«الحلو» للذين يتابعون يعتمد على سلاح الإشاعة ويؤمن به في حربه ولتحقيق أهداف وأغراض عديدة منها تحطيم الروح المعنوية لخصومه وإضعافهم واكتساب مساحات ميدانية بعد أن يركن خصمه للإشاعة ويصدقها، حيث نجد الظاهرة كانت حاضرة حتى بعد كتمة كادقلي في 6/6/2012م فقد استخدمها كعملية عندما حاصرته القوات المسلحة وطاردته بجبل «تافير» غرب كادقلي وكادت أن تمسك به فأطلق إشاعة مقتله ومعه وزير المالية رمضان حسن ثم ظهر بعدها رغم أنه قد أحدث تأثيراً نفسياً كسلاح مدمر للعواطف ثم اختبأ بعدها في منطقة «كرنقو».. وعادة عبد العزيز الحلو للمراقبين أه يستخدم سلاح الإشاعة عندما يكون في أضعف حالاته وهي ربما تعبير حقيقي لحالة الوهن والضعف الذي يعانيه هو وقواته وأسلوب تقليدي عندما يكون باحثاً عن طوق نجاة ومنفذ للمخارجة. ونحن نعيش حالة الطيش للمتمردين الذين حولوا معركتهم المطلبية إلى وسيلة لتحطيم المجتمع وتهشيم أضلاع مكوناته من خلال التصفيات الجسدية والتغييب عن مسرح الفعل بسبب التصنيف السياسي والاثني أو الفكري وهو فعل خلَّف ضغائن وأحقادًا ربما لن تنتهي قريباً. الآن سلاح الإشاعة عند المتمردين تجاوز مقتل الحلو إلى التشكيك في القوات المسلحة وهي التي ظلت تقاتل منذ الاستقلال ولم تلن عزيمتها ولم تفتر!!. والمعلوم أن استهداف القوات المسلحة لإضعاف الثقة فيها وتدمير الروح القتالية في أفرادها من خلال التشكيك في قدراتها القتالية، كما أن إثارة الإشاعة مرات عديدة يكون هدفها تحقيق مكاسب عسكرية ميدانية أو التقليل من انتصارات حققتها القوات المسلحة على الميدان.. الآن تتحدث بعض التقارير أن «الحلو» في ألمانيا وقبلها تأكيدات بأنه قد قُتل ثم أخرى تقول بأنه حيّ يُرزق ويدير معاركه بكل عنفوانه، مع كل ذلك يظل المشهد السياسي والميداني لقطاع الشمال غير واضح، أما موضوع الحوار مع الحكومة فيبدو أكثر تعثراً بعد إصرار «القطاع» على «الميدان» وخوضه المعركة وإطلاقه تهديدات باجتياح الخرطوم لكن السؤال على ماذا يراهن قادة قطاع الشمال في إدارة الحرب؟ على الشعب السوداني الذي غرسوا سكينهم في نحره حتى النصال؟ أم على ما يسمى بالمجتمع الدولي الذي هو غير متوحد خلف هدف ورؤية إستراتيجية واحدة في التعامل مع السودان؟؟! كثيرون يستبعدون أن يمضي شركاء الحرب الدوليون مع قطاع الشمال حتى نهاية المعركة لأن لغة المصالح هي من يحسم الجدل في كثير من الأحايين..
صحيفة الإنتباهة
فضل الله رابح