محي الدين تيتاوي : انتهى الدرس .. يــا ..!!

[JUSTIFY]للمرة الألف نشير ونؤكد ونقول بأن الحركة الشعبية لم تتخل عن أجندتها ولن تتخلى عنها طالما أننا ننساق إليها ونفاوضها تحت الضغط الدولي أو تحت وهم أننا بحاجة إلى عائدات النفط من الأصل، هذا النفط الذي غيَّر قناعات الكثيرين بأنه لو انقطع أو توقف، فإن الشعب السوداني سوف يموت جوعاً، بينما بلادنا تتمتع بالكثير من خيرات الأرض وفضائل المولى عز وجل، ثروات ومنتجات زراعية متنوعة، إنتاج حيواني غير مسبوق، صمغ عربي يمكن أن نفرض به ضغوطا على دول لا تعطينا شيئا وتمارس علينا ضغوطاً.. نحن كنا مع شعب الجنوب نشكل شعباً واحداً ولم يكن لنا نفط.. وبعد انفصال شعب الجنوب وصرنا أقل عدداً من ذي قبل فكيف نعجز عن تدبر أمورنا المالية إذا توقف تدفق البترول عبر أراضينا وفقدنا جزءاً من دخلنا القومي وقد كان غير موجود من قبل!؟

إننا غيرنا ببريق النفط عاداتنا الاستهلاكية وصرنا مبذرين وأدخلنا على أساليب حياتنا سلوكاً جديدا.

اتجهنا نحو التنمية العقارية التي أودت بالاقتصاد الأمريكي وجعلنا على حافة الهاوية وهو أكبر اقتصاد في العالم يعتمد على الزراعة يؤلف بها الدول والشعوب ويروض بها الحكومات والحكام وصار القمح الأمريكي سلعة استعمارية جديدة، إذاً نحن نمضي كالعميان وراء سراب عائدات النفط الذي من أجله نتراجع في حقوقنا ونوقع الاتفاقيات المجحفة ظناً بأن ما يعود من نفط الجنوب سوف يقيل عثرتنا الزراعية فيصح علينا القول: كالعيس في الصحراء يقتلها الظمأ.. والماء فوق ظهورها محمول….!!!

فلا ينبغي أن نسكت عن اختراق الحركة الشعبية لنصوص الاتفاقيات معنا ونتجاهل مساءلتهم ونعتبر ما وقعناه معهم من اتفاقيات لاغية ونعاملهم بالمثل، خاصة في بند عدم إيواء الحركات المتمردة وعدم تقديم الدعم المادي واللوجستي.

والآن فقد ثبت بالدليل أن حكومة الجنوب لم تلتزم بما تقول به المصفوفة والاتفاقيات الدولية الموقعة معها.. وهي وللمرة الألف لن تلتزم وأشك كثيراً في أنها سوف تكون دولة بالمعايير الدولية تحفظ العهود وتلتزم بالقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، بل أذهب أبعد من ذلك بأنه لا يحق لهذه الحركة الشعبية التي تتآمر علينا سواء بإرادتها أو بإرادة إسرائيل والصهيونية العالمية لا تستحق أن نجلس إليها ونحادثها ونفاوضها رأساً برأس ونوقع معها الاتفاقيات ونعود إلى البلاد ونحن على اطمئنان بأن ما اتفقنا عليه وشهد عليه الأفارقة والأمم المتحدة سوف يكون ملزماً لها لتقف عند حدها ونتوقف عن إيذاء الشعب السوداني.. ونحن في كل مرة نتفق فيها على خطوة نظن أنها إيجابية ونطمئن لذلك لنفاجأ ونفاجأ.. نفاجأ بفعلة شنيعة أتوا بها.. في حقنا وحق بلادنا وحق الشعب السوداني.. فلتكن الأحداث الأخيرة هي آخر غفلة لنا ولتكن هي الدرس الأخير الذي كان الواجب علينا أن نذاكره حتى لا نفاجأ بأسئلته الصعبة ونصيح بأن هذا الدرس لم نأخذه من قبل وأن الأستاذ أخطأ حين وضع تلك الأسئلة التي لا نعرف لها إجابات!!!

الشرق

[/JUSTIFY]
Exit mobile version