فوجئ بهن رعاة المسيرية صباحاً وهن يمرحن جوار مزارعهم كما الغزلان ، حتى ان الدهشة ألجمت محمد خاطر رئيس إتحاد المسيرية فشن هجوماً عنيفاً على القوات الاثيوبية وإتهمها بإثارة القلاقل قائلا : ” استجلبوا فتيات يرقصن منذ المغرب إلى فجر اليوم التالي ” .
موت كوال السلطان اعاد تعمير بنادق الإتهامات في صدور القوات الاثيوبية بحسبانها فرطت في مهمتها بأبيي ، والمدرجة تحت لافتة الرعاية والإشراف على الأحوال الأمنية ، ولكن هل الخلل في ضعف المقاتلات الأثيوبيات ام هو خلل عام وما هو عددهن بالضبط ، وهل تلقين جرعات تدري كافية وتذويد بخريطة حية لطبيعة الأدغال والتضاريس في موطن الأبقار والبترول والسمبر ؟
المعروف مسبقاً ان القوات الاثيوبية التي حطت بأبيي قوامها نحو (1200) جندي منهم (450) إمرأة ، لا تقل الواحدة منهم نعومة عن الفنانة ” هايمونيت جيرما ” .
حسناوات الجيش الأثيوبي يقمن بذات مهام الجنود الرجال في حفظ الأمن في الحدود بين شمال منطقة أبيي وجنوبها مما اجج ساعة وصولهن بركان المخاوف بالمزيد من السيناريوهات القلقة ، فهل ينتهي بهن المقام اسيرات في قلوب رجال المنطقة ام سيعملن على ترسيخ ثقافة جديدة في مناطق النزاع تذيب جبال الكراهية والموت ، ليحل مكانها الرقص والحب والغناء ؟ وبالمرة نزع الألغام ونثر الورود في الأرض المحروقة بدل البارود .
صحيفة اليوم التالي
عزمي عبد الرازق
ع.ش