[JUSTIFY]
من الملاحظ أن الأخطاء الطبية بدأت تكثر بصورة مخيفة الأمر الذي جعل معظم المرضى يذهبون للعلاج والاستشفاء خارج السودان، والغريب في الأمر أن المجلس الطبي السوداني أصبح لا يُنصف المرضى المتقدمين بالشكاوى له وهذا بالطبع جعلهم يشعرون بأن العدالة أصبحت مفقودة تمامًا والدليل على ذلك أن كثيرين راحوا ضحية أخطاء طبية فادحة بعضهم أُصيب بعلة دائمة وجزء آخر توفي إلا أن المجلس لم يتحذ أي إجراءات صارمة تجاه الأطباء سوى إيقافهم عن العمل لفترة وجيزة يمكن أن يعتبروها إجازة والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لا يتخذ المجلس إجراءات ضد الأطباء الذين تثبت إدانتهم وتتناسب وحجم الخطأ؟ ولكن الذي يحدث أن المجلس يتهاون في وضع العقوبة الأمر الذي يجعل الكوادر الطبية لا تلقي بالاً ولا تكترث للوقوع في الأخطاء.
مأساة هوازن
جاءت هوازن صلاح من إمارة أبوظبي للسودان وكلها أمل في لقاء الأهل ومن ثم لإجراء عملية حقن مجهري أي «أطفال أنابيب» حيث قامت بمقابلة اختصاصي النساء والتوليد د. سمير لويس حيث قام بالإجراء الأول في العملية وهو استخراج البويضة وقام بتخديرها تخديرًا كاملاً وذلك بحسب قول أسرتها وبعدها أخبرته بأنها تعاني من كحة إلا أنه لم يُعر الأمر اهتمامًا وعلى إثر ذلك حدث لها هبوط كامل للجسم ومن ثم أُصيبت بفشل كلوي حاد بجانب جلطة في الرأس وبعد ذلك قام د. سمير لويس بالاتصال على د. عبد الرحمن عبد الوهاب اختصاصي الباطنية والكلى بغرض أخذ المريضة إلى مستوصف الرجاء الخاص لمستشفى أحمد قاسم وخضعت للغسيل «5» مرات وفي إحدى المرات بعد أن قاربت فترة الغسيل على الانتهاء اتضح أن الجهاز في الأصل لا يعمل وتمت إعادة الغسيل لها مرة أخرى إلا أنها توفيت وبعد ذلك تقدمت والدة المرحومة هوازن بشكوى للمجلس الطبي السوداني ضد د. سمير لويس ود. عبد الرحمن عبد الوهاب علمًا بأن المريضة حضرت بعد يوم واحد من العملية وهي تشكو من كحة معها بلغم دموي باستمرار وارتفاع في الضغط وفقر دم ولم يتم أخذ شكواها وحالتها بصورة جدية حيث اعتُبر الدم نتيجة للخدوش الشديدة وفي لجنة المحاسبة بالمجلس الطبي في جلسته رقم «8/2013 » بتاريخ 14/4/2013م اتضح للجنة المحاسبة عدم جدية التعامل مع الحالة من الناحية المهنية الطبية ودون التحسب لأي مضاعفات قد تحدث بجانب أن د. سمير وعبد الرحمن لم يكترثا لشكوى المريضة في اليوم التالي للعملية وهذا إهمال واضح، وعلى الرغم من عدم تحويلكم للجنة المحاسبة من قبل لجنة الشكاوى إلا أن اللجنة رأت أن استشاري التخدير يتحملون المسؤولية الكبرى فيما حدث من مضاعفات للمريضة بعد إجراء العملية بالتخدير العام ويجب إجراء الفحوصات اللازمة قبل التخدير، وعليه قررت لجنة المحاسبة إدانة د. وفاء وهبة ميخائيل استشاري التخدير للتقصير في جانبهما في تقييم حالة المريضة قبل إخضاعها للتخدير العام وسوف يتم إيقافهما عن ممارسة المهنة لمده ثلاثة أشهر إضافة لإدانة د. سمير لويس وإيقافه عن المهنة ثلاثة أشهر وتم شطب الشكوى في مواجهة د. عبد الرحمن عبد الوهاب اختصاصي الباطنية والكلى علمًا بأن تلك الشكوى لها قرابة العاملين لدى المجلس الطبي السوداني.
صحيفة الإنتباهة
جميلة حامد
[/JUSTIFY]