وإذا منَّ الله عليَّ بمولودة أنثى وأردت ذبح عجل لأن به كثيرًا من اللحم يمكن توزيعه على المساكين هل يجوز ذلك.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.
فإن العقيقة من سنن الإسلام الثابتة عند حصول نعمة الذرية؛ إظهاراً لشكر الله على نعمته وقبول هبته، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تذبح في اليوم السابع عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة واحدة، ويشترط لها ما يشترط في الأضحية من كونها سليمة غير معيبة وأن تكون مجزئة من حيث السن، قال أهل العلم: فإن لم يتيسر ذبحها في اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر، فإن لم يفعل ففي اليوم الحادي والعشرين، فإن تأخر فالسنة أن يذبح عنه وليه حتى يبلغ، فإن بلغ ولم يعق عنه عقَّ هو عن نفسه، ولا يجزيء إخراج القيمة نقداً، والأصل في ذلك ما أخرجه البيهقي عن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العقيقة تذبح لسبع أو لأربع عشر أو لإحدى وعشرين. والذي تلزمه العقيقة هو من تلزمه نفقة المولود، ولا يفعلها من لا تلزمه النفقة إلا بإذن من تلزمه، وصرح الحنابلة أنه لا يعق غير الأب إلا إن تعذر بموت أو امتناع، فإن فعلها غير الأب لم تكره. ولا حرج في أن تكون من البقر أو الإبل لأن المقصود إراقة الدم، ولا شك أن البقر والإبل أكثر لحماً من الغنم ضأناً كان أم ماعزًا والله تعالى أعلم.
حلفت وأريد الرجوع
السؤال:
غضبت على ابنتي وأقسمت أن لا أشتري لها جوالاً، والآن رضيت عنها وأريد شراء الجوال لها فكيف ذلك؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «من حلف على يمين فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير منه وليكفِّر عن يمينه» وعليه فإن رأيت الخير في شراء الجوال لابنتك فافعل ثم كفِّر عن يمينك بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم فإن عجزت عن الخصلتين فعليك صيام ثلاثة أيام؛ لقوله تعالى «لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» والله تعالى أعلم.
صليت الاستخارة ولم أجد نتيجتها!
السؤال:
صليت الاستخارة للذهاب لطبيب مختص بتأخر الإنجاب وقلت في استخارتي لو أن الإنجاب سيكون على يد هذا الطبيب أن يسهل أمري معه وإن لم يكن على يده فأبعده عني… الخ وتسهل أمري وفجأة في آخر لحظة فشلت العملية وأنا الآن محتارة أين نتيجة الاستخارة؟ علمًا بأني حاجة ومصلية وأصوم وأؤدي فروضي كلها واذكر الله كثيرًا أرجو أن تفتيني في امري حتي لا يتزعزع إيماني في الاستخارة.
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فصلاة الاستخارة تصح في كل وقت من ليل أو نهار؛ سوى أوقات النهي التي منع فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة فيها؛ وهي حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب، وكذلك بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس وبعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس، وفيما عدا هذه الأوقات فصلاة الاستخارة مشروعة، وأفضل أوقاتها ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأستجيب له؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ ودعاؤها يكون بعد التشهد قبل السلام ويمكن أن يكون كذلك بعد السلام، والأمر في ذلك واسع.
واستخارتك مقبولة إن شاء الله ما دمت قد نويت اتباع السنة وتفويض أمرك إلى الله تعالى، وعدم الاستمرار هو نتيجة الاستخارة؛ وما تدرين لعل الله تعالى قد صرف عنك سوءًا لا تعلمه «والله يعلم وأنتم لا تعلمون» وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث خصال: إما أن يعجل له الإجابة في الدنيا، وإما أن يدخر له في الآخرة مثلها، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها» والله الموفق والمستعان.
صحيفة الانتباهة