إصابة الخرطوم القاتلة في مرمى جوبا

[JUSTIFY]الأدلة الجديدة التي قدمتها الخرطوم لحكومة الجنوب تؤكد دعمها للجبهة الثورية الأمر الذي جعل سلفاكير يحس بحرج شديد وهو يستمع من الوفد الذي بعثه رئيس الجمهورية إلى جوبا للقاء رئيس جنوب السودان لتسجيلات صوتية لبعض قادته وهم يوجهون الحرب ويقودون المعارك من داخل جنوب السودان وإزاء هذه الأدلة غير القابلة للدحض والإنكار قال سلفاكير إنه لا يعلم شيئاً عن هذه التوجيهات من قادته وقدم إعتذار صريحاً للمرة الثانية عن حدوث ما سماه بتجاوزات لا تنسق مع سياسته الرسمية تجاه السودان واعدا بإجراء تحقيق ومحاسبة المخالفين لأوامره لكن الجزء الأخطر والأهم هو تسجيل صوتي لأحد المقربين من سلفا وهو لا يستطيع أن يصدر أي توجيهات لجيش الحركة والجبهة الثورية دون موافقة سلفاكير . ولكن هل الحرج الذي أحس به الرئيس دولة الجنوب وهو يستمع لهذه التسجيلات الدامغة سيدفع به إلى إتخاذ خطوات إيجابية نحو السودان ؟ الإجابة على هذا السؤال تلخصها تصريحات محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات عند تدشينه إرسال وحدات وكتائب مقاتله إلى أرض العمليات حيث جدد إتهامه لحكومة الجنوب بكشفه عن محاولة قوات المتمردين الحلو وجبريل التجمع مرة أخرى بدعم من حكومة الجنوب لخدمة الصهيونية والإمبريالية العالمية مشيراً إلى دخول (37) عربة من دوكة وود أم بريم إلى مناطق المتمردين ، وقال ” إن الله جمعهم ونحن في جهاز الأمن جاهزون لمقابلتهم في المعركة الفاصلة بين المجاهدين من قوات جهاز الأمن والمخابرات ” ، وأضاف محمد عطا أن أبناء جهاز الأمن إنخرطوا في التدريب بالمعسكرات على الأسلحة المعاونة وأسلحة الإسناد توطئة لتسيير متحرك بكافة التجهيزات اللازمة لحسم المعركة مع المتمردين .

ومع نذر القتال مرة أخرى بدخول سيارات دفع رباعي للجبهة الثورية كما كشف محمد عطا ربما توازن العلاقات مجدداً بعد أن أرسلت الخرطوم تحذيراتها الأخيرة لكن ما زالت حكومة الجنوب تدعم قوات الجبهة الثورية حسب تصريحات مدير جهاز الأمن .
إذن الأدلة التي قدمها السودان وتتضمن تسجيلات صوتية لا يبدو أنها ستردع جنوب السودان عن تماديها في دعم الجبهة الثورية مما يضع خيارات الحكومة في محك صعب تجاه تحمل أعباء السلام رغم الحرب المفروضة أم التفكير بمنطق العين بالعين والسن بالسن .
وفي وقت أكد فيه مصدر مسؤول بحكومة الجنوب أن السودان سلم أدلة إضافية لحكومة الجنوب تحتوي على تسجيلات صوتية تؤكد تورط قيادات بارزة في الجيش الشعبي والقيادة السياسية في دعم الجبهة الثورية والعمل بصورة نشطة في توفير الدعم اللوجستي والعسكري وتوجيه الحرب للجبهة الثورية .

ووصف المصدر الأدلة الجديدة بأنها ” قوية ودامغة ” لم يستطع سلفاكير سوى الإعتراف بها متعهداً بعدم تكرارها ، وأضاف أن الأدلة التي قدمها المبعوث الخاص لعمر البشير رئيس الجمهورية على كرتي ومحمد عطا رئيس المخابرات لسلفاكير ميارديت رئيس دولة الجنوب مؤخراً بجوبا حددت أسماء المتورطين في دعم الجبهة الثورية ومنهم شخصيات مقربة من سلفاكير .

وأضاف المصدر أنه في حوادث مشابهة سابقة عرض محمد عطا من قبل تسجيلات صوتية على سلفاكير مما أضطره للإعتذار سراً وأشار إلى أن الأدلة الدامغة أحدثت شرخا وسط القيادة العسكرية للحركة مما دفع سلفاكير إلى التفكير جديا في إيجاد بدائل لتصدير خام النفط عن طريق ميناء ممبسا بكينيا بعد أن تأكد له أن السودان يملك أدلة ومعلومات توضح حجم التورط الرسمي لحكومة الجنوب في دعم الجبهة وهو الأمر الذي أشار إليه الرئيس البشير في خطابه الأخير .
وقال مصدر مطلع بالخرطوم إن مواصلة حكومة الجنوب للبحث عن بديل لتصدير النفط عبر موانئ أفريقية أخرى يؤكد سوء النية وعدم الجدية في تطبيع العلاقات التجارية والإقتصادية مع السودان ورغبتهم في مواصلة دعم الجبهة الثورية وأضاف أن إنشاء خط بديل خيار ليست له أي جدوى إقتصادية ويكلف دولة الجنوب مبالغ طائلة .

صحيفة اليوم التالي
ت.إ[/JUSTIFY]

Exit mobile version