[JUSTIFY]{ إذا كانت الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا تريد أن تنسف الاستقرار الأمني في جنوب كردفان ودارفور وشمال كردفان والنيل الأزرق تحت غطاء «قطاع الشمال».. فكيف يصدِّق عاقل إنها تستثنى فقط مناطق المسيرية في أبيي؟! ما الذي يجعل الحركة الشعبية متحمسة لدعم قطاع الشمال بقيادة الحلو وعقار لنسف الاستقرار في كل المناطق الحدودية ما عدا أبيي؟!. إذن البرنامج العدواني لا يستثنى أبيي، الفرق فقط في أن هذه الأخيرة لا يكلَّف لنسف الاستقرار فيها قوات قطاع الشمال بقيادة عقار والحلو، إنما يقوم الجيش الشعبي «قطاع الجنوب» بتنفذ الخطط العدوانية وآخرها الزيارة الغصبية التي قام بها سلطان دينكا نقوك القتيل ومرافقوه إلى مناطق المسيرية وقاموا باستفذاذهم دون احترام للعهد والاتفاق وقوات اليونسفا التي توجد هناك مؤقتاً كجدار عازل في منطقة متنازع عليها. وإذا لم نتحدَّث عن التاريخ الذي يثبت تبعية المنطقة للشمال سواء كانت أرض نوبة قبل الميلاد أو أرض مسيرية بعد الهجرة النبوية، فإن المتفق عليه هو عدم التحركات الاستفذاذية من الجانبين إلى حين البت في القضية عبر استفتاء أو تسوية. ثم إن اتهام الحكومة السودانية بأنها وراء قتل سلطان دينكا نقوك، فهذا وهم نابع من نفس مريضة «ومتعقدة» لأن المعلوم أن الحكومة السودانية ليس في صالحها إطلاقاً مثل هذه التطورات على صعيد قضية أبيي المختلقة وهذا نقوله للأمانة رغم إننا غير راضين من البداية عن توقيع الحكومة السودانية على بروتوكول أبيي بصورته الظالمة للمسيرية، ومعلوم أن بروتوكول أبيي أصلاً كان مقترحاً تقدم به المبعوث الأمريكي الأسبق للسودان دان فورث بعد أن قطعت المفاوضات في كينيا أشواطاً بعيدة. ودينكا أبيي في الحركة الشعبية ومعهم إدوارد لينو وهو من الفراتيت وليس دينكا نقوك يعلمون أن وفد الحكومة السودانية وقّع على برتوكول أبيي لصالح دينكا نقوك والحركة الشعبية وليس لصالح المسيرية. إذ كيف توقع على بروتوكول لا يشير إلى أهل المنطقة الأصليين بالاسم وهم الذين استقبلوا واستضافوا مجموعة دينكا نقوك قبل عشرات السنين بعد أن جاءوا من جزيرة الزراف بأعالي النيل وغيرها هرباً من الحروب والصراعات الأهلية؟! الآن الغرور يملأ دينكا نقوك في الحركة الشعبية بسبب هذا البروتوكول السيئ جداً، ويجعلون يطبقون المثل القائل :«دجاجة الوادي طردت دجاجة البيت». إن الضيوف دخلوا بيتاً، أكلوا وشربوا وناموا وفي الصباح قاموا بطرد أهل البيت.. هذا ما يفعله الآن دينكا نقوك مع المسيرية بسبب دعم سياسي من بروتوكول أبيي ودعم عسكري من الجيش الشعبي «لتحرير السودان».. ونخشى من دعم قانوني جائر وظالم من لاهاي ودعم دبلوماسي حاقد من إسرائيل. وهذا لن يكون من أجل الحركة الشعبية بل نكاية في السودان الذي يرفض التطبيع مع إسرائيل. ومعلوم كيف تعاملت السلطات الإسرائيلية ومواطنون يهود مع اللاجئين من أبناء جنوب السودان في إسرائيل. لقد قاموا بطردهم وإلقاء القنابل الحارقة عليهم وأهانوهم وقالوا إن هؤلاء يلوثون البيئة في إسرائيل، والحركة الشعبية صامتة، فهي لا ترد على اليهود بكلمة ولا ترفع معهم صوت الاستنكار، لأنهم ليسوا هم الحكومة السودانية ولا المؤتمر الوطني ولا الجلابة أهل ياسر عرمان. مع أن هؤلاء لا يفعلوها البته.