( فلوس ) .. مقابل الاستعداد للصلاة !!

[JUSTIFY]في الوقت الذي تتسابق فيه لجان المساجد للإقبال على بيوت الله من تجهيزات تساعد على العبادة بوضع مناديل ورقيّة وتوفير ثرامس للمياه الباردة وتهيئة أماكن الوضوء ، راجين بذلك ثواب الله تعالى ، إلا أن أحد المساجد بجبرة مربع (13 ) يشذ عن القاعدة بفرض مقابل ” مادي ” مقابل الدخول لدورات المياه الواقعة داخل المسجد المشيّد على نفقة أحد الخيّرين .!!
قبل أيام أدركنا صلاة المغرب بهذا المسجد ذو الفناء الواسع ، والمحاط بمنازل فخمة ” متعددة الطوابق ” وما أن هممنا للاستعداد للصلاة وإلا نفأجأ ” بمتحصل ” يضع طاولته لتحصيل مبلغ مقابل خدمات الاستعداد للصلاة ، ولايصلي مع الجماعة !

فبعد أن فرغنا من الصلاة التقيت بإثنين من المصلين من جيران المسجد ويبدو أنهم بلجنة المسجد ، سألتهم عن هذه الجباية ” المفروضة ” مقابل الصلاة بمسجدهم ، فدافعوا عن ذلك ” بشراسة ” تفتقد للمنطق قائلين أن العائد يذهب ” لحارس ” المسجد مقابل النظافة ، قلت لهم أيعقل ذلك في مسجد بهذا الحي ” الراقي ” لايستطيع أن يوفر راتب الحارس الذي لايتجاوز الـ 300 جنيه ( تسدد وزارة الأوقاف نصفه ) إلا من هذا الاستثمار ” المشين ” في حقنا كمسلمين أولاً وسودانيين ، وهل تقف وزارة الشؤون الدينية عاجزة عن القيام بمهامها في تهيئة بيوت الله ، للأسف هذا ( الفعل ) لايحدث إلا في الأسواق ولايشبه بيوت الله تعالى ، وحتى أن موقع المسجد ليس مجاوراً لسوق أو مركز خدمي عام لنقول أن من يرتاده غير المصلين ” ويبرر ” لهذه الجباية ( الشائنه ) ، بل هو في قلب حي ” هاديء ” تخلو شوارعه من المارة في أغلب الأوقات !!
في حين أن مساجد بأحياء شعبية فقيرة لاتتبع هذا السلوك الغريب وهي تقبض ثمناً مقابل الاستعداد للصلاة ، بل أن في شوارع الخرطوم هناك من يوفرون مياه ومفارش للمـاره يبتغون بها وجه الله ، فمع هذه المساكن ” الشاهقة ” والأوضاع التي تبدو عليها ” النعمة والترف ” من جيران المسجد ، أيعجز كل مصلي أن يضع بصندوق التبرعات ” جنيهين ” بدلاً من صدمة ضيوفهم من المصلين بطاولة “حديدية للجباية ” !!
وللأسف ليت أن المبلغ المتحصل يساوي ” شيئاً ” في ” قيمته ” المادية ولكنه ” ينقص ” كثيراً في حق من هم ” حول ” المسجد ، إذا كانوا يتعاملون مع بيوت الله بهذا ” البخل ” المشين ! و إن كانت الوزارة قد ( قصرت ) في القيام بواجبها
ومع أن بالمسجد مساحة لفناء واسع ، ماذا لواستثمر بمحلات تجارية بدلاً عن هذه ( الفكة ) الزهيدة والمشينه ، وللأسف الشديد فقد قابلوا كل ماقلناه بكثير من ” السخرية ” وعدم المبالاة وهم ماضون بلا حياء في فعل لايشبهنا كسودانيين !
وقد علمت بعد ذلك أن هذا ( متكرر ) في بعض مساجد العاصمة مما يدعو للأسف والحيّرة ، فهل الأمر عند وزارة الشؤون الدينية ( مطلوق ) إلى هذا الحد الذي بلغ إستثمار لجان المساجد في ( وضوء المصلين وقضاء حاجتهم ) !!
الامر مرفوع لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف بولاية الخرطوم ، هل ذلك ” موافقاً ” عليه بمساجدها أم كل لجنة مسجد تشرّع وفق مايحلو لها ؟
نصيحتي لكم إذا حللتم ضيوفاً بهذا المسجد( لاتخطفوا (ملابسكم للصلاة وتنسون حمل محفظتكم لان هناك من يطالبك بجباية مقابل الاستعداد للصلاة ، وقد لايسعفك الوقت لتتجه لمسجد آخر تكرم فيه ” لجنة المسجد ” ضيوف الرحمن !!!

بقلم : محمد الطاهر العيسـابـي

[email]motahir222@hotmail.com[/email][/JUSTIFY]
Exit mobile version