كتيبة الموت
الأجواء تعود بنفسيات الإنقاذ لزمان إجراءات التمكين وتلك الاتجاهات الصفوية والولاء على أعلى درجات القيم الأخرى، أرسل الأخ (مجاهد طه) رسالة طويلة يتناول جانباً من واقع الحال والمطلوب قائلاً فيها: (حملت الأنباء عن السيد علي محمود وزير المالية قوله إن موظفين ومسؤولين كبار في الدولة يهدرون الدولار تحت بند العلاج، ويبيعه بعضهم في السوق الموازي، ولا حرج أن يتعالج المستطيع من حر ماله في المكان الذي يشاء ولكن الحرج في أن يكون بنك السودان وأجهزته عالمين بصورة أو أخرى.. كيف ينمو السوق الموازي ثم يصدر قراراً يمنح المسافر ألف دولار، السيد النائب الأول يطالب أن لا يجامل الصحفيين أي مسؤول وألا يجعلوا الخوف من المسؤولين يسيطر على تفكيرهم .. ويذهب (الراسل) إلى مطالبة السيد النائب الأول بالآتي: (سيدي النائب الأول لا يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوله.. ألا فإني أرى بأن تكون مجموعة الوزراء والمديرين وموظفي الصف الأول عبارة عن كتائب موت في سبيل الوطن والمواطن.. يكون الأمر واضحاً منذ بدايته بأن تلك الأربعة أو الخمسة أعوام سنوات عجاف.. لا دنيا فيها ولا مال ولا آل ولا ولد.. وأنها مفقرة لك ولأسرتك وأنك هنا لتضرب المثل في التضحية والعفة والأمانة والتعفف… ليس وزيراً غير فاسد فحسب، بل بعيداً عن الشبهات أيضاً.. إن شعار القوي الأمين يعالج ويصلح مآل هذه الأمة.. إن العناصر الصلبة تم إفهامها منذ البداية أنها لمواقف صعبة.. مفقرة .. مجدبة.. له ولأسرته.. وإن كان هذا المعنى واضحاً لديها حينها.. تفعل تلك العناصر الأعاجيب.. إن الجمهورية الثانية تحتاج لكتبية الموت (أو كما قال مجاهد).. وبعيداً عن كل المطالبة مرسلة ومستقبلة نبقى زمرة المواطنين الذين يعنيهم أن تكون الدنيا عندهم نظاماً مؤسساً وثابتاً وفاعلاً نضمن فيه الخدمات والأساسيات، لا يعنينا أن يكون القادة كتائبهم على أي شاكلة كانت.. إن كانوا فيها أو دفعوا إليها بفلذات أكبادهم الغالية ليحمونا من لظى الأيام.. وحققوا بذلك البقاء على السدة أو راوحوا أماكنهم لمن هم أفضل وأنفع.. فالمواطن همه كل الهم من يحاول جاهداً العبور به فوق الأزمات ولا نقول إلى الرفاهية، فما زلنا تحكمنا بعض المعتقدات الذهنية التي تحول بين السعي والتطوير والإنفكاك من الواقع المأزوم.. فكل مكون حياتي جمعي يبقى في عدد السكون إن لم نحاول الخروج به من قوقعة الشخص الواحد إلى الثاني إلى الثالث حتى يصبح هناك وعي فاعل وعام يقود إلى إرساء نظام متكامل الرؤى تنظيراً وعملاً.. عندها لا نختلف من سيكون قائداً لكتيبة الوطن التي بالتأكيد تذود عنه حتى الموت.
آخرالكلام:
نحن بالروح للسودان فدى… فلتدم أنت أيها الوطن..
مع محبتي للجميع..
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]