشرفه شاغلو المناصب الدستورية مثل السيد رئيس الجمهورية ونائباه ومساعدو السيد الرئيس والوزراء والسفراء والمهتمون بالرياضة ورجال الأعمال، لذلك فهو يتمتع بشعبية ضخمة فجمهورها يزيد عددهم عن (4) آلاف متفرج تشتكي منهم المقصورات والملاك هم فقط الأثرياء.
دعم الدولة
وبدوره أوضح سكرتير الاتحاد الأستاذ تبن أن دعم الدولة محدود ولا يغطي نفقات وتكاليف الاحتفالات والجوائز وأنهم يعملون على تأجير المراكز التجارية التابعة للمبنى وتحويل الأموال للتسيير وناشد تبن والي ولاية الخرطوم ضرورة الاهتمام برياضة سباق الخيل باعتبارها متنفسًا جماهيريًا والارتقاء بمضمار السباق ليرتقي بالمضامير العالمية كاشفًا عن سعيهم لتطوير البنية التحتية مشيرًا إلى أن مساحة المضمار تبلغ (276) فدانًا والمساحة المقررة للركض (12) فور لونغ وهي في لغة الخيل تعني (2400) متر، وقال: من شروط المشاركة في السباق امتلاك خيل وممارسة النشاط. وأضاف تبن أن من أشهر الزوار لمضمار السباق الملكة اليزابيث والملك فيصل وعدد من الزعماء والقادة الأفارقة.
أشهر الخيول
وحول المشاركات الخارجية أكد الأستاذ أحمد عمر عبد العاطي أن المشاركات تتم عبر أفراد في مضمار دبي والذي يعد في مصاف المضامير العالمية من حيث الجوائز العالمية وعراقة المضمار وحداثته مشيرًا إلى بعض المشاركات من بعض الأفراد المالكين لاسطبلات محلية على رأسها الأستاذ الصادق صديق آدم الذي حقق أكثر من ثلاث جوائز اثنتان منها في سباقات عالمية ومشاركة رئيس الاتحاد الأستاذ محمد إسماعيل في ختام الموسم وفوزه في مضمار جبل علي بالفرسة (جورنلست) ولأول مرة في تاريخنا يكون المالك والمدرب سودانيًا والأمر الطريف أن هذه الفرسة تم شراؤها قبل عشرة أيام فقط من السباق ولم يسبق لها الفوز في أي سباق عالمي. ومن أشهر الخيول الشاذة والتي لها جمهور وشعبية ويهتف باسمها في المدرجات الخيل هدير لصاحبها المرحوم المنتصر عبد العال والفرسة صولجان وفكتوريا وراحيل وهبوية وجوليا وهي خيول حائزة على الديربي السوداني.
أغلى فرسة
ومن أغلى أنواع الخيول التي توجد في إسطبلات الاتحاد خيول الأستاذ الصادق صديق آدم وهي خيول مستوردة تصل أسعارها إلى (80) ألف دولار، وكذلك من الأسر الشهيرة التي تمتلك اسطبلات بالاتحاد رجل الأعمال أسامة داود ومحمد عبد الرحمن الصادق المهدي وإبراهيم مالك وعصام الترابي وأحمد عمر عبد العاطي وكثيرون غيرهم، وقال إن الإعاشة في الشهر تصل إلى مليون جنيه غير راتب السايس ووجبات الخيل التي تتراوح مابين جوال إلى جوالين من العيش و(ردة) كما أن هناك من يضيف بعض البلح ناهيك عن العناية الطبية والفايتمينات الخاصة بالسباق.
مرض النجمة
وقال الأمين المالي الأستاذ أحمد أن مرض النجمة الذي يحظر تصدير الخيول المحلية من أكبر المشكلات فالخيول الموجودة في دارفور يفوق سعرها (50) ألف جنيه وتمتلك القدرة على التحمل والسير لمسافات طويلة فهي تأتي سيرًا من دارفور حتى المويلح بدون رعاية طبية أو وجبات خاصة فلو فُتحت أبواب الصادر وشاركت في هذه المنافسات فلن تجد من ينافسها فالسباق توليفه تتكون من المالك والذي يجب أن يكون معطاء والمدرب الخبرة والفرسة الجاهزة والطبيب لتتأكد صحته بجانب الجوكيه والذي يتم التأمين على حياته وهو أساس الرياضة وهم مصنفون إلى جوكيه درجة أولى وثانية وثالثة وعادة مايصل الجوكية إلى درجة أولى بعد عدد من المكاسب التي يتحصل عليها وهذا ما يتنافس فيه الملاك ومن الجوكيه درجة أولى خليل محمد علي وإسحق عمر أزرق وعثمان سليمان وعبركم نناشد وزارة الثروة الحيوانية إعطاء القضية أولوية خاصة ومخاطبة المنظمة الدولية للأوبئة لتحرير البلاد من هذا المرض ومن ثم فتح الأبواب أمام الصادر وأمام المشاركات الخارجية. وأخيرًا نتمنى أن نعود بالسودان إلى الماضي في رياضة سباق الخيل فقد كان يحتل المركز الأول في العالم والثاني في إفريقيا فقد كان هذا المضمار مفخرة وقد وضع حجر أساسه الزعيم إسماعيل الأزهري.

قامت بالجولة: منى النور
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version