الحرب على الخرطوم تفجر التاريخ .. إيصال دوي المدافع الى ” مقرن النيلين “

[JUSTIFY]يتباهى متمردو ما يسمى ” الجبهة الثورية ” على الإنترنت بقدرتهم الدخول إلى الخرطوم في أي لحظة وأسقاط ” نظام ” المؤتمر الوطني .

والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ، أخذ الأمر على محمل الجد فاعتبرها ” إهانة ” شخصية فسارد بالرد قائلاً : ” دخول الخرطوم لن يكون اسفيرياً أي عبر الإنترنت ولن ننتظركم في الخرطوم وسنأتيكم في مواقعكم ” .

ردود الوالي الخضر صلحت عناوين حمراء للصحف الصادرة الخميس الماضي ، فكل ذلك التهديد تدفق على كوابل الإنترنت طيلة الأيام الأخيرة منذ الاجتياح المفاجئ لقوات المرتزقة لمدن شمال كردفان الشرقية أواخر الشهر الماضي . فشغل الرد الرسمي المساحات المتوقعة تعقيباً على الدعوات الجنونية بإيصال دوي المدافع إلى ” مقرن النيلين ” .
فأي غدٍ تنتظره ” الخرطوم ” قلب البلاد والعاصمة الإدارية والسياسية وخط الدفاع الأخير ؟

للمتمردون تجربة ناجحة في مباغتة الحكومة والهجوم على معقلها في الخرطوم . حدث ذلك في الماضي القريب عند دخول خليل لأم درمان ضحى العاشر من مايو 2008م . حدث ذلك في الثاني من يوليو 1976م ، فما الذي يمنع نكراره للمرة الثالثة ؟

ومع اتساع الرقعة الدفاعية حول ام درمان من اقصي ريفها الشمالي الى اقصي الريف الجنوبي ، ومع إمكانية تسرب الغزاة من منافذ اخرى غرب النيل من حدود الولاية الشمالية المتاخمة من ناحية المتمة ، يمكن فهم الرسائل الإعلامية من والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر للمواطنين والمتمردين معاً . فالمعركة أن وقعت بداخل العاصمة لن يجدي معها الدفع بالقوات النظامية فقط ، بل ستغدو حرب شوارع يجد الجميع انفسهم وقد اشتركوا فيها ، نساءً ورجالاً وصغاراً وكباراً .. فهل تحسبت الخرطوم لمثل ذلك السيناريو ؟ .

الشرطة الشعبية هي القوة الضاربة التي أعدتها الخرطوم للتعامل مع ذلك السيناريو الذي جرب مرة ومرتين .

أعدت لواء استراتيجياً ذكر قائده الأعلى مدير شرطة الولاية الفريق محمد الحافظ حسن عطية ، بالملاحم البطولية لقوات الشرطة مع القوات المسلحة وقوات الأمن في دحر قوات العدل والمساواة التي غزت الخرطوم قبل أعوام .

للخرطوم والقوات المسلحة علاقة وثيقة فهي تضم مقر القيادة العامة للجيش في وسطها ، وتنتشر في أطرافها وقلبها الوحدات العسكرية المختلفة ، وهي أيضاً مركز المال والأعمال .

وكذلك عدد من الولايات أعلنت عن توقف العمل المعتاد لدولاب الإدارة فيها والانتقال إلى درجة الاستنفار القصوى والاستعداد مع تسخير كل الموارد بها لصالح المجهود الحربي .

ونقول العلاقة الوثيقة بين العاصمة والجيش لم تمنع من محاولة الهجوم عليها وتنفيذ المحاولة على مرتين من قبل ، ثم التهديد بتكرارها للمرة الثالثة فكيف يفهم ذلك ؟

لا يخفي المتمردون حلمهم بإحداث اضطراب واسع وارتباك كبير بدخولهم الى العاصمة الخرطوم يدفع اثنائهما المواطنون المحبطون من الإخفافات الحكومية في كل المجالات ، للثورة ضد النظام بالخروج الى الشارع ومساعدتهم في القضاء على السلطة .. الانتفاضة الشعبية المسلحة ” كما عرفت في أدبيات المعارضة في عقد ” التسعينيات ” هي المقصودة بالمعنى .. كانت وقتها هدفاً معداً له بعناية لكنه فشل لأن بعض مكونات المعارضة مان كان ليقبل بدخول ” الجنوبيين ” من قوات الحركة الشعبية ليعيثوا فساداً في الخرطوم باستباحة المدينة في أحوال الحرب ، فأوقفت المعارك في حدها عند أطراف البلاد الشرقية وجنوب النيل الأزرق دون أن تتقدم على اثر دخول كسلا وا سقاطها في تلك الأيام .

صحيفة الجريدة
عادل حسون

[/JUSTIFY] ع.ش
Exit mobile version