سر العلاقة بين غسل اليدين ونوعية القرارات التي يتخذها الإنسان

[ALIGN=JUSTIFY]قالوا قديما في الأمثال “النظافة من الإيمان ” ، هذا القول المأثور الذي توارثته العديد والعديد من الأجيال الواحد تلو الآخر، ليس في دولة بعينها بل في كافة دول العالم تأكيدا علي أهمية النظافة وقدسيتها في كافة شؤون حياتنا، ولعل عملية غسل اليدين باستمرار واحدة من أهم أركان نظافة الجسم، فجميعنا يعرف أن نظافة اليدين هي سبيلنا لاتقاء شرور كثير من الأمراض والأوبئة . وبعيدا عن الفوائد التقليدية الأخرى لغسل اليدين، خرجت علينا دراسة بريطانية حديثة لتزيح لنا النقاب عن خفايا وأبعاد نفسية مثيرة لتلك العملية، والدور المؤثر الذي تلعبه في حكم الإنسان الأخلاقي علي كثير من الأمور التي تستلزم اتخاذه لقرارات حاسمة مثل إصدار الأحكام القضائية والتصويت في العملية الانتخابية.
هي بالفعل دراسة غريبة من نوعها، لكن كان من المهم تسليط الضوء علي نتائجها نظرا لما تعكسه من دلالات تذاع لأول مرة ، وأول هذه النتائج بحسب ما أشار الباحثون – هي أن الوضع الصحي الذي تكون عليه يدي الإنسان من الممكن أن يسكون له تأثير بشكل واضح علي طبيعة قراراته التي يتخذها في بعض الأمور، وبخاصة فيما يتعلق بالنواحي الأخلاقية. وأضافت النخبة الأكاديمية التي أجرت تلك الدراسة أن الأشخاص الذين يحرصون علي نظافة أبدانهم بالاستحمام علي سبيل المثال ، تكون أحكامهم علي الأمور أكثر ليونة !!
كما وجدوا أن القضاة أو المحلفين القانونيين الذين يغسلون أيديهم ، قد يصدرون أحكاما أقل صرامة وحدة والأشخاص الذين يستحمون قبل الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات ، تتزايد لديهم احتمالات التغاضي عن بعض الجنح السياسية. وفي تلك الدراسة قام الباحثون بالاستعانة بـ 44 شخص ، تم تقسيمهم لمجموعتين، 22 منهم كانوا يواظبون علي غسل أيديهم والمتبقين لم يغسلوا أيديهم وطلب منهم مشاهدة مشهد سينمائي مقزز لمجموعة من مدمني المخدرات.
ثم طرح الباحثون علي جميع أفراد المجموعتين تساؤلا يطلبون فيه منهم أن يرصدون عدد التصرفات الخاطئة من الناحية الأخلاقية على مقياس من واحد إلى تسعة ، حيث تم قبول واحد والسبعة الآخرين كانوا مخطئين تماما ً. وكان من بين هذه التصرفات، سرقة نقوم من احدي الحافظات، الكذب في البيانات التي يتم كتابتها بأحد طلبات التقدم لوظيفة، طهي وتناول الكلب الخاص بالعائلة، قتل أحد الناجين من حادث تحطم طائرة لتناوله، والاعتداء علي هرة صغيرة.
وقد جميع المشاركين في الدراسة كل هذه التصرفات في الجانب “الخطأ” للمعيار. لكن النتائج أظهرت أن المجموعة التي كانت تواظب علي غسل أيديها كانت حكمها علي أحد المشاهد الدموية أقل حدة من أفراد المجموعة التي لم تكن تغسل أيديها. وفي تجربة أخري ، طلب من بعض الأشخاص قراءة بعض الجمل التي تحتوي علي كلمات من بينها ” الطهارة” و “النظافة” قبل طرح نفس المعضلات الأخلاقية. ثم عرض علي مجموعة أخري جملا تحتوي علي كلمات محايدة.
ومن خلال النتائج، ثبت مجددا ً أن المجموعة التي واظبت علي غسل أيديها أصدرت أحكاما ً أقل حدة فيما يتعلق بالأمور السلوكية غير الأخلاقية، مقارنة ٌ بأفراد المجموعة الثانية. وقال دكتور سيمون سكنال، الباحث الرئيسي في تلك الدراسة واختصاصي علم النفس بجامعة بلاماوث الإنكليزية :” نحب أن نعتقد أننا توصلنا لقرارات لأننا نفكر في الأمر مليا ً، لكن هناك أمور طارئة أو عارضة قد تؤثر علينا. وربما يكون لذلك تأثيرات عند التصويت مثلا في مراكز الاقتراع وعندما يصدر القضاة أحكامهم في القضايا “.
المصدر :ايلاف[/ALIGN]
Exit mobile version