فالوقاية من الجريمة من أهم واجبات الدولة نحو المجتمع و أفراده وعلى الدولة أن لاتنتظر وقوع الجريمة حتى يتم التصدى لها، وإنما تتخذ كل الإجراءات والتدابير التي شأنها تصعيب ارتكاب الجريمة والحيلولة دون وقوعها أو تكراراها و وأهم هذه ( التدابير ) تفعيل الحراسات الليلية وللأسف أننا نجد كثير من المناشدات لبعض سكان الأحياء عن كثرة تعدي ( زوّار الليل ) لمساكنهم دون الإكتراث لمناشداتهم بتوفير أطواف ليلية ثابتة ومتحركة .
ومن حوادث ( النصب والإحتيال ) المؤسفه والمؤلمة والمحزنة التي عايشتها لشاب في ريعان شبابه ، حسن الخلق والأخلاق ، هاديء الطبع ، ظل عاطلاً عن العمل لبضع سنوات صابراً ومصابراً كحال الكثيرين من خريجي بلادي المحتسبين .
أخيراً وبعد عناء وبحث و تعب ، توفرت له فرصة عمل في ( الإستقبال ( بإحدى فنادق الخرطوم ” المعروفة ” ، كاد يطير فرحاً ولم يصدق أنه أخيّراً لن يمد يده إلى أسرته لتعوله في ” الكبر ” كما أعالته في ” الصغر ” ، باشر عمله ” بالفندق ” بجد وهمة وإخلاص ، كان أميناً مجداً في عمله ، محبوباً بين زملائه .
في صباح يوم وهو يرتب نفسه لبداية يوم جديد ، دخل عليه ” أشخاص ” يسألون عن غرفة بالفندق ، إعتذر لهم بكل تهذيب بأن لاتوجد غرف شاغرة لديهم ، أصروا بإلحاح أن يساعدهم بالذهاب معهم إلى إحدى زملائه بالفنادق المجاورة تقديراً لظروفهم ” الطارئة ” رغم إعتذاره بحجة العمل ولكنهم أرغموهوا ” برواية مؤثرة ” تتطلب وقوفه بجانبهم .
نهض بنخوة سودانية وبكل عفوية للذهاب معهم إلى زميله الذي لايبعد أمتار ، وجدوا هناك ” غرف ” ولكنهم بدأوا يساومون في السعر ويطيلون في الحديث ، لم يلتفت هذا الشاب إلى أن الأمر كله كان ” فخاً ” منصوباً للإحتيال عليه ، فعندما وجدهم يطيلون في الحديث والمساومة في السعر مع زميله تركهم مسرعاً الى عمله ليجد مكتبه مبعثراً وتم كسر أدراجه وقد عثروا على مفتاح ” خزنة الأمانات ” والاستيلاء على مبلغ ( 30 ألف جنيه ) كانت عبارة عن أمانات لبعض النزلاء ، فأدرك بعد فوات الآوان أن هؤلاء الأشخاص كانوا يخططون لسطوه بطريقة ” مدبرة ” مستغلين طيبة وشهامة ونخوة الرجل كسوداني ” أصيّل ” !!
والآن الشاب يعمل ليسدد هذا المبلغ لصاحب الفندق بعد الوصول لتسويه بإستقطاعه شهرياً من ” راتبه الزهيد !!
وبذا يكون هؤلاء المجرمون قد سرقوا ” عرق ” جبين هذا الشاب لعدة سنوات بعد أن ”ذاق ” الأمرين في الحصول على وظيفة على قدر الحال !
وكان الله في عونه والله المستعان .
بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]
[/JUSTIFY]