وعلي محمود حسنين ورفاقه من قوى اليسار المعزول والمرفوض من الشعب السوداني المؤمن المتصوف المعتدل في عقيدته وتدينه، لا يملكون أي وزن شعبي إذا ما كانت المعايير التي تحكم هذه الأمور هي المواطنة ودرجات الالتزام بالدين وأوامره ونواهيه. فهؤلاء الذين ارتكبوا مجازر أبو كرشولا و الله كريم وعمليات القتل والنهب والتخريب في أم روابة، لا يمتون إلى موروثات وأخلاقيات وطبائع وعادات شعبنا بأية صلة، لأن كل هذه الصفات التي يتحلى بها شعب السودان لا تتوافر لديهم، وهم بالتالي لا يجدون أي تقدير أو احترام أو قبول عنده.
وهؤلاء الإرهابيون يدعون في وسائل الإعلام الغربية أنهم يدافعون عن حقوق المهمشين.. وهم في مواقع الأمر يعتدون عليهم ويشردونهم ويقتلون شيوخهم ويستحيون نساءهم وينهبون ما يملكون من أنعام وأمتعة وأموال قليلة … إنهم يخادعون أنفسهم ويخبرون الرأي العام العالمي الذي يجهل أو يتجاهل ما يقومون به من عمليات إرهابية تعارض القوانين والشرائع والأخلاق كلها.
هؤلاء قيل لهم تعالوا شاركوا في إدارة البلاد في حكومة إجماع وطني فرفضوا.. وقيل لهم تعالوا إلى كلمة سواء.. إلى حوار يفضي إلى سلام بيننا وبينكم فرفضوا.. وقيل لهم تعالوا نكتب دستوراً يحكم الجميع ويضع النقاط على الحروف ويحدد كيفية حكم البلاد ونوع الحكم والتداول السلمي للسلطة ويحدد الهوية فرفضوا.. ورفضوا كل شيء إلا الاعتداء على المدنيين وحرق قراهم ونهب أموالهم وإشاعة الذعر في أوساطهم، وشعب السودان يحدد موقفه منهم ويضع لهم القيمة «صفر» ولهذا فإنهم اختاروا طريق العمالة أو الخيانة واستلام أموال المنظمات الإرهابية من غسيل الأموال والخمور والقمار ليقلتوا بها الجماهير في مدنهم وقراهم الآمنة.
الشعب السوداني مطلوب منه اليوم قبل الغد أن يتحلى بالوعي الشديد ويكشف العملاء والخونة الذين يندسون بينه وحوله.. ويخابرون الأعداء.. أعداء الوطن والدين والمارقين.. إنهم يعملون إنفاذاً لمخطط تفتيت السودان بعد أن تحقق لهم فصل الجنوب عن الشمال.. إنهم يسعون لإشعال نيران الفتن القبلية والعشائرية والجهوية حتى يتحول السودان إلى صومال جديد ولهذا يجب أن نكون على درجات عالية من الوعي بهذه المخططات الصهيونية، ففي وحدتنا وتآزرنا قوة وأمن واستقرار ووحدة وسلام وتنمية وهم لا يريدون لنا إلا عكس ذلك… فهل نستوعب الدرس أم نبتلع الطعم فنضطرب ويتفرق شملنا ونهن ونضعف وتذهب ريحنا..
والسؤال الأكثر أهمية من كل ذلك، ما علاقة الحلو بجنوب كردفان؟؟ وهل نصبه أهل جنوب كردفان وصياً عليهم… ما علاقة عرمان بجنوب كردفان والنيل الأزرق، وتحت أي بند من بنود النضال يستجلب دولارات اليهود والصليبيين ومجرمي الحروب في أمريكا ليصبا نيراناً حارقة وقاتلة ليست على رجال مسلحين وفي مواجهتهم دائماً وإنما في عمليات جبانة تهاجم العزل والمدنيين وتنال منهم.. وما قضية عقار الذي «انتخب» والياً على النيل الأزرق فسلّح المارقين والحاقدين ليرد على أهله الذين اطمأنوا له ووثقوا فيه، فصب عليهم نيران المدافع وقتلهم وهرب. هؤلاء لا قضية لهم ولا مصداقية عندهم، وليست لهم إجابات عن هذه الأسئلة. الأسئلة المنطقية وإنما هم يحاربون أهل السودان بالوكالة، ونيابة عن أهل الدولار وحسب.. لذا فإن الشعب السوداني كله سيقف صفاً واحداً في مواجهتهم ومقاتلتهم.
صحيفة الإنتباهة
د. محيي الدين تيتاوي