لنتواصل كي يدوم الوّد بيننا
كذب من أمن شرّ الأيام ومتقلبات السنين، وما أدراك بالسنين التي احتضنت يوماً من سالف الأيام أبناء وأحفاد الجَدّ في بيت واحد، بل في مائِدة واحدة في مُجتمع يسُوده حُسن النوايا وطِيب الخاطِر، فلم تعُد الثوانِي كما كنا نعهدُنا ولم تكُن الأيام والسنين كما كانت من قبل، وليس على الزمن حرج بل له العُتبى حتى يرضى إنما من يمشى على مناكب الأرض من سُلالة آدم هو من يستحق اللّوم والعِتاب، لقد تألمنا من القسوة التي أصابت قلوبنا وصرعتها حبيسة المادِيات والمصالِح الشخصية، فتجافت القُلوب وتباعدت شيئاً فشيئا عن بعضها البعض، وإذا سألت عن ذلك قِيل لك مشغوليات الحياة!! ألم تكُن مشاغِل الحياة مستوطنة الدنيا من الأزل؟ إن أجدادنا وآبائنا كانت قُلوبهم لبعضِهم البعض تقل فيها مناسيب الحسد بل بالعكس تتملكها الألفة والمودة وكأنهم أبناء أسرة واحدة.. ولكن بمرور السنين والأيام وما تحمِل بطياتها من ذبذبات الحقد والحسد والجشع أحدثت فجوة كبيرة صُرعت جرائها شي من الحِنية والألفة التي فُطرت قلوبُنا عليها وتفاقمت شيئاً فشيئا حتى كانت المصدر الأساسي وراء الفُرقة والشتات وسبباً للجوع وانتشار الأوبئة وكل ذلك بما كسبت أيدينا ويعفو الله عن كثير. ان مفارقة الأحبة إلى دار القرار أصبحت من السرعة والفجاءة بمكان!! لحظات ويسجل في تعداد الموتى ولم يبقى إلا لفيف ذكرياته ان كانت طيبة أو غيرها.. عزيزي .. اسعد نفسك ولنتخذ من مناسبة العيد آلية نبدأ بها التواصل وتصفية الحسابات، فالمواصلة لغة تُخاطب مكامن في النفس وآلية جديرة بغرس الود بين الناس.
طه كجوك – ثمرات من النخيل
[email]kjouk@hotmail.com[/email]