حان وقت الصحيان والالتفات لتنشئة جيل المستقبل القادم قبل ما يجي بكره ونلاقي الذي أصبح محكوم بـ(شلة) من المدمنين للمخدرات ،والمنحرفين في السلوكيات وما ظاهرة فنان الصافية إلا مثال بسيط ، فكيف لهذا الجيل ان يكون غير ذلك وقد تركنا مسئولية تربيته على عاتق أبطال المسلسلات التركية وحديثا المسلسلات الهندية والصينية التي أصبحت المثل الأعلى والقدوة التي يحتذي بها بعض الشباب والنشء من الجنسين . وبالتالي تركناهم ينهلون من تلك الثقافات المغايرة للثقافة السودانية إلي جانب برامج الثورة الالكترونية والأجهزة الإعلامية. والآن يكفي ان نمد أصبع الاتهام بالسطحية وعدم الجدية والقدرة على تحمل المسئولية فالأجدر ان نعي الى ما تصنع أيدينا ونسأل أنفسنا إلى متى والى أين ؟؟!
وعلى سبيل المثال ما يتعرض له الأطفال من انتهاكات لا إنسانية تؤكد ان الظاهرة تنتشر بصورة عامة . دائماً ما يكون منفذ الانتهاك ضد الأطفال مريض نفسي أو من المراهقين والسبب الرئيسي في انتشار الظاهرة عدم الاهتمام والانشغال عنهم وعدم تثقيفهم بما يلزم وعليه تركنا الطفل وحيداً يخوض غمار التجربة ،لذالك يجب علينا إعادة النظر في مفاهيم التربية بمعنى التنشئة والتهذيب والتوعية وليس بمعنى توفير الطعام والملابس واللعب و………الموبيلات واللاب توبات والسيارات وإلي أخره.
العالم يتحدث بصوت عالٍ عن مفاهيم التربية والتنشئة مثل (الصحة النفسية,الصحة الإنجابية،الايدز،التحرش ،والإدمان) والاجتهاد من أجل تثبيت حقوق الطفل والمرأة والمسنين والمعاقين : نحن هنا مشغولين بتوب ندى القلعة، عرس صلاح إدريس واختفاء تسابيح عن الشاشة ، ومن هو أفضل لاعب كرة في البلاد؟ ويطول الحديث في هذا المجال وهناك الكثير من الكلام.
الخرطوم : سراج النعيم