مشاهير أجانب ارتبطوا بالسودان .. الملكان فهد وخالد درسا ببخت الرضا

يتبادر لذهن القارئ للعنوان أعلاه أن المقصودين هم أولئك الأجانب الذين عاشوا في السُّودان منذ سنوات بعيدة وظل السُّودان بالنسبة لهم الوطن الثاني بعد وطنهم الأم.
بيد أن الأمر يبدو غير ذلك، فما نعنيه هو الأجانب من المشاهير الذين عملوا بالسُّودان في فترات متباعدة في القرن الماضي تحديداً، وكان لهم فيما بعد أدوار ملموسة في مجالات الحياة المختلفة.
المصريون الأكثر وجوداً
يعتبر مواطنو الشقيقة مصر هم أكثر الشخصيات التي ظلت وجوداً داخل مسرح الحياة السُّودانية بسبب العمل والجوار ورباط الدم وقرب المسافة. وفي هذا فقد ظل رؤساء مصر الثلاثة بعد ثورة يوليو 1952م في ذاكرة السُّودان والسُّودانيين لعملهم أو بقائهم أو لصلة الدم التي ظلت مكان حنين لهم بصورة التقارب من السُّودانيين.
اللواء محمد نجيب
وهو من ضمن الذين عملوا بالسُّودان في فترة العقد الثاني من القرن الماضي وتحديداً بمدينة ود مدني، وحين كان بمدينة ود مدني التقى بعدد من السُّودانيين كان أبرزهم الضابط حينها بالجيش السُّوداني علي البنا والأميرالاي فيما بعد عبد الله خليل رئيس الوزراء. وللعلم فهو أحد أعضاء جمعية الإتحاد السُّوداني التي عملت ضد المستعمر ولاحقاً جمعية اللواء الأبيض. ظل الرئيس المصري محمد نجيب وحتى وفاته في ود واحترام للسودانيين وهو يجتر ذكرياته أيام بقائه كضابط بالجيش المصري بالسُّودان بمنطقة مدني العسكرية. وحين وفاته في شتاء العام 1984م وبعد عشرين يوماً فقط من وفاته أمر معتمد العاصمة القومية آنذاك المرحوم بابكر علي التوم بتسمية الشارع الممتد من بداية مقابر فاروق من جهتها الشرقية وحتى تقاطع امتداد الصحافة عند السوق المركزي باسمه فصار اسمه على كل لسان بالسُّودان.
الرئيس المصري جمال عبد الناصر
وهو الرئيس المصري الثاني بعد محمد نجيب لمصر، وهو المولود في العام 1918م بمنشية البكري والمتوفى في سبتمبر 1970م. حتى وقت قريب كان عدد من كبار السن بمنطقة جبل أولياء يتذكرونه حين عمله كضابط بالجيش في الفترة من 1937 وحتى 1941م. وبوصفه قد علم ووقف على طباع السُّودانيين فقد كان صديقاً لعدد منهم أبرزهم الحاج محمد كرم الله أحد خلصائه في فترة بقائه بالسُّودان.
الرئيس المصري محمد أنور السادات
وهو كما تواتر من جذور سودانية من شمال السُّودان، وفي هذا ظل كثيراً ما يقول بأن به دماء سودانية وهو صاحب فكرة التكامل المصري السُّوداني وصاحب القرار الشهير بزيادة عدد المنح الأكاديمية للطلاب السُّودانيين بالجامعات المصرية. ارتبط الرئيس المصري أنور السادات بعلاقات متميزة مع عدد من السُّودانيين أبرزهم الرئيس الأسبق جعفر نميري.
العملاق العقاد كان متخفياً بالسُّودان
شهد العام 1944م وجود الأديب العملاق عباس محمود العقاد بالسُّودان بسبب الحرب الكونية الدائرة بجبهات القتال آنذاك وقرب اجتياح قوات الحلفاء لمصر بعد وجودها في الصحراء الليبية.
مكث العملاق العقاد أشهر ثلاثة بأم درمان وكان أحد نجوم ليالي الأدب والثقافة فكان من أصدقائه وجلسائه في النقاشات الفكرية والأدبية علي نور شاعر المؤتمر والشاعر محمود الفضلي والأديب المفوه المحجوب.
المعلمان البريطانيان قريفث وبراون
ارتبط التعليم في السُّودان ونهضته بالمعلمين البريطانيين مستر قريفث ومستر براون، فالأول قريفث هو المؤسس لمعهد التربية بخت الرضا بالدويم وهو المعلم الأول لجيل الرواد المعلمين في تاريخ السُّودان بعد العام 1934م. وهو الذي بقي في الدويم لسنوات سبع يلقي الدرس ويدير المعهد. أما مستر براون فهو أول مدير لمدرسة حنتوب الثانوية التي تقع شمال ودمدني على النيل الأزرق وهو كذلك المعلم الذي كان له اسم الريادة في تأسيس التعليم.. والاثنان من أساطين التعليم في بريطانيا ولسمعتهما التعليمية الطيبة تم ابتعاثهما للسودان لتأسيس هاتين المؤسستين التعليميتين اللتين أصبحتا من المؤسسات التعليمية ذات الريادة في تخريج أبكار المعلمين والمتعلمين في السُّودان في العقدين الثالث والرابع من القرن الماضي.
الملكان خالد وفهد بن عبد العزيز
للسمعة المحترمة والذائعة الصيت لبخت الرضا أُرسل الطالبان وقتها خالد وفهد أبناء الملك عبد العزيز آل سعود للسودان لتلقي العلم ببخت الرضا. فكانت فرصة لهما لمعرفة الكثير من تعاليم المنهج الدراسي وثقافة أهل السُّودان وهي التعاليم التي أراد الملك خالد ومن بعده خليفته شقيقه الملك فهد تطبيقها في السعودية فكان معظم المعلمين من السُّودانيين وتحديداً خريجي بخت الرضا.

صلاح الدين عبد الحفيظ مالك
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version