المغتربون بين لهيب العودة ونار الانتظار

تبقت فقط 45 يوما على انتهاء مهلة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعاملين الاجانب بالمملكة العربية السعودية لتوفيق اوضاعهم ، خصوصا مخالفي نظامي الاقامة والعمل للاستفادة من الاستثناءات والتسهيلات التي وافق عليها الملك عبدالله ، بدأ العديد من مسئولي ووزراء وسفراء عدد من الدول التي تعمل عمالتها بالمملكة بالتوافد لتوفيق اوضاع عمالتهم ، وآخر من نجح في توفيق اوضاع عمالته بصورة نهائية كانت الهند ، ببينما تترقب وتنتظر العمالة السودانية بالمملكة حضور السفراء والمسئولين السودانيين لمساعدتهم قبل فوات الاوان ، « الصحافة » مع هموم المغتربين بين الخرطوم والرياض قبل وقوع الكارثة.
فمنذ ان اعلنت السلطات السعودية عن البدء في اجراءات توفيق اوضاع العمالة الاجنبية بالمملكة ومنحت مهلة اضافية تنتهي في الثالث من يوليو المقبل .. بدأت أسر المغتربين بالتوجس خيفة على مصيرهم ، حيث تؤكد دراسات رسمية سعودية ان العمالة السودانية تغذي سوق العمل بالسعودية بحوالي 91% من حجم العمالة الاجنبية بالمملكة وبذلك يعتبر سوق العمل السعودي أكبر مستقبل للعمالة السودانية المهاجرة ، ووفقا لخبراء اقتصاديين سودانيين، فان العمالة السودانية هي أكثر الفئات تضررا من قرار الترحيل، اذ أن غالبية تلك العمالة لا تعمل لدى الجهات التي أصدرت لها أذونات الاقامة وغالبا ما يتم الأمر بالتراضي بين الطرفين.
«الصحافة» اتصلت بقابضين على جمر المعاناة بالمملكة حيث ذكر حسن الخليفة مقيم بالرياض ان فترة مكوثه بالمملكة لم تتجاوز السنة وهو يعمل بورشة لصيانة سيارات وانه بدأ فعليا في ترتيب حاله للعودة الى البلاد قبل انقضاء المهلة المحددة لانه لم يجد من يعينه في توفيق اوضاعه. واشار حسن الى انه الى الان يسدد النقود التى استدانها من زملائه بالسودان لتدبير تكاليف السفر ، صمت برهة ليقول بحسرة « ليتنى لم اخرج من بلدى » .
بينما طالب عزالدين فضل المولى عامل بالطائف بتدخل الحكومة السودانية لمعالجة قضاياهم العالقة بالسعودية، مبينا ان كثيرا من السودانيين لو عادوا دون توفيق اوضاعهم ستكون كارثة كبرى، مشيرا الى ان بعض الكفيلين استغلوا الوضع لصالحهم وقاموا بزيادة المبلغ الذي يتقاضونه منا بمعدل الضعف ، واشار الى انه سيكون مضطرا للعودة الى السودان ، غير انه لا يملك بيتا ، وهذه مشكلة من نوع آخر.
ومن جانب اخر يرى الامين العام لجهاز شئون السودانين العاملين بالخارج كرار التهامي «للصحافة » بان توفيق اوضاع العاملين السودانيين بالمملكة يتم مع السلطات المحلية حيث تتم الاجراءات الرئيسية بين العاملين وكفلائهم، مضيفا بان المعالجات تتم بين الكفيل والمكفول وحدهم، مؤكدا ان الدولة ليست مسئولة عن توفيق اوضاعهم بالمملكة، واشار التهامى الى ان المؤسسات المعنية ساعدت عددا كبيرا من السودانيين بالمملكة في العودة وتوفيق اوضاعهم القانونية داخل لبلاد، وابان ان المؤسسات الحكومية لا تتدخل في الامر الا في حالات القضايا الجنائية، وكشف عن وجود مساعى بين المؤسسات المختلفة لايجاد وسائل للاستقرار داخل البلاد وتوفيق اوضاع الطلاب لاستيعابهم في الجامعات المختلفة .
كانت المملكة السعودية شهدت في الأسابيع الماضية زيارات ماراثونية للعديد من الوزراء ومسؤولي عدد من الدول الى السعودية، وعلى رأسها الهند وبنغلاديش الى جانب مصر واليمن ولتسهيل الاجراءات عمدت السلطات السعودية الى اصدار مجموعة من التسهيلات والاستثناءات لجميع المنشآت والأفراد الأجانب لتصحيح مخالفاتهم والاستفادة من المهلة التي أصدرها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الشهر الماضي لانهاء ظاهرة تفشي مخالفات نظامي العمل واقامة الأجانب في البلاد.
وشدت بعض سفارات عدد من الدول في الأيام الأخيرة رحالها الى المملكة وذلك بعد حملات وزارة العمل والجوازات السعودية والتي على اثرها تعرض الكثيرون للترحيل أو ما زالوا في انتظار ترحيلهم ..
وبرز دور السفراء في هذه المرحلة وتفاوت تفاعلهم مع الأزمة فمنهم من نشط وبادر للاجتماع بالجهات العليا في المملكة ومنهم من لم نر له تصريحاً ولم نسمع له حساً وكأن الأمر لا يعنيه أو أنه لا يعرف الطريق للجهات الرسمية والا لفعل مثلما فعلت السفارة اليمنية ويأتي في مقدمتهم السودانيون الذين لم يسأل عنهم احد ..
شهدت الايام الماضية حركة نشطة في أوساط المغتربين السودانيين بالسعودية لجهة توفيق اوضاعهم ، حيث سارع البعض منهم لبدء اجراءات نقل الكفالة ، فيما فضل البعض العودة الى السودان ، بينما لايزال اخرون يعيشون في حيرة أي الطرق ايسر حتى يسلكوها.

الصحافة
الخرطوم: ولاء جعفر

Exit mobile version