إستاد المريخ يتدفق (جمالا).. ووفاءً.. يوم المهرجان… كواليس أمسية (أسطورية)..!

شيخ تجاوز السبعين بقليل، كان يحمل بين يديه لوحة قام باختطاطها بنفسه، كتب فيها: (هدية إلى الرئيس المحبوب)، وبالرغم من بساطة تلك الهدية، إلا انها كانت تعبر بصورة مباشرة عن مدى عشق الكيان المريخي لرئيس ناديه الدكتور جمال الوالي، حيث هب كل المريخاب ذرافات ووحداناً مساء امس للاحتفاء بتكريم الوالي بمناسبة فوزه بلقب اكثر رؤساء الاندية العربية شعبية، ذلك العنوان الجميل الذي استكانت تحت ظلاله آلاف المشاعر والاحاسيس والانفعالات، والتى كانت كذلك استفتاء حقيقياً لمدى شعبية الوالي، الذى ظلت الجماهير تهتف له وطوال زمن المهرجان: (الوالي..الوالي..رئيس طوالي).
جماهير غفيرة:
مدرجات ملعب المريخ مساء أمس امتلأت عن آخرها بجمهور النادي الذي حرص على الحضور باكراً، متأبطاً الكثير من الوفاء لرجل اعطى وما بخل، وسجل اسمه ناصع البياض في كشف التاريخ المريخي الذي يضج بأحرف من نور، بينما ظل آخرون ينتظرون دورهم في الدخول والكل يتزين باللونين الاحمر والاصفر.
تعليمات صارمة:
حب جمهور المريخ لرئيس النادي لم يكن وليد اللحظة، وانما جاء لمتتاليات وأحداث ومشاهد ووقفات متعددة ما بينه و(الرئيس المحبوب)-كما ينادونه- آخرها كان بعد دقائق من بداية المهرجان، حيث اصدر الوالي تعليماته للجنة المنظمة بأن لا يعود أحد من هذه الجماهير إلى منزله غاضباً او مستاءً من التنظيم، وقد كان، ليتم تسهيل إجراءات الدخول بسرعة لداخل الاستاد الانيق الذي ارتدى حلة زاهية واحتضن مباراة المريخ الحبية مع نادي القرن الاهلي المصري، والتي اقيمت على شرف الاحتفال.
(بنات) المريخ:
(نواعم) المريخ لم يغبن عن الحدث كعادتهن، وسجلن حضوراً راقياً داخل الاستاد، وكأنهن يرفضن أن يغبن في مثل هذا اليوم الذي يتم فيه تكريم الوالي، وتناثرت النواعم داخل الاستاد كما اللآلئ، بينما ظلت بعضهن يطلقن (زغاريد) الفرح، التى كان يقابلها على الشط (الرجالي) تبشيرة (حارة)، ليصبح المهرجان بالفعل فاصلاً من فصول الفرح العفوي والتلقائي.
الحضري بـ(البدلة):
حارس المريخ عصام الحضري كان متواجداً على المقصورة الرئيسية وهو يرتدي بدلة (فول سوت)، ويرسم على شفتيه ابتسامة واسعة، لعلها كانت ابلغ دليل على اقتراب انهاء ازمته وعودته من جديد للنادي، جماهير المريخ حرصت على التقاط الصور التذكارية مع الحضري وداعبته كثيراً.
ابداعات ومواهب:
أطفال صغار اثاروا دهشة الجميع خلال فقرات المهرجان، وهم يؤدون عددا من الرقصات الشعبية والتراثية، أبرزها (رقصة السيف) التى قاموا بأدائها بطريقة مميزة جداً جعلت الجماهير تصفق لهم طويلاً اعجاباً بالاداء الراقي والمتميز منهم.
شكراً لك:
(شكراً لك يا والي)…هذه العبارة تكررت كثيراً على المدرجات والجماهير تحمل لافتات قماشية وورقية اختطت عليها تلك العبارات باللونين الاحمر والاصفر، احدهم علق على المشهد قائلاً: (هذا نموذج حي على الاعتراف بدور هذا الرجل في القلعة الحمراء)، بينما ردد آخرون أن تقديم الشكر من الجماهير للوالي هو دليل على العلاقة التي تربط هذه الجماهير بالرئيس الاكثر شعبية في الوطن العربي في مجال رياضة كرة القدم.
مطالب الجماهير:
جماهير المريخ وكعادتها لم تفوت الفرصة في ايقاف الصحافيين المريخيين ومطالبتهم بعدد من الاشياء، (السوداني) رصدت الجماهير تحاصر الاستاذ مزمل ابو القاسم رئيس تحرير صحيفة اليوم التالي السياسية، والمدير العام لصحيفة الصدى الرياضية وهي تطالبه بضرورة إنصاف المحترف (مكسيم) الذي ادى مباراة رائعة امام الاهلي المصري.
(حصار) الوالي:
وجد الوالي صعوبة كبيرة في مغادرة الاستاد بعد الانتهاء من فقرات التكريم، وذلك بعد أن احاطت به جماهير الفريق وطالبته بأن يستمر في قيادة المريخ، بينما ظل آخرون يوجهون له عبارات الشكر والثناء، ولم يستطع الوالي المغادرة الا عبر (سارينة) شقت الجموع الغفيرة ليغادر المكان وهو يلوح للجماهير بعلامات الشكر، ليسدل الستار على مهرجان اسطوري كان بالفعل لوحة زاهية تستحق الوقوف عندها طويلاً.
ام درمان: أحمد دندش
صحيفة السوداني
Exit mobile version