وفي هذا الكلام الكثير من الصحة، ولعلنا جميعا جربنا الشعور بالصداع و(خمة النفس) و(لوية المغصة في المصران) عندما تجبرنا الظروف لان نحترق بـ (نار الزعل) فندسها (جوة الجوف) ونمتنع عجزا أو ترفعا – عن رد الاساءة بالمثل …
ولكن اذا حكّمنا الهدي النبوي واسترشادنا به في معالجة اللوم والعوجات .. نجد أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم قد نهانا عن الاسترسال في الغضب الذي قد يُخرج الإنسان عن طوره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني..
قال : ( لا تغضب) ، فردد مرارا ، قال : (لا تغضب ).
كذلك بيّن لنا – صلى الله عليه وسلم – طريقة فعّالة لعلاج الزعل، والتي يجب أن نستعين بها عند السقوط بين براثن حدة الغضب .. وهي السكوت وعدم مواصلة الكلام عند الشعور بالغضب، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( علِّموا ويسروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت .. وإذا غضبت فاسكت .. وإذا غضبت فاسكت ).
كذلك فان الوضوء يساعد على التخفيف من الغضب، فعن عطية السعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ).
0 سعيا وراء تغطية موضوع علاج الزعل بصورة وافية، دخلت موقع (قوقل) وبحثت في الشبكة العنكبوتية عن الهدي النبوي في معالجة الغضب، فصادفت معلومة علمية تؤكد على الاعجاز النبوي الذي تحدّث عن امور لم تكن تعرف وقتها واكدها العلم الحديث ..
والغريبة أنني كنت اعرف تلك المعلومة بسبب خلفيتي الدراسية وتخصصي في الكيمياء الحيوية الطبية، ولكني لم انتبه اليها واربطها بالحديث إلا بعد قرأتي في احد المواقع الاسلامية، عن احد الأدوية التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب والتخفيف من حدته، وجاء الطب الحديث ليؤكدها ..
تقول المعلومة، اوصى النبي (ص) بأن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه عند شعوره بالغضب من القيام إلى القعود أو الاضطجاع، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ).
فقد كشف الطب الحديث أن هناك العديد من التغيرات التي يحدثها الغضب في جسم الإنسان كافراز نوعين من الهرمونات هما (الأدرينالين) و(النور-أدرينالين)، فهرمون (الأدرينالين) يفرز استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي ، كالخوف أو الغضب، وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب فتضطرب وتتسارع، وتتقلص معه عضلة القلب ويزداد استهلاكها للأكسجين، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم، كما يؤدي لزيادة مستوى السكر في الدم وزيادة ضربات القلب ، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .
ولذلك ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين ، أن يتجنبوا الانفعالات والغضب وأن يبتعدوا عن مسبباته، وكذلك مرضى السكر لأن (الأدرينالين) يزيد من سكر الدم .
أما ما وافق الهدي النبوي وأكد الاعجاز فيه فهو ما جاء في كتاب (هاريسون) الطبي والذي يقول:
أن كمية هرمون (النور-أدرينالين) في الدم تزداد بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عند الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق، ونحن نعرف بأن الضغوط النفسية والانفعالات هي التي تسبب زيادة مستوى (الأدرينالين) في الدم بكميات كبيرة .. فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً .. الغضب والوقوف؟!!!
لذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إن كان قائماً أن يجلس فإن لم يذهب عنه الغضب فيلضطجع .
فبالله من أدرى رسولنا الكريم بأن هذه الهرمونات تزداد بالوقوف وتنخفض بالجلوس والاستلقاء حتى يصف لنا هذا العلاج النبوي ؟!!
تخريمة: على ضوء هذه المعلومة القيّمة .. ايه رايكم في نكتة المرة القال ليها راجلا:
ان قمتي طلقانه وان قعدتي طلقانه .. فقالت بسرعة: هدي انبطاحة ؟!!
طبعا تكون انبطحت عشان ما تموت من الزعل .. مش عشان خايفة من الطلاق !!!!
[/ALIGN]لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com