مدرسة ( بالدبة ) .. ميته وخراب ديار !!

لن تصدق ( الروايه ) ، كأنها نسج من الخيال أو أضغاث أحلام ، يأتي ( مندوب ) إحدى المنظمات الخيرية ويدخل على المسؤولين بمحليّة الدبة ويبشرهم بتشييد مدرسة أساس للبنين على أحدث المواصفات مكان مدرستهم ( القديمة ) واعداً إياهم بإنجاز العمل بأسرع مايكون ليلحقوا بالعام الدراسي ، هذا عمل طيّب وإنجاز كبير يستحق الإشادة والدعاء بالخير والصدقة الجارية للقائمين على أمر هذه المنظمة ، فقد قوبل بالتباشير والترحاب ..
ثم ماذا بعد ..
يشترط ممثل المنظمة إن جاز ( وصفه ) أن تتم تسويّة المدرسة مع الأرض ويمكنه سداد مصروفات ( الهدم والتدمير ) ، لم يصدق المسؤولون فوقعوا بالمدرسة ( هدم ) فتمت إزالتها وتسويتها مع الأرض ، وللأسف قبض المسؤولون ( الريح ) وكشحوا مويتهم على سراب !!
لم تلتزم المنظمة بوعدها بالتشييد حسب الموعد المقرر له حتى الآن ، وتبقى لبداية العام الدراسي أياماً ( معدودات ) والمدرسة قد سويّت مع الأرض وأصبحت ( أنقاض ) ! كما أصبح تلاميذها في مصيّر ( مجهول ) يستغيثون !
ومن الطريف والمؤسف حتى أنها لم تقم بسداد تكلفة ( الـتدمير ) التي تمت بآليات مكلفة ، فأصبحت ( ميتة وخراب ديار ) !
السؤال من المسؤول من إتخاذ مثل هذا القرار قبل أن ( يملأ يده بالضمانات ) فيقوم بهدم مدرسة وإن كانت ( متهالكة ) فشيء خير من لاشيء ، أما كان الأولى أن يتم تنفيذ هذا العمل على مراحل أو يتم التصديق لها ( بأرض أخرى ) والإستفادة من هذه المباني ( القائمة ) ولو تصبح ( كَاره ) أو حظيرة للدواب السائبة بالمحلية على ( أقل ) الإستخدامات !!
قد تكون لهذه ( المنظمة ) ظروفها التي لانعلمها وإن كانت غير مبررة لإطلاق ( وعود ) ترتب عليها ( أضرار ) وفي نفس الوقت لانبخس عملها وإن كان ( بالنية ) في عمل الخير ، كما أنها ليست محاسبة امام المواطن ، بقدر ( اللوم ) الذي يقع على هؤلاء المسؤولين الذين لم يحتطاطوا لمثل هكذا ظروف أو عدم إيفاء بالوعود ألم يفكر المسؤولون بالمحلية بتشييد هذه المدرسة بأرض ( خالية ) وما أكثر المساحات بدلاً عن تكلفة الهدم وتسوية الأنقاض وحصد السراب !!
هذا ( نموذج ) للتردي في الخدمات بهذه المحليّة الكادحة المكافحة القابضة على جمر المعاناة .. بها مستشفى ريفي يخدم عدد من القرى من حوله ، يعتمد في ميزانيته على ( الفكة ) التي تدفع عند الدخول ، من يصدق أن سيارات المواطنين التي تحمل مرضى الطواريء تقوم بسداد رسوم دخولها ، وإلا تقف عند الباب ويُحمَل المرضى على الأكتاف !
من يصدق أن مستشفى ريفي ومركزي ليس به ( مشرحة ) يتم وضع ( الموتى ) بغرفة العمليات إلى حين نقلهم إلى مشرحة بالخرطوم بإسعاف على نفقة أهل الميّت !!
أما سوق الدبة فحدث ولاحرج تردي لصحة البيئة وتراكم للأوساخ يشمئز منها ( الحيوان ) .
هذه المدينة الحيوية التي تعتبر بوابة الولاية الشمالية وحاضرة الريفي وملتقى طرق في غاية الأهميّة تشكو حالها المزري والفقير إلى الله من تردي لصحة البيئة وتردي في مرافقها الخدميّة التي تعتمد في غالبها على دعم مواطنيها وأهل الخير !
نتمنى من هذه المنظمة الخيرية أن تفي بوعدها عاجلاً غير آجل من أجل ( عيون ) هؤلاء الصغار الذين يحلمون بمستقبل مشرق وواعد ، وفي إنتظار أن تعطي بآرقة أمل لتلاميذ هذه المدرسة في مواصلة دراستهم بمدرسة ( لائقة ) كما وعدت حتى لايضطروا لخيارات ( مكلفة ) أو مصير مجهول .

بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي
[email]motahir222@hotmail.com[/email]

Exit mobile version