البشير وسلفا كير هل يقطعان الطريق أمام «الفتنة » بأبيي ؟!

[JUSTIFY]مازالت منطقة أبيي التي شهدت يوم السبت المنصرم مقتل زعيم دينكا نقوك و «22» آخرين من المسيرية، تمور بكثير من الأحداث والتوترات إثر الأحداث التي وقعت شمال أبيي عقب مواجهات بين قوات اليونسيفا وعناصر من المسيرية، وعلى خلفية ما حدث وفي وقت كانت كل الدلالات تشير فيه إلى نذر حرب تلوح فى الأفق من خلال مجريات الأحداث التي حتماً ستؤدي إلى نسف كل الاتفاقيات المبرمة، إذا ما استمر التصعيد، فأبيي مازالت قنبلة موقوتة ومصدر قلق وتوتر بين الدولتين، وبمقتل سلطان الدينكا كوال دينق تصاعدت حدة التوتر الذى سيزيد من تصعيد المشكلة، فكان من الطبيعي أن يتدخل رئيسا البلدين، حيث هاتف كل من الرئيس سلفا كير رئيس دولة الجنوب والرئيس الإثيوبي هيلى مريام، الرئيس عمر حسن أحمد البشير، بشأن تهدئة الأوضاع المتوترة بمنطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وأكدا ضرورة الهدوء وضبط النفس، وألا تؤثر حادثة مصرع زعيم قبيلة دينكا نقوك كوال دينق مجوك وضحايا المسيرية الـ «22» على العلاقات بين البلدين، وفي الوقت نفسه أعربت وزارة الخارجية عن أسفها البالغ وإدانتها الكاملة لحادث مقتل ناظر دينكا نقوك، وأعلنت أن السلطات المختصة ستجري عاجلاً تحقيقاً شاملاً وشفافاً حول الحادثة، لتتم محاسبة من ثبت تورطه فيها. ودعا القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطى أطراف النزاع في أبيي إلى المزيد من ضبط النفس وعدم التسرع في إطلاق الأحكام التي بسببها قد تتوتر العلاقات بين البلدين، ولا بد من التمسك بالاتفاق الذي تم توقيعه في أديس أبابا أخيراً. وأضافت مصادر أن الهجوم الذي نفذه مسلحون من الطرفين، أسفر أيضاً عن مقتل «4» عناصر من القوات الإثيوبية التي كانت ترافق موكب السلطان مجوك. وأوضحت أن السلطان كان ذاهباً في جولة شمال أبيي قرب حقل دفرة النفطي في جنوب كردفان.

وأكد صادق بابو نمر وهو من قيادات المسيرية لـ «الإنتباهة» أن مقتل كوال مجوك مؤسف، ولكنه أنحى باللائمة على القوات الإثيوبية في ذلك نتيجة، لإطلاق النار من قبل قوات حفظ السلام الإثيوبية التابعة للأمم المتحدة التي تدير أبيي. وقال إن مجموعة من المسيرية طلبت من قافلته المسافرة مع ثماني سيارات من الإثيوبيين التوقف للتحدث معهم ولكن الإثيوبيين رفضوا ذلك. وأضاف أن إثيوبياً أطلق النار وقتل شخصاً من المسيرية بعد أن جهز بندقيته، مما دفع الآخرين إلى إطلاق النار الذي قتل من خلاله مجوك. ولم تتوفر تفاصيل أخرى ولم يتسن الاتصال على الفور بقوات حفظ السلام الإثيوبية، على حسب المراقبين الذين دعوا حكماء المسيرية والدينكا إلى ضبط النفس والامتناع عن التصعيد وكظم الغيظ. .

ومن جانبه قال رئيس لجنة القانون والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس الولايات ألدو أدو دينق، إن مقتل الناظر كوال دينق ماجوك أمر «مؤسف»، وقال إن الناظر كوال رجل سلام وقد شارك فى كل المفاوضات، وأول من ستفتقده قبيلة المسيرية نفسها، وأبدى ألدو استغراباً وقال: لا يمكن لأحد أن يستهدف رجلاً مثل كوال، وأكد ألدو أن المسيرية والدينكا نقوك ظلوا في تعايش لفترة طويلة ويعرفان بعضهما جيداً، وأضاف ألدو قائلاً: نتمنى ألا يثير مقتل الناظر كوال أزمة جديدة بين الدولتين. وتضاربت الأنباء وتعددت الروايات حول ملابسات مقتل السلطان «الشهير بكوال أدول» ناظر مشيخات دينكا نقوك التسع، وقد أكدت الأنباء مقتله ومقتل ابن أخته رنق، وقالت إن «4» ناقلات للقوات الإثيوبية ومعها عدد من عربات الدفع الرباعى وصلت أمس الأول عند الساعة الواحدة ظهراً إلى منطقة «قولي» في شمال أبيي حول حقل دفرة، وأن ما توفر من معلومات لدى المسيرية أن الناظر كوال دينق ماجوك بداخلها ومعه ابن أخته متخفيان داخل إحدى المصفحات الأممية، فاعترض المواطنون من قبيلة المسيرية طريق القوات الإثيوبية بحجة وجود الناظر كوال برفقتها، فاحتدم الجدل طويلاً بين الفريقين واستمر من الساعة الواحدة ظهراً حتى الساعة السادسة مساءً، وعندما نفت القوات الإثيوبية وجود الناظر كوال برفقتها معتبرة تلك مجرد شائعات، أخضعت المسيرية العربات للتفتيش، وما أن فرغت من ثلاث وإلا ظهر الناظر كوال في الرابعة. وطالبت المسيرية فى ذلك الحين القوات الإثيوبية بإخراج الناظر وأن يستقل عربة لاند كروزر، وأثناء ذلك حدث شجار بين المجموعة المسلحة من الشباب على دراجات نارية والقوات الإثيوبية، فأطلق النار على سيارة ناظر دينكا نقوك حسبما أشارت بعض الأنباء.

صحيفة الانتباهة
فتحية موسى السيد

[/JUSTIFY]
Exit mobile version