أوضاع السودانيين في السعودية قبل انتهاء مهلة الملك عبد الله

شهدت الايام الماضية حركة نشطة في أوساط المغتربين السودانيين بالسعودية لجهة توفيق اوضاعهم ، حيث سارع فريق منهم لبدء اجراءات نقل الكفالة ، فيما فضل البعض العودة الى السودان ، بينما لايزال فريق ثالث يعيش حيرة أي الطرق ايسر حتى يسلكها ..
«صفحة مع المهاجر» ومن خلال الحلقة الرابعة تستعرض جانبا من هذا الحراك:
بداية قال المهندس خضر عبد الجبار الزين المتخصص في مجال الكيماويات، انه قدم الى السعودية بتأشيرة «عامل مطعم» ، رغم ان هذه المهنة لا علاقة لها بتخصصه ، لذلك كان جهده ان يجد عملا يناسب مؤهلاته ، وبالفعل التحق بأحد المصانع في العاصمة الرياض ، غير انه لم يمكث فيه طويلا حينما وجد فرصة افضل من ناحية الراتب والبدلات فلم يتأخر في الالتحاق به .
واضاف الزين : خلال عملي تلمست رضاء اصحاب المصنع ، وتواصل الحال حتى اصدرت الجهات السعودية المختصة توجيهاتها بملاحقة مخالفي نظام العمل والعمال ، حينها شعرت بعدم الراحة باعتباري أعمل مع غير «الكفيل» ، فضلا عن ان مهنتي المدونة في رخصة الاقامة» عامل مطعم « ، لذلك أخبرت اصحاب المصنع أنني لن استطيع ان استمر في مخالفة الانظمة ، فطلبوا مني ان اصبر قليلا الا انني رفضت ذلك بشدة ، خاصة بعد المهلة التي تفضل بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوفيق الاوضاع .. واما م اصراري قدمت لي ادارة المصنع تأشيرة جديدة بمهنة «مهندس» ، وبموجب ذلك غادرت السعودية ، الى السودان ، على ان اعود بمهنتي الحقيقية وعلى كفالة المصنع.
وطالب جميع السودانيين المخالفين ان يسارعوا بتصحيح اوضاعهم حتى لا تطالهم العقوبات المشددة عقب انتهاء مهلة الملك عبد الله بن عبد العزيز .
واكد دفع الله الطيب محمد انه ظل يحمل رخصة قيادة عامة منذ 16 سنة ، واغلب عمله بين مدن خميس مشيط وجدة والرياض ، حيث يعمل في مجال التجارة المتنوعة ، ولم تسجل ضده مخالفة مرورية ، وبالتالي يحرص على تطبيق النظام بصرامة. وقال: ان السلطات السعودية تقدر السودانيين بصورة لافتة ، وهو امر يستوجب من جميع المغتربين السودانيين أن يتعاملوا مع هذه الافضلية بتقدير عالٍ ، بأن يعملوا على توفيق اوضاعهم أو العودة الى السودان حتى لايعرضوا انفسهم وربما اسرهم لعقوبات عقب انتهاء مهلة الملك عبد الله بن عبد العزيز .
واضاف : سوف أعود الى السودان بعد يومين فقط، كون «الكفيل» ليس لديه عمل حتى اكون تحت كفالته ، وانني على يقين بأن النظام سيطبق دون مجاملة لذلك فضلت العودة الى السودان ، وان قدر الله لي عودة ثانية الى السعودية فلن تكون الا وفق الانظمة واللوائح المعمول بها .
واشار الى ان الامر اللافت انه طوال 16 سنة لم تسجل بحقي مخالفي مرورية ، بينما في كل اجازاتي السنوية تسجل ضدي مخالفات بالسودان ،ليس لأنني لا احترم النظام في بلادنا ، بل «العلة» في رجال المرور لدينا ، الذين يسارعون لتدوين المخالفات حتى اذا مال رأسك شمالا او يمينا اثناء القيادة!.
وقال قرشي ابراهيم الطاهر : أعمل منذ سنوات طويلة في مطعم متخصص في الاكلات السودانية ، حيث أقوم بإدارة المطعم والاشراف على العاملين فيه ، وعملت على توفيق اوضاعي قبل وقت مبكر ، الا ان العاملين معي في المطعم لم يكونوا على «الكفالة « ونحن الان بصدد نقل كفالتهم قبل انتهاء مهلة الملك عبد الله بن عبد العزيز .
واضاف : الحمد لله أشعر باستقرار حيث استقدمت أسرتي للقامة معي بالرياض ، واشعر براحة تامة نظرا لتوفيق أوضاعنا ونظامية عملنا ، ونحن على يقين بان السلطات السعودية لن تتساهل في حسم المخالفين بعد انتهاء المهلة المحددة.
وطمأن أسرته بوادي خليل شرق جزيرة بدين بان الاوضاع مستقرة ،ولأتوجد مشاكل، مشيرا الى ان والدته» عائشة اسماعيل» واخواته» آمنة وست النساء» اصبن بانزعاج شديد لكثرة الحديث عن اوضاع السودانيين ، وقال: حتى اتصالاتنا الهاتفية كن يعتقدن انها مجرد تطمينات ظنا منهن انه سيتم ترحيلنا او معاقبتنا ، ومن خلال أسرتي هذه رسالة لجميع اهل السودان بان السعودية لن تعاقب شخصا مالم يكن مخالفا للنظام.
واضاف معتز مكاوي : كنت اعمل دون نقل الكفالة ، وبمجرد صدور هذه القرارات توقفت عن العمل ، ولكن عدت لمواصلة عملي بعد أمر خادم الحرمين الشريفين بإعطاء الوافدين مهلة لتوفيق اوضاعهم ، والان تتواصل اجراءات نقل كفالتي ، والتي سوف تكتمل خلال ثلاثة ايام .
واوضح بدر الدين المنصوري انه قدم الى السعودية قبل ثمانية أشهر ، بمهنة « محاسب عام» ، وفوجئ بان كفيله ليس لديه عمل يناسبه ، وبدأ رحلة البحث عن عمل مناسب حتى استقر به المقام في احدى المؤسسات الكبرى في مدينة الرياض ، حيث وجد وظيفة محاسب وبوضع جيد ، وقد كان هذا الامر قبل بدء الإجراءات السعودية بتوفيق الاوضاع .
واضاف : عندما أعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز عن مهلة توفيق اوضاع الوافدين ، سارعت بالاتصال على «الكفيل» بغرض نقل الكفالة ، وبعد تسوية بعض الامور ، وافق الكفيل على ذلك حيث حملت له خطاب «طلب خدمات» من المؤسسة التي التحقت بها ، والان في انتظار توثيق خطاب الكفيل حتى اقدمه للمؤسسة لتكتمل بذلك الإجراءات النظامية .

صحيفة الصحافة

Exit mobile version