معهد النور .. قصة ترفض أن تنتهي بابتسامة

هو ملف وجوه صغيرة نور عينيها انطفأ قبل ان تمتلئ ذكرياتها عبره لكنها لم تمنعهم من نعمة الابتسام ولم تحظر الامل من الولوج الى دواخلهم.. انهم اطفال معهد النور.. اقصى احلامهم اكمال المبنى الذي يقع في منطقة الشعبية ببحري ليكون سكنًا آمنا لا يرد طالبًا في القسم الداخلي عن دراسته ولا يصطدم طفل كفيف بعمود يسبب له المًا نفسيًا وعضويًا.. البداية كانت في 2007 عندما زرت المعهد وكتبت عن معاناة الطلاب والفقر الذي يعانون منه وتلتها زيارة في فبراير 2008 لمشاركة الأطفال في حفل وداع نهاية العام الدراسي واقتسام الابتسامة مع طلاب القسم الداخلي وهم في طريقهم الى اجازة طويلة مع ذويهم.. الاستاذة ست البنات محمد أوضحت لـنا وقتها تفاؤلها باستجابة د. سامية هباني لطلب علاج الاطفال ووعدت بعمل بطاقات تأمين لطلاب المعهد وعلمت «الانتباهة» ان المشروع بدأ ولكنه لم يكتمل حتى الآن.

حرمان الطلاب لضيق الفرص سنويًا!!
المعهد هو الوحيد الحكومي في السودان ويقوم باستيعاب الطالب الذي يتم اختياره بعد ان يكون كفيفًا اوكفيفًا جزئيًا وسنه بين السابعة الى العاشرة وهنالك 9 فصول منها فصل تحضيري يقوم باستقبال الطلاب الذين يأتون من مدارس عادية او الذين يتم التحاقهم لاول مرة بالمعهد لتدريبهم على الطرق التي يتم بها القراءة مثل طريقة بريل ويستقبل كل عام اكثر من 55 طالبًا يتم استيعاب 12 طفلاً منهم للصف الاول و12 للتحضيري اما البقية فيتم تأخيرهم للعام القادم نسبة لعدم وجود اماكن تسعهم فالعدد كبير ومتزايد كل عام.
معمل الحاسوب.. يفتقد لأساسيات تكوينه!
معمل الحاسوب يحتاج لبرنامج ابصار الناطق والذي يبلغ سعره «5» آلاف جنية سوداني وبرنامج ابصار وجهاز تكييف للهواء لأن الأجهزة تحتاج للتبريد كي تعمل دون معوقات واحب أن اشكر منظمة ابرار بالرياض المملكة العربية السعودية التي ارسلت لنا برنامجًا واحدًا ومنظمة بصيص امل.
وزارة التربية تدعم ولكن…!!
والمعهد الذي تأسس 1966 اصبح يتبع بطبيعة الحال لوزارة التربية والتعليم الاتحادية التي تدعمه بالوسائل التعليمية والمعلمين والتدريب اضافة الى ان بعض الخيرين يدعمون ولكن بصورة متباعدة تمتد لسنوات ووسائل تعليم المكفوفين مكلفة جدًا وتستجلب من الخارج وبالعملة الصعبة لذلك تحتاج لعون وتضافر جهود من كل الجهات المسؤولة بالتضافر مع منظمات المجتمع المدني والجهات الداعمة كي يؤدي المعهد عمله بأكمل وجه في تعليم وتدريب المكفوفين لمجابهة ظروف الحياة نظرًا لوضعهم الخاص.
معاناة يحكيها أصحابها..
طلاب المعهد سردوا لـ«الإنتباهة» ببراءة تصحبها سخرية لاذعة احتياجاتهم التي تتمثل في ادوات الكتابة والمسجلات والاشرطة حيث اكدوا انه يوجد كتاب واحد فقط يخص المعلم ان ضاع تحدث ربكة! واكدوا انهم بحاجة لازالة الاعمدة التي يصطدمون بها يوميًا وتترك كدمات على رؤسهم كما عبر آخر ببراءة عن حاجتهم لشبك للنوافذ لأن البعوض يحرمهم من النوم والمراوح متعطلة! والح احدهم بطلب مصحف الكتروني لأن المصاحف المكتوبة لايوجد بها علامة توضح التجويد.
الكفيفات محرومات من التعليم..
ولاحظنا خلال جولتنا انه لا توجد داخليات للطالبات مما يعني ان الكفيفات محرومات من حقهن خاصة ان هنالك الكثير من الكفيفات من كل الولايات واطراف ولاية الخرطوم تقدمن للالتحاق بالمعهد ولكن تم رفض طلباتهن نسبة لعدم وجود داخلية لهن ومن المعروف ان داخلية البنات لا بد ان تكون ملائمة وعلى درجة عالية من الامان ومساحة المعهد لا تسمح بذلك.
هذا هو الحال في المعهد منذ سنوات لا يتغير الا بحركة بطيئة جدا تحرم طالبًا كفيفًا يوميا من حقوقه الطبيعية، المعهد اليوم غير كافٍ ويحتاج الى نقلة نوعية في الوسائل التعليمية حيث يعمل المعهد حتى الآن بطريقة بريل فقط وهنالك الكثير من الوسائل الحديثة والعلمية المتطورة في العالم العربي ودول الجوار ناهيك عن الدول الغربية.

صحيفة الانتباهة
عرض: سارة شرف الدين

Exit mobile version