مرحباً بحصاد النخيل ومواسم الأفراح
ترقُص الأنامل طرباً وتنتشِي الأقلام وتنداح أحبارِها عندما تُطوع لذكر النخيل وزُراعة وذراة ترابه، ولا تسعنا السطور هنا لذكر فوائد التمر ومدى أهميته والوقوف على الآيات التي ذُكر فيها مُضمنات النخيل في القرآن وما توصّل إليه الإعِجاز العِِلمي عن شجرة النخيل، وحسبُنا أن نتجّول قليلاً بين الباسِقات نتوسّد الخضرة لنعيش في أجواء طبيعية بين شجر النخيل والتي حملَت حملاً ثقيلاً وتحمّلت عبئ الحمل طِيلة سبعةَ أشهر وهي تقاوم العوائِق الطبيعية ولا ترتَاح من الحمل إلا خمسة أشهر فقط، فهذا قِمة العطاء والتضحِية التي تسربت إلى جِينات زُراع النخيل فكانُوا نماذج في التضحية والشهامة. فليهنأ أهل الشمال هذه الأيام بحصاد ثمرات النخيل التي أتتنا أيامه تمشِى على استحياء، وما أدراك بِحصاد النخيل الذي ينتظره كافة شرائح المجتمع لأنه مُوسم إنفراج الأزمات المالية وفيه تسجل الجيوب أرقامها القياسية وموسم تليه الأفراح ولياليها العامرة التي يُزفُّ فيها الزيجات إلى عُش أزواجهم.. فيالها من أيام حُبلى بنعيمها ينعم بها أهل الشمال ولا يعرف طعمها إلا من كان حاضراً وشاهداً لحصاد النخيل وما يرافقه من طُقوس. ورغم إبتعادنا جسدياً عن النخيل وأرضه ونحن نغوص في ضحضاح العواصم والمدن إلا أننا نتابِع مراحِل حِمّلِها عبر أشجار النخيل المغروسة على المنتجعات والأرصفة التي تُقبلها مداخِن السيارات وتستقر في جوفها، فينتاب خاطِرُنا شيئاً من الأسى لأن ذلك يذكرنا الباسقات من نخيلنا في شمالنا الحبيب الذي أوهنته سكرات المرض وهو يقاوم داء الحشرة القشرية التي طعنت في خُضرتها فاصفرت أوراقها وضعفت آلية عطائها وإنتاجها وخمد شبّالها، لقد لجأنا لعرض حالنا إلى جهات الاختصاص لما أصاب عمتنا النخلة في شمالنا وخاصة منطقة القولد معقل الإصابة.. وهانحن أهل التمور وأبناء زراع النخيل لا نزال نناشد جهات الاختصاص للنظر في درء هذه العدوى عن محصولنا الاستراتجي ورمز عزتنا وموروث أجدادنا.
طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]