الفيلي لفتت انتباهنا بعلو كعب ثقافتها عن السودان، وفيما يبدو كذلك من حضورها المميز أنها تثق كثيراً في نفسها، وهو ما تسلل من بين طيات أجوبتها.
* الفيلي من الكفاءات الكويتية…ومسيرتك المهنية زاخرة بالإنجازات… من أين اكتسبت الخبرة؟
أعمل رئيس العلاقات العامة للتسويق والاتصال وتطوير الأعمال ببنك الكويت الدولي، وقد عملت على مدار 20 عاماً، منها (15) عاماً بوكالة الأنباء الكويتية(كونا) كمراسلة ديبلوماسية، ومدير إدارة العلاقات العامة والتسويق في شركة (تركابيتال)، وعملت لفترة في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الكويت، وفي العام 1995م اخترت لبعثة شفنيج من قبل السفارة البريطانية في حيث التحقت بجامعة أكسفورد ومؤسسة (رويترز) الإخبارية.
* والآن أنت في السودان بصفتك ماذا؟
مديرة إدارة العلاقات والاتصالات في شركة (زين الكويت)، وعضو مجلس إدارة الجمعية العربية للمسؤولية الاجتماعية.
* قلت لنا إن الإنسان يخلق معوقاته بيده… فيما يبدو أنك واثقة من نفسك..أليس كذلك..؟
أنا أم لشابة اجتهدت في تربيتها… وفخورة جداً بأنني عربية مسلمة، وليس هناك صعب، الإنسان يصنع معوقاته وكذلك حلوله بيده.
* قلت لنا بأنك فخورة بزيارتك للسودان للمرة الأولى، ماهي أسباب كل هذه الفرحة التي تبدو على ملامحك؟
أخيراً.. وطأت قدماي بلد (الطيب صالح)… فمنذ السبعينات وأنا أُشاهد (عرس الزين) أحلم باللحظة التي أزور فيها السودان… فأنا مولعة جداً بأدب هذا الرجل الذي قرأت له (موسم الهجرة إلى الشمال-عرس الزين – بندر شاه- مريود ضو البيت دومة ود حامد – نخلة على الجدول) حقاً هو عبقري الرواية العربية وأعتبر نفسي محظوظة بولعي بهذا الأديب. ويثلج صدورنا أن تكون هناك جائزة عالمية تحمل اسمه.
* فيما يبدو أن ارتباطك وثيق بالسودان..؟
أساتذتي في الصحافة سودانيون التقيهم دوماً في رحلاتي… وأنقل لهم دوماً رغبتي القديمة في زيارة بلد الطيب صالح
* على ذكر أساتذتك… من بينهم من تعتزين بهم؟
أعتز كثيراً بأستاذي وصديق والدي أطال الله في عمره بروفيسور علي شمو.
* نحن نعيش بفضاء مفتوح… فما رأيك بالإعلام السوداني إن كنت متابعة جيدة له..؟
أشاهد الفضائية السودانية وأتابع الدراما السودانية بحب وإن كنت لا أفهم بعض الكلمات أستعين بصديقاتي في العمل وجاراتي، والأهم أنني أتابع النشرات الإخبارية ويعجبني رصانة الأداء السوداني.
* برأيك هل تنقصنا العالمية..؟
الشباب السوداني (أيقونة) مواهب وخبرة في كل المجالات. والإعلاميون المتميزون والأكفاء في الـ (بي بي سي) سودانيون وهذه شهادة كافية.
* والفن الغنائي ماذا بشأنه؟
أطلب من صديقاتي السودانيات أن يمدوني بكل جديد. وأطرب للكابلي وابن البادية والبلابل…بصراحة (عندكم فن عجيب).!
* حقيقة أستاذة خلود العالم العربي بدأ مؤشره يتراجع قليلاً من الأوج السابق… ماهي الأسباب؟
عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والظروف الاقتصادية الراهنة إضافة إلى هجرة العقول.
*وكيف يمكننا التجاوز؟
الأزمات مجرد سحابة صيف… ويمكن إعادة النجاحات السابقة ,الحياة… والمنعش الحقيقي هم (الشباب) بجهودهم الجبارة وحسهم الوطني العالي.
* وكيف يمكننا تنقية الأجواء العربية؟
بعيداً عن السياسة بفهم بسيط جداً (التسامح) الذي يؤدي لـ (السلام) فهو أحد أسماء الله الحسنى وتحية الإسلام… وفي السودان الحركة (الصوفية) مدرسة قوية جداً تنادي بهذا التسامح.
* هذا يعني أنك من مريدي ومرتادي الصوفية؟
أقرأ لهم كثيراً للتثقف بثقافتهم والتعلم ومن ثم الاستفادة منها.
* ذكرت أن لك زميلات وجارات سودانيات هذا يعني أنك تستطعمين الوجبة السودانية؟
أحب الكركدي والتبلدي جداً.!
* ثلاثة أيام… فترة إقامتك قصيرة جداً في ظل ضغوط العمل هل تجولت في العاصمة..؟
للأسف سأغادر السودان دون أن أذهب إلى قرية الطيب صالح (كرمكول)… وإذا أمد الله في ألعمر سأعاود زيارتها مخصوص… ولكنني لن أغادر العاصمة قبل أن أقف عند (مقرن النيلين) وآكل البلطي (السمك) و(التقلية بالقراصة)
* علنا نختم معك بسؤالنا… ماذا ستصطحبين معك من بلد الطيب صالح من مقتنيات وهدايا…؟
حريصة على أخذ الحناء والبامية الناشفة (الويكة)… إضافة إلى (الثياب) السودانية.
تصوير: بكري خليفة
صحيفة السوداني