لهذا جاء قرار الحكومة بدعم القوات المسلحة ليجد الرضاء التام من قبل كل أهل السودان.
فقد ظلت هذه القوات الباسلة، الصخرة التي تتكسر عندها كل أطماع المغامرين، أينما حاولوا اختراق حزام الأمن والسلامة مثلما حدث في جنوب كردفان أو ولاية النيل الأزرق وحتى في ولاية شمال كردفان (أم روابة) حيث كان ذلك العدوان المجرم لأناس آمنون ليودي بحياة العديد منهم.
ويتعاظم دور هذه القوات النظامية في ظل الغياب والتقاعس الواضح الذي أخذت تتسم به الحركة السياسية المدنية في بلادنا.. والتي يأتي رد فعلها دوماً متخلفاً بعد أن يكون قد وقع بالفعل الجرم اللئيم الذي يندي له الجبين، ليكون جنودنا البواسل وحدهم في الميدان حماة الأرض والعرض.
لهذا فإن أي دعم يقدم لهؤلاء الجنود باسم الوطن كله، إنما هو في حقيقة الأمر عبارة عن مهر العزة والشرف لفرساننا البواسل، والذين ظلوا دوماً في مستوي المسؤولية يقدمون أرواحهم الطاهرة في سماحة وتجرد من أجل عزة واستقرار الوطن.
وإذا كان دور هذه القوات وعلى امتداد البلاد لا يحتاج إلي من يزكيه في ظل هذا الإجماع الواضح، فإن القوى السياسية ممثلة في أحزابنا مطالبة بدور عملي يقود بالفعل إلى إطفاء هذه الحرائق التي يشهدها الوطن، وذلك ليس بالشجب والإدانة، كما ظلت تفعل، بل بالتعبئة الواضحة لكافة الجماهير والتصدي السافر، بعيداً عن هذا (التلاوم) الذي يكون أقرب إلى التركيز على الخلافات في جدول بيزنطي عقيم بعيداً عن العمل البطولي لصد تلك الاعتداءات، وكان حرى بنا أن يتم التركيز على مواجهة ذلك التآمر ثم يأتي الحساب مؤخراً، توطئة لتجاوز أية ثغرة يدفع ثمنها المواطن السوداني البرئ والصامد.
التحية والتقدير مجدداً لأبناء القوات المسلحة الأبطال .. مع الدعاء بأن يحفظهم الله ذخراً لوطنهم ومواطنيهم .. وإنما لمعركة حتى النصر يكون فيها الوطن .. أو لا يكون.
صحيفة الخرطوم
د. الباقر أحمد عبد الله