ســـــر الســــر

ســـــر الســــر
والسر يحتضن الهاتف بعيداً عن زملائه ويهمس بحروف هادئة مع محدثته.. واصل القصة ان الصوت النسائي الناعم الذي يتحدث اليه «السر» قد تعرف عليه صدفة عندما اتصلت «ميرفت» على سبيل ان الرقم خطأ.. واغلقت الجوال على ذلك ليحفظ الرقم ويتصل عليها مساءً «الو.. أنا قبيل كنت في اجتماع.. معاي منو؟» والاصل انها «قبيل» اغلقت الخط بعد ان «ادعت انها اخطأت الرقم».. ولكن السر اصبح اسير هذا الصوت الجميل وتدرجت علاقته بهذا الصوت حتى مرحلة ان ميرفت طالبة ثانوي عالي.. ولا تؤمن كثيراً بمواصلة تعليمها ويكفيها فخراً ان «السر» حاصل على اعلى الدرجات العلمية أو كما قالت له «انا كفاي انت وشهاداتك يا حبيبي» ليجد السر ذرائع التشبث بها اذ كيف له بفتاة لطيفة حلوة الصوت تترك كل بهرج التعليم وتنحصر في حصوله هو على اعلى الدرجات.. ويوم بعد يوم والسر يواصل حديثه الهامس مع هذا الصوت الجميل.. جل المرتب يذهب لشراء «الاسكراتشات».. وعندما وصل معها حديثاً وكلاماً مرحلة حتى تحديد اسماء البنات والاولاد وتفاصيل الحياة الدقيقة الحميمة لم يحتمل بذلك الا ان يراها.. «رسلي لي صورتك في الجوال».. «تلفوني ما فيهو كاميرا ولا بلوتوس».. «يا زولة استلفي اي تلفون..».. «ما بقدر اعمل كدا».. «خلاص يا زولة اقول ليك قولة.. تعالي من البلد وانا اجيك من هنا نتقابل في السوق الشعبي وسط..».. «خلاص يا حبيبي ممكن طوالي انا اصلي عند أهل في منطقة وسط دي نتقابل هناك ونشوف حنعمل شنو بعد داك.. ومرت الايام وجاء اليوم المضروب للالتقاء والسر يحشد كل مشاعره لرؤية صاحبة الصوت المختلف.. رغم انها وصفت له شكلاً يتمناه «انا لوني ابيض.. طويلة.. شعري اسود طويل.. عيوني كبير وجميلة و…و…» الا انه من رأى ليس كمن سمع وعلى ذلك كان الموعد صباحاً باكراً والسر يحتضن شنطته ويأخذ موقعه داخل البص السفري تترأى له صور ولقطات خيالية لميرفت.. عدة اشكال يتخيلها لها وهي ترتدي الثوب ومرة ترتدي بنطال الجينز واخرى عباية.. لم يترك تفصيلة ملابس الا والبسها اياها.. لم يترك وجهاً جميلاً رأه في حياته الا وجعل منه ملمحاً لها.. واللحظات تمر وموعد الوصول الى السوق الشعبي وسط قد ازف.. والسر يراجع ميرفت في التلفون «خلاص قربنا..» «خلاص وصلنا..».. «انا واقف في السوق الشعبي وسط قرب ترحيلات الرؤية» ليجيئه الرد بما لا يحتمله «يا زول انت الظاهر صدقت..».

ü آخر الكلام:

ما افظع التلاعب بمشاعر الآخرين خاصة اولئك الذين يعدون مادة خام للصدق والبراءة.. وسلامات يا السر «خلي بالك من نفسك» كما قالت ميرفت.

مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version