أم وضاح : عدونا كان تخلو أنحنا ما بنخلو

[JUSTIFY]

لم أنتظر ولو لثانية لأتمعن في دولابي بحثاً عن (تطقيمة) كما أفعل في العادة وأنا أتوجه للصحيفة صباحاً.. ولم أعر اهتماماً لواقي الشمس الذي أحرص عليه بأمر الطبيب حال خروجي نهارًا.. بل لم أنظر لوجهي في المرآة اطمئناناً على زينة كما تفعل النساء لأني لم أضعها من الأساس فقد التفحت «ثوب البيت» ولم أنظر لقدميَّ لأرى ما فيهما.. ويممت وجهي نحو مبنى الصحيفة.. ما إن بدأت خطوط الأخبار تتسرب من على شاشات التلفاز بأن وزير الدفاع سيلقي على مسامعنا بياناً ..وهتفت من داخلي إذن هي أبو كرشولا قد عادت بأيدي الرجال.. وعزيمة الأسود.. ووصيت من هم خلفي ان يمدوني بالخبر اليقين.. لأنني إنتويت أن أكتب زاوية عاجلةً أدفع بها بدلاً عن التي كتبتها صباحاً لأن الموقف يستحق.. والمشاعر لا تقبل الإنكفاءة أو التسويف.. وبالفعل زف لي الخبر الأكيد لحظة دخولي إلى مكتب رئيس التحرير الذي أخبرته برغبتي في كتابة زاوية عاجلة عن تحرير أبو كرشولا لكنه أخبرني إنه للأسف لا مجال لذلك..! لظروف جمع المادة وتفاصيل لها علاقة بمعمل السكرتارية..!! وللحق شعرت في تلك اللحظة أنني ضيعت فرصة لا تقدر بثمن إذ أنني لأول مرة شعرت أن شيطان الشعر قد تملكني ولي رغبة في كتابة قصيدة قادمة من وادي عبقر يستحقها جنود القوات المسلحة البواسل الذين هم في كل زمان ومكان من يحسمون الجولة ويسددون القاضية للخونة والمرتزقة ومصاصي الدماء.. فأبو كرشولا بموقعها الاستراتيجي في ولاية شمال كردفان أراد لها الخوارج أن تكون «شوكة حلق» تُخْنق بها هذه الولاية الآمنة المطمئنة.. فتسربوا كما السرطان.. وتسللوا كالمياه الآسنة ناسين أو لعلهم مدركون لكنهم (غبيانين) وهم يعيشون حالة اللا وعي واللا ضمير الوطني ناسين أن جنودنا البواسل لبس الكاكي ليس عندهم وظيفة ومخصصات ..!! لكن لبس الكاكي شرفٌ ورجولةٌ لا يرتديه الأمن يأكل الجمر الحي.. ويشرب موية النار دون أن يرف له رمش!!

أعتقد وهو إحساس وقناعة كل السودانيين.. أن قوتنا ورهاننا على بقائنا أن ندعم هذا الجيش بالعتاد والمال والتدريب.. وأن تصبح الجندية جاذبة بمغريات مرتباتها وبدلاتها.. والطبيعي أن يكون أفرادها أصحاب الأجر الأعلى والمجزي طالما أن عملهم الذي يعرفونه أن يريقوا دماءهم بشرفٍ بازخٍ من أجل أن نعيش ونرفل في ثياب العزة والكرامة!!

فيا أيها القادة والضباط والجنود والمجاهدون شكرًا جزيلاً نيابة عن كل حرائر السودان.. وزغرودة نصر نخص بها كل من رابط متحدياً الطقس والمناخ والاشاعات حتى دخل أبو كرشولا عصرًا ليشبه عصر هجليج ذاك الذي يشبه الفجر الأغر.. وطالما اخوان فاطمة عينهم تجري فيها الموية حننوم قفا والحبة ما بتجينا ولسان حالنا وحالهم يقول عدونا كان تخلو أنحنا ما بنخلو سكينا بنعملو!!
كلمة عزيزة

ديننا الحنيف وقيمنا تأمرنا وتحثنا على أن نركن للسلام ونبحث عنه ولكن لمن جنحوا له لقوله تعالى (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) والواضح كده أن السادة في دولة الجنوب لم ولن يجنحوا له بدلالة حديث السيد الرئيس أمس الذي حمل إشارات واضحة لتورط دولة الجنوب في الإعتداء على شمال كردفان أرجو ان يكون هذا بالفعل هو الإنذار الأخير.
كلمة أعز
أسعدتني جدا رؤية الصحفية الشابة لينا يعقوب من الزميلة السوداني وهي تطل في تحليل سياسي كامل الدَّسم عبر قناة النيل الأزرق في برنامج (بعد الطبع) ولينا كانت راسية وهادية ومنطقية جعلتني أحس بالزهو والفخار.. برافو لينا.. وبرافو النيل الأزرق على التفرد والإنفراد.
[/JUSTIFY]

أم وضاح
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version