حتى لانبكي ( كالنساء ) على وطن لم نحافظ عليه ( كالرجال ) !!

أحداث الإعتداءات الآخيرة بجنوب كردفان التي نسمعها ونطالعها ونشاهدها على شاشات التلفزة ليست إلا ( جزء ) يسير من المشهد الحقيقي للأحداث فما وراءه من كواليس أفظع وأبشع ما نتخيله من ( تخطيط ) ، ومن يختزل الحرب التي تدور رحاها الآن بالسودان بأنه صراع لحركات تدعي ( التهميش ) أو تطالب بحقوق وواجبات فهو كمن لايرى إلا موضع قدميه في الظلام ، فالجانب الذي يعكسه الإعلام الغربي عنها ليس إلا ( دعوة حق أريد بها باطل ) ! فقد رسبوا في كثير من إختبارات السلام .
كما هو ( مؤسف ) أن يشّخص (البعض) بسطحيّة مطلقة أن الحرب التي تتصدى لها الدولة الآن هي حرب ضد النظام في السودان فيشمتون ويسخرون ويكيدون و (يغلقوا عليهم بابهم ويظنون أنهم من الحريق في أمان ) ، كما علينا أن ( لانبسِط ) الأسباب بحجج الظلم والتهميش ، فإن أسهبنا في ذلك ورأينا بعينين مفتوحتين لانغمض إحداهما ، سنرى بوضوح أن جميع مناطق السودان تعاني من ( التهميش ) إن ( إتفقنا ) على المصطلح ، فأين هي مدن وقرى ولايات السودان التي ( تتميّز ) بمعيشة رغدة ورفاهية مفرطة في الصحة أوالتعليم !
من حظ أهل السودان أن شاهدوا ( نموذجاً ) للقطات الأولى من الفيلم ( بابوكرشولا ) لعلهم يتفكرون ويتعظون ، ومن أقدارالله في أهل ( أبوكرشولا ) أن ينعشوا ذاكرة السودانيين ( للمخطط ) الذي يدار بالوكالة للتقسيم وطمس الهويّة والتطهير العرقي والتفتيت بأيادِ سودانية وأفكار ( صهيونية وغربية ) غير ناكرة للدعم والتخطيط والمساندة والتمويل !
مجزرة (أبوكرشولا ) لم تفرّق ما بين الإنتماء الحزبي والأيدلوجي بل كان القتل على ( اللون ) والهوية ، في نقلة ( نوعية ) للصراع المخطط له لإحداث ( هزة ) وشرخ كبير بالنسيج السوداني المتجانس المتسامح .
ففي حقد أعمى تجاه المواطنين العزل البسطاء الأبرياء ، قد كشفوا عن ( سواءاتهم ) بعد تجمعهم ( المريب ) فيما يسمى ( بالجبهة الثورية ) . وتحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى ، وإرادتهم مرتهنه .
ولأن المخطط له جذور وتاريخ بإسم ( التحرير ) فالمشهد يعيدنا إلى ( توريت ) في صباح 18 اغسطس 1955م عندما إشتعلت شرارة التمرد في جنوب السودان بجريمة أول تطهير عرقي في تاريخ أفريقيا ( الحديث ) كما خرجت بذلك لجنة التحقيق برئاسة قاضي فلسطيني يدعى ( توفيق قطران ) , في ذلك الوقت كان المواطنين الشماليين المدنيين الذين يزاولون مختلف المهن يعيشون في تسامح واخاء مع أشقائهم بالجنوب إلى أن حدثت مذابح ( توريت ) علي المندكورو والجلابة ( كمايقولون ) فذبحوا وقتلوا ماشاء لهم وقد وصل الحقد الي بقر بطون الحوامل بل كانوا يرفعون الطفل الي الاعلي ويتلقونه بالحراب ، في جرائم لاتشبه إلا الكيان الصهيوني في فلسطين وقد اعيدت (بام كرشولا ) وغير مستبعدة (إن تمكن ) هؤلاء بالخرطوم .
التحدي اليوم أمام السودان كبيراً من أي وقت مضى في أن يكون أو لايكون ، وتغيّرت الوسائل التي تدار بها الحرب وكان أبرزها خلال هذه الأيام الحرب النفسية والمعنويه بما يبثه الطابور الخامس من إشاعات وأوهام إنتصارات و( خرافات ) التقدم نحو بعض المدن وإقتحامات ليزعزع الثقة بالجبهة الداخلية فيجني ( الثمار ) .
فمن خلال متابعة ( الأسافير ) ينكشف لأي متابع إعلامهم ( المفضوح ) الذي شكلوا له ( غرفة عمليات الكترونية ) لترويج الأكاذيب كان آخرها بث صور يدعى انها ( لأسرى من القوات النظاميّة ) في حين أن الصورة نشرتها صحيفة ( الاتحاد ) الامارتية بتاريخ 10 مايو 2009 لمتمردين تشاديين !! وغيرها الكثير من هذا القبيل .
على الشعب السوداني أن يعي ( حجم ) المؤامرة التي يديرها عقار والحلو وأعوانهم ( بالوكالة ) وأن يفوّتوا الفرصة على هؤلاء ( المتربصين ) بالوطن لتفككه وزعزعة إستقراره ، الصراع الآن ( أكبر ) من معارضتنا للنظام فعلينا أن نفرق بين العداء للوطن والخلاف على الحكم ، الوضع ( لايحتمل ) المكايدة والشماتة والتشفي والإنصراف وصرف الناس عن ميدان المعركة الكبرى التي تقف فيها قواتنا المسلحة الباسلة والقوات المساندة على الثغور مضحيّن بروحهم ودمائهم مستبسلين في شجاعة من أجل حماية العقيدة والأرض وصون العرض .
وعلى الدولة أن لاتنام عينها في حسم أمر( تسلل ) السلاح للخرطوم وأن ( تكرب قاشها ) لتتبٌع ( الفلول ) . وعلى الجميع أن يسد ( الفرقه ) ولايترك ثغرة نؤتى منها من قبل الطابور ، فالتتراص الصفوف كالبنيان المرصوص ونؤجل خلافاتنا بعد حسم المعركة فبعدها لنا ما نود أن ( نقول ) .
مطالبون اليوم من أي وقت مضى أن نقف موقف صلب و( تاريخي ) تتحدث به الأجيال ، وأن نصون أرضنا وعرضنا متجاوزين ( للإشكاليات) مستفيدين من عِبر بعض البلدان ، مستنيرين ( بفقه الأولويات ) مترفعيّن عن الإسفاف و ( كشف الحال ) ، حتى لانبكي كالنساء على وطن لم نحافظ عليه كالرجال !!

بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]

Exit mobile version