ويبدي مراقبون تفاؤلاً حذرًا بإمكان نجاح اللقاء في حسم القضايا الخلافية بين دولتي السودان، نظرًا إلى الفشل الذي صاحب القمم السابقة التي جرت بينهما والتي كان توقف الجنوب عن تصدير النفط قد شكل ضغطًا على الطرفين في قمة أديس أبابا لتفعيل برتوكول التعاون الاقتصادي وتأجيل حسم القضايا الخلافية الأخرى مثل اشتراط الخرطوم فك ارتباط الجيش الجنوبي بالمتمردين الشماليين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأيضًا مسألة الحدود، والنزاع حول منطقة أبيي الغنية بالنفط، والتي سبقها إعلان سلفا قبيل قمة أديس أبابا الأخيرة موافقته على سحب قوات الجيش الشعبي من مناطق حدودية متنازع عليها مع السودان، والتي أوضحت رغبة الجنوبيين في التوصل إلى تسوية مع الخرطوم، وفي ذات الوقت يصر الجنوب على أن لا علاقة له بتمرد الشماليين في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأن حل النزاع هناك يمكن أن يتم من خلال مفاوضات مع المتمردين.
التعقيدات التي تحيط بالقمة المرتقبة بين البشير وسلفا تجعل من الصعب التكهن بأنها ستنتهي من كل الملفات و«قد« تحرز تقدمًا كما يرى المحلل السياسي د. صلاح الدين الدومة لدى مهاتفته «الإنتباهة» أن الأجندة المتوقعة من خلالها تصب في الاستمرار في إنفاذ الاتفاقية الخاصة بتصدير النفط بعد توقيع اتفاقية أديس أبابا والتركيز على القضايا المستجدة التي تهدد تنفيذ الاتفاق بقوة مثل مقتل سلطان دينكا نقوك بأبيي واتهام الشمال للجنوب بدعم الجبهة الثورية إضافة إلى ـ والحديث لبرمة ـ دعوات الأمم المتحدة بإرسال قوات إضافية حوالى 1200 جندي وهي قضايا تتسم بالعاجلة.
المواجهة الحاسمة المتوقعة في اللقاء يرى بعض المراقبين أنها قد تميط اللثام عن حجم الدعم الذي تسلمه المتمردون ونُفِّذت عن طريقه مجازر جمة وانتهاك للحرمة والحقوق الإنسانية، المواجهة ربما تكون عبر تقديم البشير لمستندات تدين بعض العناصر النافذة في الحكومة الجنوبية فيما حدث من اعتداءات ونقض للاتفاقيات والتي حسب مراقبين ستجعل سلفا كير يتحرك مسرعًا للاستيثاق منها وإزالة الغبار بين الخرطوم وجوبا وأن المواجهة لن تفيد الشمال كثيرًا نسبة لعدم امتلاك سلفا لكل الخيوط التي تدين جنرالات الجيش الشعبي والذين ينقسمون حوله إلى ثلاث فئات وكلها تعمل ضده لإسقاط نظامه وهو لا يمتلك المقدرة على المقاومة والتي إن وُجدت فستكون بقليل من التمنع وليست الشراسة..
الطريق إلى القمة أو إلى نهاية مطاف خلافات الدولتين نحو محادثات استعصت كثيرًا على الطرفين والتي تأتي تحت أجواء من التوتر بعد الأحداث الأخيرة بأبو كرشولا وأم روابة وما زالت أبعادها وتأثيراتها واضحة للعيان تحت عين وبصر المجتمع الدولي الذي أصبح متفرجًا تجعل نتائج هذه القمة غير واضحة وتشوبها الكثير من المحاذير، فهل ستصلح هذه القمة ما أفسدته الجبهة الثورية ؟
صحيفة الإنتباهة
رباب علي