[JUSTIFY]في الكرة السودانية كل شئ وارد وفي تجاهل العمل باللوائح والقوانين المنظمة للبطولات سواءً المحلية أو القارية والدولية كل شئ جائز .. ويمكن لاتحاد الكرة السوداني أن يتحايل على نصوص لوائحه الموضوعة لمنافساته والذي نراه في الاتحاد العام جزءاً لا يستهان به من نكبة الكرة السودانية التي اختلطت اوراقها ، قصدت من هذه المقدمة تناول الأزمة التي يعيشها اتحاد الكرة حالياً وتسمية اختيار ممثل السودان للمشاركة في البطولة العربية للأندية والذي حدده الاتحاد العام بمتصدر الدور الأول لبطولة الدوري الممتاز دون مراعاة لائحة الاتحاد العربي لكرة القدم والتي حددت شروطاً واضحة في كيفية مشاركة الأندية في بطولته وكان من الطبيعي أن تتعالى أصوات الاحتجاجات من بعض الأندية على قرار الاتحاد، حيث يرى نادي الهلال أنه الأحق بالمشاركة في هذه البطولة باعتباره آخر بطل للدوري الممتاز وأن الاختيار من نصف بطولة بدعة، فيما تمسك المريخ بأهليته للمشاركة في البطولة العربية باعتباره متصدر الدور الأول للممتاز وأيضاً أنه حامل آخر بطولة لكأس السودان، وتحدد لائحة البطولة العربية كما يزعم مشاركة أبطال الكؤوس.
أزمة في غير معترك
ويبدو أن الاتحاد العام هو من يفتعل الأزمات مع أنديته دون مبرر ولو التزم الاتحاد بتطبيق لائحة البطولة العربية بحذافيرها لما ادخل نفسه في هذا المأزق.
سابقة وفتوى من النائب العام
السادة المحترمين أعضاء مجلس أدارة الاتحاد العام لا يعلمون أن هناك سابقة شهيرة شبيهة بأزمته الحالية حدثت من قبل خلال الثمانينات بين الاتحاد العام والذي كان يترأسه آنذاك المرحوم عامر جمال الدين والدكتور كمال شداد سكرتيراً واتحاد الخرطوم وذلك حين وجه الاتحاد العام اتحاد الخرطوم تسمية ممثله للمشاركة في بطولة دوري السودان القومية وحدده ببطل الدورة الأولى لدوري الأولى الخرطومي نظراً لضيق الوقت وكانت تلك الممارسة شائعة في ذلك الوقت بمشاركة أبطال النصف الأول من الدوريات بالأقاليم المختلفة بسبب عدم انتظام الموسم في سنوات كثيرة قبل مجئ اتحاد الأستاذ عامر جمال الدين والدكتور كمال شداد ومنذ تسلم الاتحاد لمهمته سعى لتعديل الموسم الكروي وقرر أن يكون الموسم بنظام السنة القمرية، بحيث تكون نهاية الموسم في شهر رمضان.
اتحاد الخرطوم يرفض القرار
وقد فاجأ اتحاد الخرطوم الاتحاد العام برفضه لقرار الاتحاد العام ونظراً لتوتر العلاقات بينهما وقتها لجأ اتحاد الخرطوم ممثلاً في مديره التنفيذي المرحوم المارشال يحى الطاهر صاحب الشخصية القوية والنافذة والذي كان ممسكاً بمقاليد الأمور في اروقة اتحاد الخرطوم لتصعيد قضية اتحاده لاعلى الجهات ضد قرار الاتحاد العام بدءاً من المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي كان يرأسه الاستاذ والبروف علي شمو وانتهاءً بالنائب العام طالباً فتوى حول قرار الاتحاد العام والخاص بتحديد بطل القسم الأول لدوري الأولى الخرطومي للمشاركة في بطولة دوري السودان ويرى اتحاد الخرطوم أن هذا القرار معيب قانوناً ويعد خرقاً للوائح والتي حددت مشاركة ابطال الدوري بالأقاليم المختلفة للعب في البطولة القومية.
الخرطوم يكسب قضيته
وبعد نظر النائب العام لطلب اتحاد الخرطوم جاءت الفتوى في صالح اتحاد الخرطوم ببطلان قرار الاتحاد العام بأنه لا اجتهاد مع وجود نصوص صريحة وواضحة في لائحة المنافسة تقضى بمشاركة أبطال الدوري وليس أبطال النصف الأول للمنافسة.
الاتحاد لا يتعلم
ورغم مرور كل هذه السنوات إلا أن أحداً لم يتعلم شيئاً في مؤسسة الكرة السودانية فالاتحاد لا ينفذ لوائحه ولا يطبق لوائح الاتحادات الخارجية ففي الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» والاتحاد الأفريقي لكرة القدم «الكاف» وبالاتحاد العربي لكرة القدم كل شئ محسوب بالورقة والقلم وكل شئ منصوص عليه في اللوائح .. ولكن في الاتحاد السوداني الوضع مختلف ويبدو أننا لن نصل إلى ما وصلت اليه الاتحادات الاهلية المتقدمة كروياً مطلقاً فلابد من نسف النظام الحالي لاتحاد الكرة فلا تعرف حتى الان هل نحن هواة أم محترفون؟ ووضع نظام آخر على أساس علمي هو المطلوب، حيث تدار الكرة السودانية بالبركة.
صحيفة قوون
[/JUSTIFY]