وبين الخبرين يقف المرء فاغرا فاه، ومتسائلاً عن ما وصل إليه الإنسان السوداني و(رخص) حياته وهوانها على من ولّوا أنفسهم حكاماً ورعاة لا يخافون المولى في رعيتهم التي سيسألون عنها، يوم لا ظل إلا ظله !!
نيابة أمن الدولة ألقت القبض على المتهمين في قضية المواد الإسرائيلية منتهية الصلاحية ورفضت إطلاق سراحهم بالكفالة أو الضمان الشخصي ولكن السؤال الذي يحتاج لإجابة فورية هو: كيف دخلت هذه المواد (الإسرائيلية) للبلاد عبر بوابة مطار الخرطوم ( على عينك يا تاجر) دون أي سؤال عن مصدرها ؟! أو حتى معرفة صلاحيتها من عدمه ناهيك عن الدولة التي أوردتها للبلاد والعباد، وهي عبارة عن سموم تم خلطها لتصنيع الآيسكريم والحلويات التي يستخدمها في الغالب أطفالنا فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض !!
المثير للغضب أن صاحب المصنع الذي استجلب هذه المواد الإسرائيلية (القاتلة) هو (تركي) الجنسية؛ فهل فتحنا الاستثمار لكل من هب ودب ليأتي إلينا(بنفايات) تل أبيب وغيرها من الدول فيقتلنا بها ويقتل أطفالنا بدم بارد ؟!!
أمر كهذا يستدعي المحاسبة على أعلى مستوى، وتصعيد المسألة على كافة الأصعدة واستدعاء السفير التركي للتأكد ممن هم وراء صاحب مصنع الآيسكريم والحلويات المستجلِب للأغذية الإسرائيلية الفاسدة، ولمعرفة كيف ولماذا ومنذ متى يتم هذا الفعل الإجرامي في البلد قبل أن يتم اكتشافه الآن !!
مابين الأغذية الإسرائيلية الفاسدة ومراهم اللوكسيد التي تستخدمها الفتيات في تبييض بشرتهن وحبوب الصفقة وأبو نجمة المستخدمات لزيادة الوزن والتسمين السريع يجد المرء نفسه مشفقاً على إنسان هذا البلد من الحال المزرية التي وصلنا اليها، فلا الحلويات والآيسكريم صالح للأكل ولا اللوكسيد وأبو نجمة نافع للتسمين ولا الحال (بيفرح) عدو ولا حبيب !!
المحاسبة ثم المحاسبة لكل متورط في فساد يلحق بالأغذية أو الأدوية؛ فحياة البشر ليست رخيصة؛ ولو كان السادة الحكام لا يستخدمون حلويات غير (الماكنتوش) المستورد من الخارج ولا يحتاجون لحبوب أبو نجمة لانتفاخ خدودهم الممتلئة صحة وعافية، فالحال ليس كذلك بالنسبة للمواطن (الغلبان) !!
و
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..!!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/10/26
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]