موتى و… يهتفون بحياة وارغو ..!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]موتى و… يهتفون بحياة وارغو ..!![/ALIGN] ** كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول ..هكذا وثق لسان العرب أبلغ الوصف للناس في الحياة .. يصلح وصفا لكل زمان ومكان ، ولكل حال يقتله البؤس واليأس رغم توفر عوامل الفرح والأمل لا فوق ظهره فحسب ، بل تحت قدميه أيضا ..وكأن الشاعر يومئذ وصف مستقبلا سيكون فيه وطن كل شئ فيه يحتضر بداء الغباء واللامبالاة ، رغم أن دواء الذكاء أقرب اليه من حبل الوريد ..!!
** بالله عليكم ، هل الأفضل لنادي المريخ حاضرا ومستقبلا أن يدفع جمال الوالي تلك الملايين من الدولارات ثمنا لبناء فريق من الأشبال ينشأ على حب النادي والإنتماء الصادق اليه ، الى أن يقوى عوده ويصعد ويواصل العطاء ، أم الأفضل أن يدفعها عدا نقدا لوارغو القادم من بلد و ناد لا يختلفان عن المريخ وبلده إلا بمقدار ذكاء يتقن تخطيط خارطتهما الرياضية ، وإرادة تجيد تنفيذ تلك الخارطة ..؟؟
** ثم ، أليس مستفزا بالله عليكم ، للضمير الإنساني والوازع الأخلاقي ، أينما وجدا ، بأن يموت بعض أهل السودان جوعا في الجنوب ، مرضا فى الشمال ، فقرا في الشرق ونزوحا في الغرب ، في زمان ، بل في لحظة تهطل فيها خزائن رأسمالية سودانية ملايين الدولارات تحت سمع وبصر وكالات وفضائيات العرب والعجم على رأس لاعب نيجيري لايحمل عصا موسى لرياضة السودان ووكيل يجلس بجانبه بلا مصباح سحري ..؟..أليس معيبا أن نظهر للعالم ب : لسنا فقراء ، بيد أننا طبقات يسحق بعضها بعضا ، بقلب ..« كامل القسوة » ..؟
** دع عنك بؤساء البلد في أركان البلد الاربعة ، دعهم فى وادٍ روح الرياضة السودانية لم ولن تشاطرهم أحزانهم وآهاتهم ولو بمباراة داخلية لفريق ما يذهب ريعها لطفل في معسكر كلمة يقتات لبن منظمة غربية تنظم ليلة طرب في بلدها لإنقاذ حياة ذاك الطفل أو آخر في الطينة ، دع عنك عملا كهذا لم ولن تحدث بها روح الرياضة السودانية نفسها ولو إمتلأت مساطب ملاعبها بجثامين فقر وفقراء أهل الأرض ، لأن الهم الإنساني أو الغم الوطني لم ولن يجد طريقا بعد لضمائر رياضية ما هي إلا بقايا ضمير الدولة الأموية التي كانت تهدى الغرباء سيوفا من ذهب تخصم قيمتها من حياة رعية تقتات من ..« بيت النمل » ..!!
** فلتكن كلمة الإحتراف غطاءً لمايحدث ، ولكن تلك كلمة يراد بها باطلا حين تحدق في قمتي الكرة السودانية على أرض الملعب وتجد نصف هذه من دول سيكافا ونصف تلك من دول الساحل والصحراء ، حتى كاد مجرد رؤية لاعب وطني بينهم يتطلب من الجمهور استجلاب مجاهر.. كيف يتذوق الوالي وجماهيره أوالأرباب وقاعدته طعم انتصار تحققه عقول وسيقان منتخب الاتحاد الإفريقي فى مباراة سودانية والسوداني فيها مجرد مشاهد جالس على المدرج أو فوق تلك « الكنبة » ..؟..هل هكذا الإحتراف في أندية العرب والأفارقة التي تخرج الهلال والمريخ من أية منافسة بكأس الحزن و..« التبريرات الفطيرة ». ..؟..هل نصف الأهلى المصري من نيجيريا وجاراتها أم نصف النجم الساحلى من العراق وأخريات ..؟..اللاعب الاجنبي في أندية أي دولة رياضتها ذات وعي وسيلة لتحقيق غاية تطوير اللاعب الوطنى ، ولكن هنا ، حيث كل يسبح عكس تيار الوعي ، صار اللاعب الأجنبي هو ..« الغاية » ..!!
** كل هذا العبث ، مرده أن مقاليد السلطة الرياضية ذهبت فى غفلة زمان لذوي الخيال الضيق الذين يبتهجون لعقد إحتراف هم يمثلون فيه الطرف الشاري لوارغو النيجيري ، ويتجاهلون أو يجهلون كيفية التخطيط الاستراتيجي لتحويل شكل ومضمون ذاك العقد بحيث هم يمثلون فيه الطرف البائع للعجب السوداني ..وفي الجهل أوالتجاهل ..« مكمن الداء » ..!!
إليكم – الصحافة -الخميس 23/10/2008 .العدد 5508
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]
Exit mobile version