يستخدم الأطفال عادة 5 لغات للتعبير عن مشاعرهم تجاه الآخرين وهى لغات بسيطة للغاية وهى:-
1. إظهار العناية به من خلال تقديم الخدمات له .
2. العناق والقبلات وهى لغة الجسد .
3. تقديم الهدايا .
4. تمضية وقت نوعي معه .
5. التعبير بالكلمات عن المشاعر.
من عمر يوم حتى 24 شهر يستحسن الاستعانة باللغات الخمس حتى يتم تدريجياً التعرف على اللغة الخاصة به مع بلوغه 3 أو 4 سنوات، وذلك عن طريق مراقبة سلوك الطفل في تعبيره عن حبه للأهل كقفزه في أحضان أمه أو أبيه عند عودته للمنزل ومعانقته وتقبيله لهم فهذا يعني أن لغة الحب عند هذا الطفل هي لغة الجسد، أما إذا كان يقول لأمه “أنت أفضل أم في العالم” مثلا فهذا الطفل لغته هي التعبير بالكلمات .
أذا كان يطلب من أهله إصلاح لعبته المحطمة أو مساعدته في واجباته المدرسية فهذا يعني أنه في حاجة للاعتناء به وأن تقدم له الخدمات ليتأكد من مشاعر أهله تجاهه .لكن إذا كان يطلب
دائما من والدته أن تقرأ له قصة أو أن تلعب معه فهذا يشير إلى أن لغة الحب عنده هي نوعية الوقت الذي يمضيه الأهل معه وإذا كان من النوع الذي يشكو من عدم جلب هدايا له عند رجوع أحد أفراد الأسرة من السفر فهذا يشير ألي أن لغة الحب الخاصة بالطفل هي الطريقة الأكثر ضمانا للوصول إلي أعماق قلبه.
من الأشياء المهمة تخصيص وقت لقراءة قصة لطفلك حتى لو كان رضيعا فالطفل يعشق صوت أمه وهذه العادة سوف ترسخ في طفلك فكرة الاستمتاع بالقراءة. الحرص علي اختيار دار الحضانة المناسبة بالتأكد من سلامة المكان من كل النواحي، الحرص علي تشجيع طفلك لتعزيز ثقته بنفسه؟، الاهتمام بجدولة أنشطة طفلك اليومية مثل أوقات تناول الوجبات ومشاهدة التلفزيون ومواعيد النوم وممارسة الرياضة يوميا؟، تقديم النموذج الصالح لطفلك مثل استخدام كلمة شكرا ومن فضلك في الأماكن العامة وتفادى استخدام عبارات جارحة أو كلمات مسيئة عندما يثير غضبك، الحرص علي معانقة طفلك عندما يكون مستاء أو حزينا أو غاضبا، كل هذه الأشياء تبين دوما مدى حبك لطفلك.
حب الوالدين للابناء هو حب غير مشروط لذا يجب ألا نربط لفظيا بين حب الأبناء وتوجيهنا لهم، فلا نقول ” أنا أحبك لأنك حصلت على الدرجة النهائية في الامتحان” وأيضا لا نقول ” لن أحبك إذا فعلت كذا ” ، فإننا بذلك نزعزع أمانهم النفسي الذي يستمدونه من خلال شعورهم بمحبتنا لهم وتقديرنا لذواتهم ، ونكون قد أخطأنا الطريق إلى الثمرات الرائعة للحب غير المشروط وهي الطاعة والالتزام والتضحية.التعبير عن محبتنا لابنائنا يجب ان تكون بطريقة عملية وايجابية، بمعنى ان التربية بالحب هى الافضل فالاهتمام برأيهم والانصات لهم له من الثمرات ما قد لاتتخيله، والانصات عزيزى الاب وعزيزتى الام هو الاستماع بالاذن والمتابعة بالعين، استماع بتركيز وليس نصف تركيز بمعنى اغلقى او على الاقل اخفضى صوت التلفزيون، اترك الصحيفة من يدك، الاستماع في بعض الاحوال يمنع حدوث مشكلات كثيرة قد تصل لحد الكارثة وسببها عدم التواصل بين الابناء والابوين وقد يشكو منها الابناء بعبارات صريحة وواضحة.ومن المثمر ايضا ان تحكى لهم مثلما يحكون لك فتشعرهم بتقديرك العملى لهم، والحكى يكون بحسب العمر والموضوع المحكى عنه.شاركوهم وجبات الطعام ما امكن، شجعوهم واظهروا لهم مقدار تحفيزكم لهم (لفظيا) فهذا يعتبر داعم جيد لهم لتنمية السلوك، قد تصعب علينا هذه الامور مجتمعة فأنا أم وأمر بلحظات أكاد أفقد فيها صوابى من تصرفاتى صغيري، لكن حين نتذكر انه”صغيرنا” فأظن ان الوضع يتغير وتتنزل علينا نسمات باردة تجعلنا ندعو لكل من لم يرزقهم المولى عز وجل بنعمة الاطفال ان يجود عليهم بها.
ودمتم..
د. سلافا العاقب أحمد
“كيف الصحة”
ماجستير صحة عامة وصحة مناطق حارة
[email]drsolafa2011@hotmail.com[/email]