تغيير اتجاه نفط « الجنوب »

[JUSTIFY]لعل أكثر المستفيدين من تنفيذ مشروع خط أنابيب للنفط من الحقول النفطية في جنوب السودان إلى ميناء لامو في كينيا هم المتمردون في قطاع الشمال بالحركة الشعبية وحركات دارفور المسلحة، إذ أن هذا يعني استغناء دولة جنوب السودان عن أي تعاون مع السودان يتضمن تصدير نفط جوبا عبر الاراضي السودانية ووقف دعم حكومة الحركة الشعبية للمتمردين. وليست هي المرة الأولى التي تفتح فيها حكموة جوبا ملف الاستغناء عن خط الأنابيب الذي يمر به نفطها عبر السودان. لكن الحكومة السودانية لا تشعر بأن مشروع مد خط أنابيب لنفط الجنوب يتجه إلى الميناء الكيني أمر يمكن أن يؤثر تأثيراً مضراً على السودان. وآخر خطاب لرئيس الجمهورية عمر البشير جاءت فيه كلمات تشير إلى أن جوبا إذا لم تلتزم برفع يدها من دعم المتمردين فإن السودان لن يسمح بمرور نفطها عبره. ويبقى السؤال هنا هو ماذا ستستفيد حكومة جوبا من تغيير اتجاه مرور النفط من جهة الشمال إلى جهة الجنوب؟!.. هل هو الحرص على التخلص من كل ما يربطها بالسودان بعد الانفصال؟!. ترى لماذا يكون كل هذا الحرص؟! هل لأنها دولة مكلّفة من قوى أجنبية لتنفيذ أجزاء معينة من مشروعات التآمر ضد السودان؟! كله وارد . وهذه المرة جلس رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت مع رئيس شركة «تويوتا» العالمية تسوشو شيميزو بشأن تنفيذ مشروع مد خط أنابيب نفط الجنوب إلى ميناء لامو الكيني؟! وإذا كانت جوبا لن تجني ميزة معينة بعد الاستغناء من السودان وتمرير النفط باتجاه الميناء الكيني، وبالنظر إلى علاقتها الحميمة بإسرائيل، فإن الأخيرة هذه ربما تكون صاحبة الفكرة الهادفة إلى قطع أي رابط بين دولة «الجنوب» والسودان. إن الفكرة هي أن تكون دولة الجنوب في موقعها هذا بديلة ليوغندا.

وكانت يوغندا في السابق باعتبارها جارة تحتضن معسكرات التمرد بقيادة جون قرنق، والآن بعد انفصال الجنوب الذي كانت تدور فيه أنشطة تمرد قرنق، يراد من دولة الجنوب أن ترث الدور اليوغندي العدواني، فتكون أرض جنوب السودان مستضيفة لمعسكرات التمرد السوداني. وكل هذا بالطبع يبدأ التمهيد له بقطع أية علاقة إستراتيجية بين السودان وجنوب السودان، وأهمها بالنسبة للجنوب خط أنابيب النفط. وحينما يكون البديل هو الميناء الكيني فلا غضاضة بعد ذلك في أن تكون علاقة الدولتين مثلما كانت في السابق بين السودان ويوغندا قبل انفصال الجنوب ووضع التمرد للسلاح. والآن تأتي يوغندا لتطرح نفسها وسيطاً بين السودان وجنوب السودان، مع أن ما بينها وبين السودان ليس أفضل مما بين السودان وجنوب السودان، وقد تحدّثت الأخبار أخيراً عن رعاية كمبالا لاجتماعات الجبهة الثورية.

مسخرة المنظمة الأمريكية المسخرة هي أن تتعاون منظمة أسمارت الأمريكية مع المتمردين، وتصوّر لها أفلاماً في بعض المناطق التي يسيطر على جزء منها المتمردون تعكس معاناة بعض المواطنين، باعتبار أن ما يقف وراء معاناتهم هي الحكومة السودانية.

لكن هل ستأتي هذه المنظمة إلى أم كرشولا وأم روابة وأم بريمبيطة لتصوير معاناة المواطنين التي تسببت فيها الجبهة الثورية؟! أم أن الأمر هو سيناريوهات التآمر الأجنبي فقط ؟!

صحيفة الإنتباهة
خالد حسن كسلا

[/JUSTIFY]
Exit mobile version