الهندي عز الدين : عزيزي “قطبي”.. فلتقل خيراً أو فلتصمت، فإن التأريخ لن يرحمك أنت ومن ينظرون أدنى مراكيبهم

هل يريد الدكتور “قطبي المهدي”، الذي عاش في أمريكا حقبة من الزمان، وحصل على جواز السفر (الكندي)، أن يظل السودان خارج منظومة التطور السياسي الطبيعي وسياق التأريخ، عندما يدلي بتلك التصريحات (المفخخة) حول ما أسماه اتجاه المؤتمر الوطني لتجديد ترشيح الرئيس “البشير” لدورة رئاسية جديدة تبدأ في العام 2015؟!
{ في أمريكا، الدولة الأعظم التي ارتبط بها “قطبي” – على الأقل ثقافياً إن لم يكن وجدانياً – لا يحق لأي رئيس (منتخب) أن يحكم لأكثر من دورتين عمرهما (ثماني سنوات) فقط!! فما هي حكمة السيد “قطبي” في استمرار حكم الرئيس البشير لـ (31) عاماً..؟!!
{ (الفزّاعة) التي يستخدمها أمثال “قطبي” لحمل الرئيس – غير الراغب أصلاً في التجديد – على التجديد، لا تتجاوز فكرة التخويف من (انقسام) جديد في المؤتمر الوطني!!
{ وهل كان الإنقسام السابق الذي أدى إلى قرارات (الرابع من رمضان) عام 1999 مضرّاً بالبلاد أم مفيداً؟! المفروض حسب رأي “قطبي” وجميع أنصار الرئيس “البشير”، أنه كان مفيداً لإزالة حالة (الازدواج الرئاسي) أو ما عرف بـ (حكم الرأسين.. البشير – الترابي)، وبالتالي إحكام سيطرة الرئيس على مقاليد الحكم في البلاد.
{ كما أنه كان فرصة تأريخية للشيخ “الترابي” ليراجع ويتراجع عن الكثير من الآراء والمواقف والاتجاهات. صحيح أن أي انقسام لا بد أن يخلف جروحاً غائرة ودمامل ودموع، لكن بالمقابل فإن أنصار (تجديد ترشيح الرئيس) كانوا أكثر الناس مكاسب وغنائم جراء تلك (المفاصلة)، فلماذا يستخدمونها – الآن – فزاعة و(مطباً) في طريق تجديد القيادة والدماء والأفكار اتساقاً مع حركة العالم الطبيعية من حولنا؟!
{ على الدكتور “قطبي المهدي” أن يستغفر الله كثيراً، داعياً أن يتعافى من الإحن والمحن، ناظراً لمستقبل البلد ببصيرة واعية، لا بصر قصير، فالعقل الراشد مفتوح دائماً على التجديد، والتجديد صار في حد ذاته مطلباً و(غاية) قبل أن يكون (وسيلة) لتحقيق الأفضل على كافة المستويات.
{ الغالبية (غير المسيسة) بين جموع الشعب السوداني تحب الرئيس “البشير”، تتعلق به عاطفياً، تحترمه وتجد له الأعذار عن أخطاء مساعديه ومعاونيه، ونحن في مقدمة هؤلاء بتسيسنا وبوجداننا، وأظن أن السيد الرئيس يفهم ويعلم ويشعر ما تكنه له ضمائرنا المتجردة من أثر (الجماعات) و(المجموعات).
{ غير أن الحب وحده لا يكفي لتحقيق الآمال، ولا ينبغي أن يكون عقبة في طريق (التغيير).. شفرة هذا العصر.
{ عزيزي “قطبي”.. فلتقل خيراً أو فلتصمت، فإن التأريخ لن يرحمك أنت ومن ينظرون أدنى (مراكيبهم).

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version