وأجرى باحثان دراسة حول مدى إمكانية الاعتماد على الذاكرة الخاصة بالتجارب الذاتية، أو الحقائق التى اكتسبها الإنسان على مدى عمره، ووجدوا أنه من الممكن تغيير بعض تفاصيل محتوى الذاكرة عند استدعاء هذه الذكريات وإعادة تخزينها من جديد، وتوقعا أن يساعد هذا الاكتشاف فى علاج الصدمات والأمراض النفسية التى تعقب التجارب السيئة التى يتعرض لها الإنسان.
وقام بالبحث كل من جاسون تشان وجيسيكا لاباجليا من جامعة أيوا الأمريكية، ونشرت نتائجه يوم الاثنين الماضى بمجلة “برو سيدنجز” التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم.
وكان العالمان يعرفان بالفعل أن المعلومات المكتسبة حديثا تكون غير مستقرة بالذاكرة وسهلة التغيير والحذف قبل إقرارها فى المخ، ولكن تبين للباحثين أنه من الممكن محو المعلومات القديمة بالذاكرة بشكل مشابه للمعلومات التى لم تستقر، وذلك من خلال استدعاء هذه المعلومات القديمة مما يجعلها ضعيفة، ومن ثم تغييرها أو حذفها.
وقام الباحثان بعرض فيلم وهمى على متطوعين يظهر فيه هجوم مسلح، ثم استدعيا بعد مرور بعض الوقت ذاكرة المتطوعين لهذا الحدث من خلال توجيه أسئلة لهم عن الفيلم وأحداثه، ثم استمع المتطوعون إلى موجز شفهى لمضمون الفيلم، وذلك بعد أن زور الباحثان بعض مضمونه، وأظهرت إجابات المتطوعين أنهم تبنوا المعلومات الخاطئة فى ذاكرتهم، وقد حدث ذلك حتى بعد مرور يومين بين تكوين الذاكرة الحقيقية واستعادة الذكريات.
ولكن الباحثان أكدا ضرورة أن يحدث تغيير الذكريات بعد وقت قصير من وقوع الحدث، أى حينما يكون محتوى الذاكرة فى حالة ضعيفة مرة أخرى.
وقال الباحثان إن طريقتهما يمكن أن تساعد فى إضعاف الذكريات غير المرغوب بها فى المخ، كما أشارا إلى أن محاولة الأطباء النفسيين كبت تجارب بعينها فى المخ أثناء العلاج من الصدمات النفسية الناتجة عن التعرض لتجارب سيئة أدت إلى نتيجة عكسية تماما، إذ ثبتتها فى الذاكرة، فى حين أن الطريقة الحديثة التى تعتمد على استدعاء مثل هذه التجارب وإعادة تحليلها، كانت أكثر نجاحا.
ولعل الترجمة الفعلية للتوصيات المقترحة هى أن أفضل طريقة لمواجهة الذكريات القديمة السيئة هى إعادة تذكرها وجلبها للواجهة، ثم معاملتها كذكرى جديدة وإضعافها، فإذا خشيت شيئا لا تهرب منه، بل تذكره وتخلص منه.
[/JUSTIFY]اليوم السابع